تزداد مضاعفات الحصار على الغوطة الشرقية يوما بعد أخر، حيث أصبح الوضع الصحي أكثر هشاشة، فبعد انتشار أمراض الحمى التيفية والسل والجرب نتيجة تلوث المياه، تبدو الغوطة مقبلة على أمراض أكثر خطورة.
أطباء في الغوطة الشرقية يحذرون اليوم من احتمال تعرض المدنيين للإصابة بمرض الطاعون، بعد ازدياد هجرة القوارض وخاصة الجرذان الى المناطق السكنية ومهاجمة المدنيين.
الدكتورة وسام محمد المشرفة في مركز دار الرحمة تحدثت لأخبار الآن: "في الفترة الأخيرة ارتفع عددالمصابين بعضات الجرذان الى أرقام كبيرة، حيث تم توثيق اكثر من ثلاثين اصابة خلال الشهر الجاري، استقبل مركز دار الرحمة تسعة منها، ومن بين هذه الحالات طفل تعرض لستة عضات وطفلة تعرضت لثلاث عضات وتم التعامل مع تلك الاصابات حتى تماثلها للشفاء.
وحول سبب تحول الجرذان إلى مهاجمة البشر أجابت الدكتورة وسام: "السبب يعود الى تذوق تلك القوارض للحم الحيوانات الميتة، مما غير من سلوكها بالهروب عند مصادفة الإنسان الى الهجوم عليه، مضيفة أن كل الحالات التي تم استقبالها تمت معالجتها، لكن الخطر اليوم يكمن في حمل احدى القوارض لمرض الطاعون، ونقله لإنسان، مما سيعني كارثة ستصيب الغوطة الشرقية، ستفتك بالألاف حيث سيجد المرض البيئة المناسبة لإنتشاره دون أدنى مقاومة".
أما عن كيفية الوقاية تقول الدكتورة وسام: "إن الحل هو التخلص من هذه القوارض لكن الوضع الصعب للأهالي الذين بات تفكيرهم ينصب على تأمين لقمة العيش قد يحول المهمة السهلة الى أمر مستحيل".
تعاني شوارع الغوطة الشرقية من كثرة الحيوانات الميتة نتيجة الجوع كالكلاب والبقر اضافة لاختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي نتيجة القصف الأمر الذي ساعد كثيرا على انتشار القوارض.
وسيكون لفصل الشتاء أثر سلبي على المدنيين في ازدياد عدد هجمات القوارض بسبب هروب تلك القوارض الى الاماكن الدافئة وتحديدا المنازل وهو ما يؤكده أبو زياد العامل في الدفاع المدني الذي تحدث لأخبارالآن عن ازدياد طلب المدنيين على المواد المكافحة للجرذان التي أصبحت تغطي نسبة جيدة من منازل المدنيين خاصة المنازل القديمة مضيفا أن الحلول أصبحت معدومة بسبب عدم سماح حواجز النظام دخول أي شيء الى داخل الغوطة الشرقية التي يمكن وصفها بالسجن الكبير.