حلب، سوريا، 24 فبراير، (رامي سويد، أخبار الآن) –

ظهر البارحة تعرض مقر قيادة حركة أحرار الشام في منطقة دوار الجندول بمدينة حلب لهجوم من قبل خمسة مسلحين، بدأ الهجوم باشتباك المهاجمين مع عناصر حرس المقر، بعد حوالي ساعة من الاشتباك العنيف تمكن المهاجمون من اقتحام المقر بعد أن قتل إثنان منهم ، انتقل الاشتباك بعدها إلى داخل أروقة المقر، لتتم إصابة احد المهاجمين داخل المقر فيقوم بتفجير نفسه، ليتبقى إثنان من المهاجمين تمكنوا من إقتحام الغرفة التي كان يتواجد فيها أبو خالد السوري القائد العسكري لحركة أحرار الشام في حلب ونائب القائد العام للحركة، فيتمكنوا من قتله مع اربعة من أفراد الحركة قبل أن يقوموا بتفجير أنفسهم.


أبو خالد السوري يعرف في أوساط الثوار في حلب باسم ابو عمير الشامي وهو رجل سوري من مواليد مدينة حلب عام 1963 اسمه الحقيقي “محمد بهايا” وهو رفيق درب المنظّر السلفي المعروف “أبو مصعب السوري”، شارك ابو خالد بالقتال مع المجموعات السلفية الجهادية منذ انطلاق عملها في افغانستان حيث كان يرافق مع رفيقه أبو مصعب المنظر السلفي المعروف عبدالله عزام في جولاته حينها، أصبح أبو خالد فيما بعد ملازما لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن حيث كان يتواجد معه بشكل دائم في “دار ضيافة الأنصار” في بيشاور، لينتقل بعدها للقتال في الشيشان ثم البوسنة ثم العراق.

في العراق تمكن أبو خالد من أن يكون وجها بارزا في تنظيم “التوحيد والجهاد” بقيادة أبو مصعب الزرقاوي ليعود بعدها إلى سوريا وتتمكن المخابرات السورية من اعتقاله في عام 2006 فيلتقي في سجن صيدنايا برفيقه أبو مصعب السوري الذي اعتقلته المخابرات الأمريكية في باكستان عام 2005 قبل أن تسلمه للمخابرات السورية ضمن برنامج الترحيل السري لوكالة الاستخبارات الأمريكية حينها.

إبان انطلاق الثورة في سوريا في ربيع عام 2011 قام النظام السوري بإطلاق سراح أبو خالد السوري ، لينسق بعدها فورا مع شخصيات ذات توجهات إسلامية لتشكيل كتائب أحرار الشام التي تغير اسمها فيما بعد لحركة أحرار الشام، ويتبوأ منصب نائب القائد العام للحركة ومسؤول الحركة العسكري في محافظة حلب ومشرف معسكرات التدريب فيها ثم ليصبح عضوا في غرفة عمليات حلب المركزية ممثلا عن الحركة في وقت لاحق.

في منتصف العام الماضي كلف أيمن الظواهري القائد العام لتنظيم القاعدة أبو خالد السوري بأن يكون محكما بين تنظيم “داعش” وجبهة النصرة للفصل في النزاعات حول الأموال والسلاح والمقرات والتي نشأت بعد إعلان أبو بكر البغدادي تأسيس تنظيمه.

منذ اقل من شهرين اندلعت المواجهات في الشمال السوري بين الجبهة الإسلامية “التي تشكل حركة أحرار الشام أحد أهم أركانها” والجيش الحر من جهة وبين تنظيم “داعش” من جهة ثانية ، ليصبح كل قيادات الحركات والفصائل والكتائب التي تقاتل تنظيم داعش على قائمة الاغتيالات الخاصة بالتنظيم.

فقام التنظيم  باغتيال عدنان بكور القائد العسكري للواء التوحيد في هجوم على مقر قيادة اللواء في مدرسة المشاة شمال حلب، كما قام باغتيال محمد الديك القيادي في تجمع ألوية صقور الشام في بادية شاعر شرق حماة وقام أيضا باغتيال أبو سعفان الحموي القيادي في الجيش الحر بريف حماة أيضا.

ليأتي اغتيال أبو خالد السوري البارحة كتكملة لمسيرة تصفية قيادات الفصائل التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا خصوصا وأن أبو خالد السوري أصدر كلمة صوتية منذ فترة أنتقد فيها تنظيم داعش بشدة ، اتهمهم فيها بأنهم يسيرون وفق أجندة أجهزة استخبارات لا تريد الخير لهذه الأمة وأنهم يقومون بتكفير كل من يعارضهم أو يختلف معهم ويهدرون دمه وكأنهم ملكوا الإسلام، يدخلون فيه من يوافق هواهم ويطردون كل من يخالفهم بحسب تعبيره.

بعد اعلان خبر اغتيال ابو خالد السوري اتهم القائد العام لحركة أحرار الشام أبو عبدالله الحموي “الشيخ حسان عبود” تنظيم داعش باغتياله حيث كتب على صفحته الرسمية على التويتر قائلا: “قتل على يد خوارج العصر” في إشارة منه إلى تنظيم داعش.

وتذكر مصادر من داخل حركة أحرار الشام أن عملية أغتيال ابو خالد السوري جاءت في الوقت الذي كان يقترب فيه من إنهاء تقرير طلبه منه أيمن الظواهري القائد العام لتنظيم القاعدة بخصوص الصراع بين تنظيم داعش من جهة وباقي الحركات والفصائل الاسلامية العاملة في سوريا من جهة ثانية، الأمر الذي يؤكد أيضا مصلحة تنظيم داعش في تغييب أبو خالد.