تونس، ايناس بوسعيدين20ابريل 2014،أخبار الآن –   
 
أكثر من 8500  تلميذ تمت إحالتهم على مجالس التأديب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الدراسية الحالية في تونس ، تزايد كبير للعنف المدرسي في المستويين الإعدادي والثانوي تعددت أسبابه, هذا العنف بلغ حد التحرش الجنسي ببعض الأطفال وإن قلت الحالات المعلن عنها,  إلا أنها باتت موجودة , التقرير التالي ترصد فيه مراسلتنا ايناس بوسعيدي إحدى هذه الحالات .

 تراجع مستواه الدراسي بصفة كبيرة وبات عصبيا وكثير البكاء، وكره الذهاب إلى المدرسة، حالة لم تعتدها الأم في ابنها ذو الثماني سنوات وبالسؤال عن السبب كانت إجابته:
تقول أم الطفل المتضرر
“قال لي يا أمي هناك ولد كبير يدخل إلى المدرسة أثناء ااستراحة في الساعة الثالثة مساء والعاشرة صباحا ويغتصبني في مرحاض المدرسة”
الطب الشرعي أكد لها أن العملية تكررت تسع مرات، أما الطفل فقد دفعه الخوف إلى الصمت إلى أن كشفته حالته النفسية
تقول أم الطفل المتضرر
“ابني تحطم من كل النواحي تغير في لعبه مع اخوته في دراسته في حياته في نومه في كل شيء ابني تحطم ماهو ذنبه،  ذنبه الوحيد أن انسانا مستهترا تعدى عليه أكثر من 9 مرات”
لا يوجد احصائيات لمثل هذه الحالات في تونس خاصة وأنها تصطدم في كثير من الأحيان بالصمت ولكن سلبياتها النفسية كثيرة تنضاف الى الوجع الجسدي
يقول: الدكتور وحيد قوبعة: أخصائي نفسي
“هناك نتائج حينية تتمثل في نوع من الاكتئاب والقلق والأحلام المزعجة والتقلب في الليل وتراجع مردوده الدراسي، يبكي لأقل الأسباب يكون حزينا وينفعل كثيرا وبطول المدة تصبح مشكلا كبيرة لأنه في بعض الأحيان عندما يدخل الانسان في فترة المراهقة يتذكر كل شيء ويسترجع ماضيه”
يعد التحرش الجنسي من أقصى حالات العنف المدرسي في تونس الذي يشمل أيضا تناول الكحول والمواد المخدرة والسرقة و محاولات الغش والعنف اللفظي والجسدي، عنف أكدت الاحصائيات ارتفاعه بعد الثورة بصفة كبيرة والسبب وفق التلاميذ هو
يقول: التلميذ
“لم يعد هناك خوف كما كان من قبل من الشرطة في تونس من قبل التلميذ، العنف أصبح شيئا عاديا وبات يندرج ضمن الحياة اليومية”
أما أصابع الاتهام فتتجه إلى غياب السلطة والردع وزيادة الضغط الحياتي وخاصة المفهوم المغلوط للحرية
يقول الدكتور وحيد قوبعة: أخصائي نفسي
“هناك في بعض الأحيان صغار في السنة الأولى يقولون للمعلم “ارحل” degage  شيء لم نكن لنتصوره من قبل، التشنج لدى الناس جعلتهم عصبيين أكثر ويغضبون بسرعة وهناك نوع من احرية الخاطئة فمفهوم الحرية لابد أن يتوضح”
تسليط أقصى العقوبات على المتهمين بالتحرش الجنسي ضد الأطفال مطلب يعلو صوته كلما برزت حالة على الساحة الاعلامية التونسية لكن سرعان ما يكون النسيان مآلها.

الأستاذة فتحية السعيدي أستاذة علم الاجتماع النفسي