مخيم اليرموك، دمشق، سوريا، 28 يناير، (جابر المر، أخبار الآن) –

تحت عنوان (طلب لجوء إنساني) قام مجموعة من نشطاء اليرموك بإنشاء حملة تهدف إلى الخروج من المخيم إما إلى فلسطين البلد الأم، أو إلى أي دولة في العالم تضمن لهم ألا يموتوا جوعا في القرن الواحد والعشرين.

على قماشة كبيرة ..

بدأت الحملة عن طريق تعليق قماشة كبيرة أمام المبنى الأكبر لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهو مركز دعم الشباب، وعلى من يرغب في تسجيل اسمه للهجرة أن يسجل اسمه ويوقع ولا مانع من أن يكتب ما يريد، فكتب أبناء وبنات المخيم عباراتهم التي تراوحت بين العتب، والذم، والتخوين، وحتى الشتيمة، بينما التفت البعض إلى شتيمة القادة الفلسطينيين الذين يعتبرهم سكان اليرموك شركاء في الجريمة لصمتهم عنها.

طلبات رسمية ..

بعد الإقبال الكبير الذي شهدته الحملة نظم النشطاء أورقا تحتوي عدة بنود ساعين أن يكون شكلها نظاميًا قدر الإمكان، واستطاعوا جمع عدد كبير جدا من التوقيعات وصل إلى 1500 عائلة طالبت بالخروج إلى فلسطين أو أي بلد آخر يرجعهم إلى فلسطين يقول مضر: “لما بروح عدولة أوروبية وباخد جنسيتها فيني بعدها أروح عفلسطين”، أما أم محمد فتعتبر الهجرة حلا يقيها وأولادها من الجوع: ” والله ما عندي مطلب غير رغيف خبز، أقسمه على ولادي وما يموتو قدام عيوني من الجوع”.

على صفحات الإنترنيت ..

عمل النشطاء على تطوير حملتهم بعد أن أصبح عدد الموقعين كبيرًا جدا فصمموا صفحة على فيس بوك بعنوان (طلب لجوء انساني) بإمكان من هم خارج اليرموك متابعة آخر تطورات الحملة من خلالها إذ يعرفون الحملة فيها على الشكل التالي: ” نظراً لما عانيناه نحن في الأشهر الماضية من حصار وتجويع أدى إلى استشهاد 71 شخصًا حتى الآن والعدد في ازدياد رغم ما يتم التسويق له من إدخال جزء لا يكاد يذكر من المعونات ولا تسد رمق من سكن الجوع أمعائهم لأشهر طويلة. فإننا نطالب: نحن أبناء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين, نطالب بلجوء إنساني إلى أي دولة أوروبية, فنحن بحاجة لكي نعيش كما كل البشر، وأن نضمن لأطفالنا وعائلاتنا حياة كريمة وبلا جوع”. حتى أن منظمة أفاز العالمية بدأت بجمع التوقيعات للحملة.
عاش الفلسطينيون في سوريا منذ نكبتهم، وتآخوا مع السوريين الذين آخوهم بدورهم، إلا أنهم كحال السوريين اليوم يرفضون أن يموت أبناؤهم جوعا فيضطرون إلى توقيع طلبات هجرة من البلد التي يعتبرونها بلدهم ويقيمون معها علاقات عاطفية كفلسطين تماما، ولو زال الجوع ومسببيه لما فكر أحد بالرحيل.