أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)

أجبرهن النظام وقصف قواته على النزوح من بيوتهن، فكانت الخيم مستقرا لهن بالقرب من الحدود التركية.
 
نساء سوريات دفعهن واقع النزوح إلى توفير العلاج والرعاية والتعليم والتربية والغذاء لأطفالهن في المخيمات، التي تفتقد إلى مراكز وجهات تقدم العون لهن. مراسلنا مصطفى جمعة يسلط الضوء على دور المرأة البارز في تحمل أعباء الأسرة. 

في ساحة مخيم الريح المرسلة للأرامل شمال سوريا, تجلس النسوة للخوض في أحاديث وقصص, تحمل في ثناياها الصعوبات التي تواجه المرأة السورية, خلال سنين الثورة الأربع المنقضية, لا يخلو الحديث من الإبتسامات والدموع, كما ولا يخلو من نصائح وتجارب متبادلة.

ولطالما كان للحرب الضروس التي تجتاح سوريا, أثراً كبيراً في حياة المرأة السورية, التي عانت ولا زالت تعاني من ذلك الأثر.

تقول تغريد وهي إمرأة سورية نازحة: "أنا أواجه صعوبات كبيرة في تربية طفلي, عندما أرشده و أميز له الصح من الخطأ, فغالباً لا يأخذ بكلامي ولا يكترث له, وهذه صعوبة أواجهها, أنا أفتقد للمنظمات التي يجب أن تقوم بواجبها تجاه توعية الأطفال و إدخالهم المدارس, والتخفيف عن المرأة".

وإن كان النزوح والترحال بين منطقة و أخرى, فاقم من معاناة المرأة السورية, إلا أن تبعاته وضعت المرأة تحت ضغوطات وخيارات لا مفر منها, كيف لا, وقد شغلت أدواراً داخل أسرتها وخارجها, على أصعدة مختلفة, مارستها بإمتياز.

تضيف أماني وهي نازحة سورية: "أمر طبيعي أنا أمارس مع طفلي دور الطبيبة, فهنا لا يوجد نقاط طبية, و لا حتى فرق طبية متجولة, فمارست دور الطبيبة معه, و أيضاً دور المعلمة لعدم وجود المدارس في معظم المخيمات, هذا فضلاً عن دور الأم".

وبغض النظر عن المراحل العمرية التي يحويها هذا المخيم, كان التساؤل عن دور المنظمات المعنية بشؤون المرأة في التوجيه والإرشاد وحتى الإحصاء, بداية الحديث والإستفسار عند معظم من إلتقينا, غياب رأين النسوة أنه غير مبرر, ما دفع بعضهن للإنفعال.

تقول رابية وهي نازحة سورية: "نحن نلوم المنظمات المعنية بشؤون المرأة, هل يعقل ؟ أربع سنوات من معاناتنا ولم تحرك تلك المنظمات ساكن, يتوجب عليها رعاية أوضاعنا كنساء, وتأمين فرص عمل لنا و إرشاد".

وأينما وجهت ناظريك على طول الشريط الحدودي مع تركيا, يسبقك النظر إلى خيام معظمها بني على عجل, داخل كل خيمة قصة, و أمرأة لا زالت تكافح للحصول على أبسط حقوقها المعيشية, في بلد كل شيء فيه لحقوقه يفتقد.

نحو ستة آلاف إمرأة سورية يعشن في المخيمات على الحدود مع تركيا, أجبرن على ممارسة دور الطبيبة والمعلمة والمرشدة تجاه طفلها, بسبب غياب دور المنظمات المعنية بشؤون المرأة, والتي لم يبرز لها أي دور في هذا الصدد, والحال كذلك.