أخبار الأن | حلب – سوريا – ( بهاء الحلبي )

رامي فتى من مدينة الباب في ريف حلب يبلغ من العمر اثتني عشرة سنة، فكر في الإلتحاق بإحدى التنظيمات الإرهابية ومحاربة القوات التابعة للنظام التي تقوم يوميا بارتكاب المجازر بحق أبناء بلده، ووجد هذا الفتى في تنظيم داعش وجهته هذا التنظيم الذي إستغل الأطفال وزجهم في معارك ومعسكرات يغسل فيها عقول الأطفال والشبان بأنهم الاسلام الحق وأن العالم كله يحاربه وما إلى ذلك من أساليب التضليل والإغواء.

رامي حضر أحد المعسكرات الشرعية التابعة للتنظيم في مدينة الباب واستمر المعسكر مدة شهرين متتاليين، تعلم فيها رامي أحكام الجهاد الداعشي وأصول التكفير ولماذا يجب محاربة الثوار والجيش الحر.

عاد رامي إلى أهله بعد انتهاء معسكره الشرعي وعقله مغسول بإرهاب داعش حيث أصبح يكفر والده لأنه لم يخرج للجهاد، ووالدته لم تسلم أيضا منه ومن لسانه ووصف والدته بالفاسقة لأنها لا تخدم المجاهدين ولا تطهوا لهم الطعام، وما هي إلا بضعة أيام حتى حزم رامي حقيبته مسافرا إلى جبهات القتال مع التنظيم دون أخذ الإذن من أبويه.

غيث البالغ من العمر أربع عشرة سنة، فتى آخر من مدينة منبج كانت له تجربة أخرى مع تنظيم داعش، دفعه الفقر إلى الإلتحاق بتنظيم داعش و القتال في صفوف مقابل مبلغ مالي يأخذه بشكل شهري.

بعد ثلاثة أشهر من القتال في صفوف التنظيم طلب منه أميره القيام بتفجير نفسه في صفوف الثوار في جبهة أخترين، بعد أن حدثه عن الشهادة والشهداء والجنة التي تنتظره بعد تفجير نفسه، وافق غيث على القيام بالعملية لبس الحزام الناسف وخلال عبوره الخطوط الأمامية ليصل إلى مكان الثوار بدأ الفتى يفكر كثيرا بما يفعله وتذكر مقولة والداته (ابني الله يخليلي ياك وما يحرمني منك) وهنا تردد الفتى كثيرا وبدأ يختار بين المضي في العملية الإنتحارية أو العودة إلى عائلته ووالدته.

قبل وصوله إلى نقاط تواجد الثوار خلع غيث حزامه الناسف ورماه في الطريق وسلم نفسه لعناصر الثوار حيث قاموا بالتحقيق معه ومن ثم أخرجوه خارج النقاط العسكرية.

غيث ورامي نموذجان بسيطان عن واقع خطير يهدد الأطفال السوريين الذين أجبرتهم الظروف الإقتصادية الصعبة على البقاء في مناطق تخضع لسيطره داعش وبعضهم يضطر للإنضمام إلى التنظيم بالقوه وخوفا من التنظيم وبعضهم ينضم طمعا بالأموال التي يقدمها التنظيم والتي قد تساعد أهل الطفل في مواجهة صعوبات العيش والبقاء على قيد الحياة.

والأطفال والمراهقون هم من يدفع ثمنا غاليا اليوم مع إستمرار نهج داعش في إجبارهم على الإلتحاق بالمعسكرات والدورات التي يقيمها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها وخسر الكثير من هؤلاء مستقبلهم ودراستهم وتحولوا إلى قتله مأجورين.