حماه، سوريا، 23 مارس ، مصطقى جمعة , أخبار الآن –
قبل شهر من الآن أعد مراسلنا مصطفى جمعة تقريرا عن استخدام النظام السوري للقنابل العنقودية في مدينة كفرزيتا بريف حماه, وهي من الأسلحة المحرمة دوليا .نتابع التفاصيل في هذا التقرير
وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش إطلاق صورايخ عنقودية جديدة يستخدمها النظام لأول مرة في كفرزيتا الواقعة بريف حماه الشمالي ، يومي 12 و 13 من الشهر الجاري , وذلك بعد حصولها على معلومات من ناشطين عبر فيديوهات وصور فوتوغرافية . بعد جولة خطيرة بالمدينة المذكورة الخاوية على عروشها تمكنا من الوصول لذوي أحد الضحايا , ولخص لنا ماجرى يومها .
محمد – ابن أحد الضحايا يقول : “هذا هو مكان العنقودي , والدي كان يجلس هنا يتلو القرآن , قبل آذان العصر بساعة , أتجه إلى المسجد قبل ضرب العنقودي بثواني , وكان قدره ألا يصل , سقطت قنبلة خلفه وأخرى على يمينه ,
وكانت إصابته خطيرة أكثر من عشرين شظية بجسده , واستشهد , والذين قتلوا هنا يومها جميعهم مدنيون , لم يكن هنا ثوار أو سلاح” .
تقول المنظمة أن هذه الصواريخ هي من طراز 9 أم 55 كي , و تطلق من قاعدة سميريتش بي أم 30 , وبحسب المنظمة فإن تلك الصواريخ مصدرها مطار حماه العسكري الذي يقع تحت سيطرة النظام , حيث أن الحاضنة العنقودية الواحدة تحتوي على عشرات القنيبلات , التي تنفلق عن الحاضنة الأم قبل وصولها الأرض بأمتار قليلة , وتقول المنظمة أيضاً أن هذه الصواريخ روسية المصدر وهي محرمة دولياً , كما أضافت أن سوريا لم تحصل على هذا النوع من الصواريخ في السابق .
وبحسب أحد الشهود , فإن هذه الصواريخ يبلغ طولها ستة أمتار , وتصدر عند إنفجارها أصواتاً قوية جداً تستمر لدقائق .
عبد الكريم – مواطن شاهد على تلك الصواريخ : “لأكثر من عشر دقائق بالجو إنفجارات , والذي يختبئ خلف أحد الجدران , هذا بطل , الطفل الذي بالشارع سيصاب حتماً , لمذا يرهبون هؤلاء الأطفال , العنقودي محرم دولياً , كيف يستخدمه ضد المدنيين !؟” .
ويؤكد الأهالي لنا , أن هذه المدينة ليست مقراً لغرف العمليات كما يزعم النظام , وأن معظم من قتلوا و أصيبوا هم من المدنيين , من بينهم نازحين من بلدة مورك المجاورة .
تستخدم هذه الصواريخ عادة ضد المشاة المتحصنين بخنادقهم في حرب الجيوش , فكيف لجيش أن يستخدمها ضد مدنيين عزل , لا يجدون حفرة تأويهم سوى حفرة الموت
تعتبر القنابل العنقودية من الأسلحة المُحرمة دولياً وهي أسلحة مثيرة للجدل , ماهي القنبلة العنقودية؟
تعد القنابل العنقودية من الأسلحة غير التقليدية، هي عبارة عن قنابل كبيرة تسقط من الجو، تتكون الواحدة منها من دانة كبيرة تحتوي على عدد كبير من القنابل الصغيرة وبعد إسقاطها جوا يتم تفجير القذيفة الكبيرة على ارتفاع معين محدد سلفا؛ لتسقط منها القنابل الأصغر فتغطي مساحة كبيرة.وتشبه في ذلك اللغم الأرضي الذي ينتشر على مساحة واسعة من الأرض دون انفجار،وقد تكون هذه القنابل مضادة للأفراد، مضادة للدروع، ثنائية الهدف، حارقة، والبعض منها ينتشر على ان لا ينفجر إلا تحت ضغط.
يتم قذفها من ارتفاعات متوسطة أو عالية بما يزيد من احتمالات انحرافها عن الهدف. أما معدل فشلها يبلغ حوالي 5%، بمعنى أن كثيرا منها لا ينفجر ولكن يستقر في الأرض كألغام قد تنفجر بعد سنوات.
وبإمكان شحنة المتفجرات اختراق مدرعة يبلغ سمكها حوالي سبعة بوصاتويصل طول نصف قطر المساحة التي يغطيها الانفجار إلى 250 قدما
تحتوي أحد أنواع القنابل العنقودية على قنابل صغيرة تنجذب نحو الحرارة حيث تنطلق تلقائيا نحو العربات والمركبات العسكرية. وتستخدم أنواع أخرى من القنابل العنقودية لنشر الألغام الأرضية.
اما آثار القنابل العنقودية وأضرارها على الانسان ويتعرض من لا يحترق بالقنبلة الرذاذية للإصابة بسبب الانفجار الكبير أو الفراغ الناتج عنه بإصابات بالغة تشمل عادة:
– ارتجاج الدماغ أو العمى.
– تمزق طبلتيْ الأذن.
– انسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين.
– الإصابة من الأجسام الصلبة المتطايرة.