ريف دمشق، سوريا، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن) –

ودّع العالم سنة 2013 بما فيها من أفراح وأتراح واستقبل عام 2014 متمنين أن يكون أفضل من الأعوام السابقة .. فبدأ الجميع يحصي نتاجه في السنة الفائتة ويصنفها بين عام جيد أو سنة مخيّبة.

زملكا في ريف دمشق كان لها حضورها في أرقام 2013 .. كيف لا وهي المدينة التي تضاعف عدد الضحايا فيها من 540 في نهاية 2012 إلى ما يفوق ال 1800 ضحيّة بنهاية 2013 قتلوا صباح الحادي والعشرين من آب / أغسطس خلال الهجمة الكيماوية للنظام على الغوطتين الشرقية والغربية.

 

يقول الدكتور ابو عبد الله الملقب بــ “الزير” مدير المكتب الطبي في مدينة زملكا إنّ الحادي والعشرين من آب سيبقى يوماً مخلدا في تاريخ الإنسانية ووصمة عار على جبين من يدعونّها ويصف ذلك اليوم قائلاً: ” خلال عملنا الطبي الذي استمر طيلة أشهر الثورة السورية رأينا من المشاهد القاسية ما يشيب له الولدان ولعلّ تفجير زملكا الشهير في الثلاثين من حزيران / يونيو 2012 كان أشدّ تلك المشاهد قسوة حيث تناثرت الأشلاء على مساحة قاربت الالف متر مربع و راح فيه قرابة المئتي شهيد لكننا لم نتخيل يوماً أن نرى ما هو اقسى من ذلك المشهد إلى أن صحونا فجر الحادي والعشرين من آباغسطس على مأساة يندى لها الجبين .. مئات من القتلى تراكمت جثثهم في مساحات ضيّقة من مشافينا الميدانية البسيطة .. آلاف من المصابين الذين فقدوا صوابهم كأنّ بهم مسّ من الجنون عندما أحسّوا أنّهم في لحظات عمرهم الأخيرة .. منهم من ينادي على ابويه ومنهم من يناجي ابنه الذي قتل بين يديه .. مرّت ساعات الصباح الأولى وإذ بالناجي منهم يتمنى اللحاق بمن قضى فلا يكاد يخلو بيت دون أن يكون قد ودّع أحد أفراده ولم يعد يرى للحياة لذّة بعدها .. لا يمكن لي أن أنسى ذلك المشهد حين دخلنا المنازل لنتفقد من بقي فيها لنجد أباً لثلاثة أطفال وقد فارق الحياة على مدخل داره وأطفاله قد حضنتهم أمّهم في غرفتهم الصغيرة وقد غادروا الحياة بالحميمية ذاتها التي عاشوها سويّا في مشهد تكرر في أكثر من بيت مع عوائل لم تتمكّن من الفرار أو النجاة .. مضى يومان و خرجنا من الصدمة الأولى .. بدأنا بإحصاء الشهداء فكانت صدمة أخرى إذ أحصينا 600 شهيد أو يزيد في زملكا وحدها قبل أن يزداد العدد إلى 829 شهيد مع مرور اسبوعين من عمليات البحث عن المفقودين.

ويتابع الطبيب الزير الحديث فيقول: “
مع نهاية عام 2013 أحصينا 1286 شهيداً قضوا قصفاً أو قنصاً أو على جبهات القتال لتكون زملكا مدينة الشهداء في عالم أصمّ أذنيه عن سماع صوتنا وأغمض عينيه عن مأساتنا حتّى بتنا نشعر أنّ أرواحنا وحياتنا مجرّد أرقام ترتفع وتزداد مع كلّ قذيفة وكلّ انفجار”.



هذا وتشير الأرقام إلى سقوط 1286 ضحيّة في زملكا وحدها خلال العام 2013 بحسب المجلس المحلي الثوري في المدينة وزعّوا كالتالي:

– 829 ضحايا مجزرة الكيماوي 21 آب.
– 15 ضحية في استخدامات محدودة للسلاح الكيماوي خلال ثلاث مرّات.
– 5 ضحايا تحت التعذيب في معتقلات وسجون النظام.
– ضحيّة واحدة (طفلة) نتيجة نقص التغذية.
– 43 ضحيّة خلال الاشتباكات مع قوّات النظام.

– 393 ضحيّة نتيجة القصف الجوي والمدفعي لقوات النّظام على المدينة.