أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أ ف ب)

"كلتوما واري"، أحد الناجيات من المجزرة التي إرتكبها أعضاء بوكو حرام، روت قصتها و شهادتها حول ما رأته في المدينة بعد إجتياح بوكو حرام لها وما حدث معها خلال ذلك.

قالت المرأة أنها ذهبت لتبحث عن زوجها ذو الـ 57 عاما و أولادها السبعة المفقودين من تسعة أطفال لديها. ذلك بعد الهجوم الذي شنته جماعة بوكو حرام على بلدتها باغا شمال نيجيريا.

قالت المرأة ذات الـ 40 عاما في تصريح لها لوكالة أ ف ب : ذهبت مع ثلاثة من أطفالي الصغار لأبحث عن زوجي و باقي أطفالي لأصطدم بخمسة عناصر من مسلحين بوكو حرام”،

وأضافت المرأة : “ سألني العناصر إلى أين أتجه فقلت لهم أني أبحث عن أطفالي و زوجي، فقالو للي أن لا أضيع وقتي للبحث عنهم لأنهم قتلوهم، وأضافوا أنهم منذ قليل قاموا بقتل رجل و أطفاله في الزقاق المجاور و الأجدر بي أن ألحق بهم”.

ترردت واري ولكنها ذهبت بعدما أشهر المسلحين بنادقهم في وجهها و تم إقتيادها إلى مدرسة مجاورة حيث أحتجزت مع أكثر من 500 إمرأة و مئات الأطفال. قالت واري أن النساء كن محتجزات في باحة المدرسة و صفوفها المفتوحة في العراء. ليواجهن رياح الشتاء القاسية البرودة طوال الوقت.

"لم يلمس عناصر بوكو حرام أي إمرأة منا لكنهم أبدوا إهتماما غير عادي للشابات حيث رافقوهن طوال الوقت، حتى عند ذهابهن للحمامات".

جلب مقاتلي بوكو حرام الغذاء من الأسواق، واضطرت النساء لطهي الطعام لهموأضافت واري أن العديد من النساء مع القلق بشأن مصير أحبائهم، رفضن أن يأكلن.

"كثير من النساء المحتجزان مريضات جدا و لا يستطعن المشي حتى. وأعتقد أن الكثيرات سوف يمتن من البرد".

"البعض منا أصابتها حالات هستيرية شديدة و كنت أحدهن، و في يوم الاربعاء طلب منا العناصر مغادرة المدينة. و أبقوا على الشابات فقط".

وقد استخدم المتمردون اختطاف النساء والفتيات الصغيرات كتكتيك منتظم في تمردهم لمدة ست سنوات. وقالت هيومن رايتس ووتش في أكتوبر الماضي أن أكثر من 500 امرأة وفتاة تم اختطافهن منذ بداية التمرد في عام 2009، على الرغم من أن تقديرات أخرى تضع الرقم أعلى من ذلك بكثير.

شهادة واري حول الهجوم تضاف على شهادات أخرى لشهود عيان أفادت أن مجزرة وقعت في باغا. و قالت المنظمة ان مئات الاشخاص ان لم يكن اكثر قد قتلوا في هذا الهجوم الذي شنته بوكو حرام في الثالث من يناير، والذي يبدو انه كان يستهدف ميليشيات الدفاع الذاتي المدنية التي تساند الجيش ضد جماعة بوكو حرام.

ونقلت المنظمة عن شخص اخر قوله "لقد قتلوا الكثير من الناس. رأيت مئة قتيل في باغا". واضافت امرأة اخرى "كانت الجثث منتشرة في كل مكان". وقال مسؤولون محليون ان اعدادا كبيرة من الناس قتلوا، وتحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن الجثث المتعفنة التي كانت تملأ الشوارع.  وقال رجل فر من باغا بعدما اختبأ ثلاثة ايام انه كان "يدوس على الجثث" لمسافة خمسة كيلومترات اثناء هروبه باتجاه الغابة.

وذكر الجيش النيجيري الذي غالبا ما يقلل من اعداد القتلى، هذا الاسبوع ان 150 شخصا قتلوا في باغا، نافيا المزاعم "المبالغ فيها" التي تحدثت عن مقتل الفي شخص في المدينة. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان عدد القتلى غير معروف. وفي بيان نشرته الخميس نقلت عن احد السكان قوله "لم يبق احد في المدينة ليحصي عدد القتلى". 
واضاف "كنا جميعا نفر مسرعين لمغادرة البلدة قبل ان ياتي مقاتلو بوكو حرام الذين استولوا على المنطقة".

ونشرت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية لمدينة باغا ودورون باغا التي تبعد 2,5 كلم عنها، قالت انها تظهر حجم الدمار فيهما. وعرضت صور جوية للبلدتين اللتين تضررتا في السابق بسبب القتال، قبل يوم من هجوم الاسلاميين المتطرفين وخلال الايام الاربعة التالية بعد الهجوم بعدما دمر مسلحو الحركة المنازل والمتاجر فيهما.

وقالت منظمة العفو الدولية ان الصور اظهرت "الدمار الهائل" حيث تضرر او دمر تمامًا اكثر من 3700 مبنى – 260 في باغا و3100 في دورون باغا. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان 11% من باغا و57% من دورون باغا دمرت على الارجح حرقا، وقالت ان الاضرار الاكبر التي لحقت بدورون باغا ربما يكون سببها انها تضم قاعدة عسكرية.

وتشارك قوة مشتركة من نيجيريا والنيجر وتشاد في عمليات مكافحة تمرد بوكو حرام. واحرقت 16 قرية محيطة بباغا ودمرت تماما وفر 20 الف شخص على الاقل، طبقا لمسؤولين محليين. وقالت منظمة "اطباء بلا حدود" الخيرية الثلاثاء ان فريقها في مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية بورنو يقدم المساعدات لنحو 5000 ناج من الهجمات.

وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان اكثر من 11300 لاجئ نيجيري فروا الى تشاد المجاورة. وقالت منظمة العفو الدولية ان شهادات شهود العيان والمسؤولين والصور عززت الراي بان هذا الهجوم هو "الاكبر والاشرس" الذي نفذته بوكو حرام في القتال الذي تشنه لاقامة دولة اسلامية في شمال شرق نيجيريا. واضافت ان "القتل المتعمد للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم على ايدي بوكو حرام هي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ويجب التحقيق فيها بالشكل المناسب".

وقال شهود عيان لمنظمة العفو الدولية ان مسلحي بوكو حرام جمعوا نحو 300 امرأة، واحتجزوهن في مدرسة وتم اطلاق سراح المسنات والامهات والاطفال بعد اربعة ايام، الا ان المسلحين احتفظوا بالشابات. وادى التمرد الاسلامي الى مقتل اكثر من 13 الف شخص ونزوح 1,5 ملايين شخص في نيجيريا منذ انطلاقه في 2009.