أخبار الآن | بيروت – لبنان – (مالك ابو خير)

انتهت الحرب الأهلية في لبنان منذ نحو ربع قرن، ولكن لا يزال ملف المخطوفين خلالها جرحا نازفا ومفتوحا، ولا سيما لدى أهاليهم.

نهيد.. سيدة لبنانية، اختطف النظام السوري زوجها منذ عام 1980 كما خطف غيره من اللبنانيين خلال اجتياحه لبنان، ولكنها ورغم مرور 30 عاما مازالت تأمل بعودته الى بيته وأسرته، وبقيت طوال هذه السنين تبحث بين السجون السورية وتعتصم مع آخرين تلفهم المأساة نفسها. مراسلنا من لبنان مالك أبو خير زار نهيد لتتحدث عن عائلة من مئات اختطف النظام السوري اقرباءهم.

كل يوم اعيش حياتي وكانه مازال موجودا معي، اقوم باعداد القهوة والجلوس على البرندة كما كنا نحب أن نشربها سوياً قبل ذهابة الى عمله.

انا مازالت احس به بقلبي وروحي، ومازالت انتظره منذ ان اخذه الجيش السوري حتى اليوم
سنة 1980 كان قزحيا فريد شهوان يعمل بشركة الكيماوي بصلعاتا … واتصلت به المخابرات السورية طالبة منه الحضور لفرعها ومن ثم اعتقل واخذ اولا الى منطقة شكا ومن ثم الى منطقة الهيكلية بطرابلس، فذهبت اليه فقالوا لنا انه قد تم نقله مرة اخرى الى شتورة وعندما وصلنا الى شتورة قالوا لنا انه تم نقله هذه المرة الى دمشق.

ذهبت الى دمشق فقالوا لي انه بسجن المزة العسكري، فتوجهت نحو الشرطة العسكرية بالقابون لاخذ اذن يالسماح لي بزيارته وقد كان موجودا حينذاك العقيد منير هيفا الذي اعطاني ورقة الاذن وذهبت اليه.

عندما رايته سالته عن سبب اعتقالهم له فاجاب عن عدم معرفته بالاسباب وكان متعباً جدا، وكانت هذه الزيارة الاولى والاخيرة لي حتى اليوم، فقد وعدوني بالسماح لي بزيارته اخرى الا انهم اتبعوا سياسة الممطالة معي وكل يوم يقدمون حججا مختلفة، كأن يقولوا  لي انه في فرع فلسطين وحين اذهب اليهم ينكرون وجوده لديهم وانه في فرع المزة العسكري وحين اعود لسجن المزة يدعون انه في فرع فلسطين.
والده ووالدته ماتا قهرا على غيابه، كانت والدته تتمنى قبل موتها ان تراه الا انها ماتت دون مشاهدته، في حين والده مات ايضا وهو يحلم برؤيته.
كم اتمنى ان يعود ويشاهد ابناءه كيف اصبحوا، فابنه البكر فريد بات شاباً ناجحا بعمله وابنته جاكلين باتت اعلامية وابتته ميشلين تخرجت من كلية علم النفس فيما ابنته جوسلين اصبحت مديرة قسم في احد مشافي السعودية.
كم اتنمى ان يعود لمنزله سالما ونكبر معا.