أخبار الآن | غازي عنتاب- تركيا (إيهاب بريمو)

عرض اليوم في مدينة غازي عنتاب التركية، الفيلم الوثائقي "ملكات سوريا" للمخرجة الفلسطينية السورية "ياسمين فضة".

يروي الفيلم قصة خمسين امرأة من سوريا، اضطررن إلى اللجوء إلى الأردن والعيش في حالة من المنفى. خمسون امرأة أتين من سوريا واجتمعن في خريف عام 2013 وقررن تجسيد أسطورة طروادة الشهيرة ولكن بإسقاطاتها على المأساة السورية، وبشكل خاص مقاربة محنة المرأة في قصة طروادة ومثيلتها في الثورة السورية.

العرض الأول في تركيا

في محلة "غازي مختار باشا" وسط مدينة غازي عنتاب التركية، وعلى سطح أحد الأبنية في تم عرض الفيلم وسط حضور جمهور سوري وعربي وتركي تفاعل مع الفيلم بشكل واضح.

ابتدأت الفعالية بعرض ثلاثة أفلام قصيرة تم تصويرها بالهواتف النقالة من مهرجان سوريا لأفلام الهواتف النقالة.  

"ميزر مطر" مصور صحفي وأحد المسؤولين على الفعالية يقول: "مناسبة الفعالية هي العرض الأول للفيلم في تركيا بعد فوزه بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل مخرج من العالم العربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي".

في بداية الفعالية تم عرض ثلاثة أفلام قصيرة مصورة بالهواتف النقالة صورت بين سوريا وتركيا وشاركت في مهرجان خصص لذلك بدعم من "مؤسسة الشارع".

الفيلم الأول بعنوان "شيء ثمين" من إخراج إياز إسماعيل يروي الفيلم الذي تم تصوريه في مدينة ماردين التركية ويروي قصة مهندس سوري شاب خرج من سوريا ويعمل مزارع في أحد الحقول على الحدود السورية التركية.

الفيلم الثاني كان بعنوان "يطير الحمام" للمخرج ياسين الأخرس ويروي قصة رجل سوري من أوائل المتظاهرين، ومع التحول إلى حمل السلاح فضّل الابتعاد والاعتناء بأولاده.

الفيلم الثالث هو "عنقودي" للمخرج حسين قطان ويحكي قصة طفل سوري انفجرت في يده قنبلة عنقودية.

ثم عرض فيلم "ملكات سوريا". يقول الناقد "وسيم محمد": "تتشابه مصائر الشعوب والأفراد بشكل مستمر مادامت الحروب لم تنته بعد، وتتشابه الشخصيات ومساراتها منذ آلاف السنين حتى اللحظة. هذا التلاقي جمع بين محنة النساء في حرب طروادة ومحنة المرأة السورية في حرب النظام السوري على الشعب. لكن تبقى لكل ثقافة تجربتها الخاصة، إنها المرأة السورية "الملكة" التي اقتلعت من مكانها ووطنها وعانت الويلات".

وثائقي "ملكات سوريا" في تركيا .. محنة النساء في الحرب

تفاعل مع الألم السوري

"نادر محمد" مخرج وكاتب حضر الفعالية وحدثنا عن فيلم "ملكات سوريا": "الفعالية كانت مميزة بالفعل فقد نقل هذا الفيلم لنا شريحة من الشرائح الأساسية في المجتمع وهي المرأة حيث يشرح الفيلم معاناة مجموعة من النساء السوريات اللواتي عشن تجربة اللجوء إلى الأردن وماذا أنتج هذا الجوء من آثار على عائلاتهن".

الفيلم النسخة السورية لقصة نساء طروادة ولكن النسخة السورية كانت موجعة أكثر بسبب الخسارة الكبيرة اليومية التي تتعرض لها المرأة السورية.

"سارة الشيخ علي" أحد الحاضرات للفعالية قالت: "في حقيقة الأمر كانت الفعالية جدية في المجمل ومساحة لعرض المنتج الفني السوري الثوري الحديث، لعبت المخرجة ياسمين على شد المشاهد بين المسرحية والفيلم وهذا الشيء جعل الفيلم ممتعاً. تابعنا النساء اللواتي يتحضرن للمسرحية والتدريبات والمشاكل والمنافسة والخوف من التقاليد".

يذهب الشهداء إلى النوم، كما يقول الشاعر محمود درويش، وتبقى المرأة السورية "الأم والزوجة والأخت والابنة" تنظر بعين الحلم بالنصر حتى لا يذهب دم الشهداء هدرا وكي يغفوا بسلام.

بقي أن نذكر أن مدة الفيلم هي (70) دقيقة وقد فاز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل مخرج من العالم العربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2014، ونال تنويها خاصا من المفوضية العليا للاجئين، ومن  مهرجان أفلام حقوق الإنسان في تونس 2014.