للشتاء قصة مختلفة في سوريا، ففي باقي دول العالم يغلق الناس نوافذ منازلهم بإحكام منعا لدخول البرد، بينما يستعمل عبدالله بركات نوافذ منزله حطبا للتدفئة والطهي، ففي ظل النقص الحاد في مواد التدفئة من المازوت والغاز عمد كثيرُ من السوريين إلى استخدام الحطب بديلا عن الغاز.
عبدالله بركات أحد أهالي حي طريق السد من مدينة درعا، يقطن في منزل مكون من طابقين، ولكن يخلو الطابق العلوي من النوافذ والابواب بين الغرف، عدا باب واحد يفصل بين الطابق العلوي والأرضي، يقول بركات: “حتى الخشب صار غالي وصعب على المواطن اللي قاعد من دون شغل من أكتر سنة أنه يشتريه، سعر طن الحطب وصل 18 ألف ليرة، لما عجزت عن توفير سعر الخشب ونظرا لغلاء سعره، فضلت استخدام أخشاب منزلي حتى الله يفرجها وعمره من جديد”.
إستخدام الأخشاب للتدفئة والطهي ليس مقتصرا على الحطب المباع في الأسواق، أو على الحطب الذي يجمعه الأهالي بأنفسهم من الأحراج القريبة من المدن والقرى، بل تمتد عمليات البحث عن الأخشاب لتصل إلى المباني التي طالها القصف وأصبحت غير مسكونة، فيتم تعريتها من جميع الأخشاب أو أي مواد أخرى ذات قيمة، بينما يجبر البرد البعض على حرق قطعِ من أثاث منازلهم للحصول على بعض الدفء”.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومنظمات إغاثية وحقوقية أخرى فقد توفي أكثر من 25 سوريًا معظمهم من الأطفال وكبار السن بسبب البرد خلال الشتاء.