أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ذا دايلي بيست)

نشرت صحيفة "ذا دايلي بيست" الفرنسية تقريراً عن الصحفية الفرنسية التي تمكنت في وقت سابق من ربط علاقة حب وهمية عبر الإنترنت مع أحد قياديي تنظيم داعش بسوريا، وذلك رغبة منها في معرفة الطريقة التي يتبعها التنظيم لتجنيد الفتيات في صفوفه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "قبل عدة سنوات، أنشات إريل شخصية إلكترونية مزيفة باسم "ميلودي"، وتواصلت مع عضو رفيع المستوى داخل تنظيم داعش في سوريا، هو أبي بلال الفرنسي؛ الذراع اليمنى للبغدادي زعيم داعش. ومن ملاحظات الصحفية على ابو بلال استخدامه لتقنيات حديثة وسط مدينة تنقطع الكهرباء والمياه عنها ويعيش أهاليها أوضاعا صعبة. واضافت الصحفية أن ابا بلال كان يضرب لها أمثلة مزيفة لبطولات وهمية وكيف يعيش الناس هناك حياة سعيدة اقناعا لها بالانضمام الى داعش. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه "قبل عدة سنوات، أنشات إريل شخصية إلكترونية مزيفة باسم "ميلودي"، وهي شابه تبلغ من العمر 20 عاماً اعتنقت الإسلام من تولوز، يضم ملفها الشخصي مجموعة من مقاطع الفيديو الدعائية، وصورة الأميرة ياسمين (من علاء الدين) كصورة رمزية لحسابها. من خلال هذا التواجد على موقع "فيسبوك"، حاولت أن تفهم كيف تقوم الجماعات بغسيل دماغ، والتلاعب بالشباب المعرضين للخطر، لا سيما النساء".

وتابعت الصحيفة: "وعلى الرغم من أنها داخل شبكة مراقبة، لكن في أحد الأيام تواصلت إريل أو ميلودي مباشرة مع عضو رفيع المستوى داخل داعش في سوريا، وهو أبي بلال الفرنسي؛ الذراع اليمنى لأبي بكر البغدادي، قائد تنظيم داعش. وكان بلال مولعاً بالشيكولاتة بالحليب، وبنادق M4، ويتفاخر بعمليات القتل الجماعي التي قام بها".

وذكرت الصحيفة: "كان بلال بارعاً في تكتيكات حرب العصابات في أفغانستان وباكستان وليبيا. وفي غضون أيام من أول اتصال أصبح مهووساً بميلودي، يراسلها باستمرار، ويحاول إجبارها على أن تأتي إلى سوريا والزواج بها، والقيام بأعمال الجهاد".

وأضافت: "قابلت إريل المجاهدين كمراسلة صحافية، ولكنها لم تتعامل مع أي شخص من ذوي الخبرة للحصول على أي معلومات سرية.

تمّ التأكد من المنصب القيادي لهذا العضو من خلال تواصله معها، حيث لاحظت إريل: "في بلد ليس به لا كهرباء ولا ماء، يمتلك هذا العضو أحدث التقنيات.

كانت تتواصل معه بشكل منتظم، لدرجة تنظيم رحلة لمقابلته عند الحدود التركية، قبل الانسحاب من هذا الوضع". تصف إريل تجربتها لمدة شهر في عالم التطرف الإلكتروني بتفاصيل تقشعر لها الأبدان في كتابها "In The Skin Of AJihadist"، وهي خيانة تطلبت منها أن ترتدي النقاب، عندما كانت تتحدث معه عبر برنامج "سكايب"، وأجبرتها على الإذعان لأي شيء كان هذا البربري يريد سماعه.

"إريل" لا تزال تتعامل مع تداعيات شجاعتها، ومن ثم إذلالها نتيجة التواصل مع هذا الإرهابي: في أعقاب خدعتها، كانت تضطر إلى تغيير العديد من عناصر هويتها. وبلا توقف، لا تزال تصر بعناد على أنه يجب الكشف عن جذور "الجهادية الإلكتروني"؛ لمنع الشباب السذج من استدراجهم وحصارهم في حياة من العنف.

وفي مقابلة هاتفية مع صحيفة "ديلي بيست"، ناقشت إريل تجاربها ومخاوفها بشأن المجتمع الغربي، في أحد أجزاء الكتاب أوضحت أنّه في هذه القصة "الصحفية هي بطلة الرواية أيضاً" متى اتخذت هذا القرار؟

لم أكن أريد أن أكتب هذا الكتاب في البداية، لأنني كنت أتعرض للتهديد، واعتقدت حينها أنه سيكون إثارة لمزيد من المشاكل. لقد طُلب مني عدة مرات، وكنتُ أرفض واصلتُ تلقي التهديدات وبعد أسابيع قليلة سافرت إلى الخارج لمدة شهر ونصف، وذلك عندما اكتشفت أنّ هناك فتوى صدرت كنت خائفة وأشعر بالغضب. أنا مهددة، وأحبائي مهددون أيضاً.. قررت حينها أنا أحكي قصتي الحقيقية!

أنتِ تقولين إنّ: "التكنولوجيات الجديدة أنتجت بالطبع أشكالًا جديدة من التجنيد" هل يمكنكِ شرح كيف تتبعت هذه المسألة؟

كان الغرض من حسابي الوهمي هو البحث، وليس نصب فخ لأي شخص. ولكن انتهى بي الأمر واستخدمته كمراقبة: للشباب الناطق بالفرنسية والإنجليزية أيضاً الذين يريدون الذهاب للقتال في الشرق الأوسط.

إنّه أمر مرعب؛ لأنّه في البداية كان المنتدى مجرد دعوة إلى الدين، ولكنه تطور إلى منتدى انتقائي. ومع النساء، كان التطرف هائلاً.

أتفق أننا لا يمكننا مراقبة جميع مستخدمي الإنترنت ولكن يجب علينا مراقبة الناس. ففي حسابي الوهمي، كان هناك مئات من المتعصبين، الذين كانوا يدعون إلى القتل ويهددون بلدهم الأصلي على حد تعبيرها