أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (آسية عبد الرحمن)

مع ازدياد التدخل الايراني بالشؤون العربية بدأت بعض الدول التي كانت تتفق مع طهران بالعودة الى الحضن العربي من جديد حيث 
كانت العلاقات الإيرانية-السودانية خلال  السنوات الماضية  توصف بالعلاقات الدافئة والعميقة، قبل أن تشهد في الفترة الأخيرة تحولا جذريا بين البلدين.
كيف أُسس لتلك العلاقات وكيف حدث التحول التاريخي بين الخرطوم وطهران ؟
المزيد مع  آسية عبد الرحمن. 

في الثاني من سبتمبر عامَ ألفينِ وأربعةَ عَشَر، أصدرت الخارجيةُ السودانيةُ بياناَ مقتضباً أعلنت فيه إغلاقَ المركزِ الثقافي الإيراني، وفروعِه المنتشرةِ في السودان، مع إمهالِ الملحق الثقافيِ الإيرانيِ ومعاونيهِ مدةَ اثنتين وسبعين ساعةً لمغادرةِ البلاد..

كانت تلك البدايةَ لنهايةِ العلاقاتِ السودانيةِ الإيرانية..وأيضا البدايةَ لعودةِ السودان إلى حضنه العربي..والانتباهَ إلى المخططاتِ الايرانية في السودان وخطورتِها.. 
 
لكن كيف أُسس لهذه العلاقة ؟ و ما هي خلفياتُها ؟

الارتباطُ الثقافيُّ غيرُ الرسميِّ بين إيرانَ والسودان  بدأ في العام ألفٍ وتسعمئةِ  وتسعٍ وسبعينَ ، إذْ شهدت الخرطومُ تظاهراتٍ حاشدةً مؤيدةً للثورة الإرانية. 

وأنشئت أولُ مؤسسةٍ ثقافية إيرانية في السودان عامَ  ألفٍ وتسعمئة وأربع وثمانين ، في وقت كانت مؤسساتٌ إيرانيةٌ تعمل بصورة منفصلة في الخرطوم،  

إلى أن تم توحيدُها عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسٍ وتسعين ،  ومنها، الحرسُ الثوري الإيراني ووزارةُ الإرشاد، والمركزُ العالميُ للعلوم الإسلاميةِ وحوزةُ قم العلميةِ، وأسندت جميعُها إلى المستشارية الثقافيةِ ووزارةِ الاستخبارات والخارجية، بعد وصول النظام الحالي إلى الحكم عام ألفٍ وتسعمئة وتسعٍ وثمانين.

ارتباطٌ لم يستطع السودانُ  تحمّلَ تبعاتِه بفعلِ تجذّرِ عُزلتِه الدولية و  تفاقمِ ازمتِه الاقتصادية.

هذا  عدا عن الحملاتِ التي طالبت بوضوحٍ وضعَ حدٍّ للأنشطةِ الإيرانيةِ  فكانت كلُّها دوافعًا لإنجاز هذا التحول.

لم تكن الخرطومُ تحتاج لأكثرَ من دعوةٍ عربيةٍ لتخرجَ من تلك العلاقةِ بتوبةٍ مقبولة عائدةً إلى حضنها العربي ولنيلها الأزرق قبل أن يختلطَ مع مياه فارس . 
 
فوِفْق مراقبين /السودان في المحور العربي الجديد قادرٌ على أن يتحول قبلةً للمشاريع العربية الاستثمارية ..

حيث يتميز بتفوق الكادر البشري، مايؤهلُه ليكونَ في اوائل الدول العربية حين تُستثمر كلُّ هذه المؤهلاتِ والمقدرات .
 
باختصار إن السودانَ في الجغرافيا ضفةُ مصرَ الأخرى والجزءُ الثاني من اليابسة امام الجزيرةِ العربية ،  ومعبرٌ تاريخيٌ للتواصل مع شرق آسيا.. 

واستعادةُ النظام العربي لسيادته وضبطه لمجاله، تعني ضبطَ اليمن وضبط السودان أيضا.