4 أعوام على جائحة كورونا.. وآثارها الاقتصادية ما زالت ممتدة

العديد من الشركات والقطاعات الإنتاجية ما زالت تشعر بتبعات جائحة كورونا، التي مر عليها أربعة سنوات، حيث خرجت العديد من الشركات من هذه الجائحة خاسرة الملايين أو المليارات، لكن على الجانب الآخر ربحت بعضها مليارات الدولارات.

يأتي على رأس الرابحين من جائحة كورونا، الشركات المصنعة للقاحات، والشركات المصنعة للمستلزمات الطبية الأخرى، كالأقنعة الطبية وملابس العزل، وأدوات الحقن وغيرها.

من بين الرابحون، كانت شركتي فايزر ومديرنا، أشهر شركتين قامتا بإنتاج لقاحات كورونا.

تجاوزت القيمة السوقية لشركة فايزر 300 مليار دولار، بزيادة 50% عن قيمتها قبل جائحة كورونا، وارتفعت أسهم موديرنا بأكثر من 1000% خلال نفس الفترة.

في عام 2022، أصبحت شركة فايزر أول شركة أدوية تجني أكثر من 100 مليار دولار من المبيعات السنوية بسبب المشتريات الحكومية للقاحاتها وأقراصها المضادة للفيروسات.

كورونا انتهى وبقيت مكاسبه.. كيف ربحت شركات الأدوية من إنتاج اللقاحات؟

تراجع مرحلي

هذه المكاسب بدأت في التراجع هذا العام، حيث انخفض الطلب على لقاحات وعلاجات كوفيد، فانخفض إجمالي إيرادات شركة فايزر بأكثر من 40% منذ العام الماضي.

في وقت سابق من هذا الشهر، قامت الشركة بشطب مبلغ 5.5 مليار دولار من منتجات كوفيد الخاصة بها بسبب “الطلب الأقل من المتوقع.

تقوم شركة فايزر بتسريح مئات الموظفين حيث يتم تداول أسهمها دون المستوى الذي كانت عليه في بداية الوباء.

أما شركة موديرنا فقد خسرت أكثر من 100 مليار دولار من القيمة السوقية على مدى العامين الماضيين، بسبب انخفاض الإيرادات.

وفي سبتمبر/أيلول، الغت موديرنا برنامج لقاح ضد فيروسات الالتهاب الرئوي البشري ونظير الإنفلونزا لدى الأطفال، وهي فيروسات الجهاز التنفسي التي تسبب بشكل عام أعراض البرد أو أعراض الإنفلونزا.

مكاسب منتظرة

انخفاض الطلب على منتجات كوفيد ليس مفاجئا ولا خبرا سيئا، فهو سيدفع الاستثمار والأبحاث الصيدلانية إلى أبحاث أوسع.

على سبيل المثال ستتطور العلاجات الجينية، التي لديها القدرة على علاج الأمراض الموروثة مدى الحياة، وهي على عكس لقاحات كوفيد، علاجات تعطى لمرة واحدة.

تستعد إدارة الغذاء والدواء الشهر المقبل للموافقة على علاجين لعكس مرض فقر الدم المنجلي، الذي يصيب أكثر من 100 الف أمريكي.

أفاد باحثون في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) أن تقنية تحرير الجينات Crispr يمكن أن تقلل نسبة الكوليسترول لدى المرضى الذين يولدون مصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي المتغاير.

تسعى شركة فايزر للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على علاج جيني يمكّن المصابين بالهيموفيليا من إنتاج مادة تجلط الدم حتى لا يضطروا إلى إجراء عمليات نقل دم منتظمة.

كورونا انتهى وبقيت مكاسبه.. كيف ربحت شركات الأدوية من إنتاج اللقاحات؟

كانت لقاحات كوفيد هي أول منتجات الحمض النووي الريبوزي المرسال، لكن التكنولوجيا فتحت بابًا أكبر بكثير في علاج السرطان.

تعمل شركة موديرنا على تطوير لقاح مخصص للسرطان الميلانيني بالتعاون مع شركة ميرك، والذي يقوم بتدريب الجهاز المناعي على تعقب الخلايا السرطانية وقتلها.

ووجدت تجربة العام الماضي أن اللقاح يقلل من خطر الوفاة أو تكرار الإصابة بالسرطان بنسبة 44% عند دمجه مع العلاج المناعي كيترودا.

الشهر الماضي أطلقت شركة بيونتيك تجربة واسعة النطاق للقاح مصنوع خصيصًا لعلاج سرطان البنكرياس بعد أن وجدت تجربة مبكرة أنه ربما يمنع أو يؤخر الانتكاسات لدى نحو 50% من المرضى.

وتطور شركة ايلي ليلي ونوفو نورديسك أدوية جديدة لعلاج السمنة، تساعد المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة على التخلص من 15% إلى 20% من وزن الجسم.

لهذا السبب فيتوقع أن تفتح هذه الأدوية سوقًا ضخمة جديدة، ولهذا السبب تقدر قيمة نوفو نورديسك وإيلي ليلي الآن بأكثر من 900 مليار دولار مجتمعة.

ويتوقع الخبراء أن تعود شركات الأدوية واللقاحات لتحقيق أرباح قد تفوق أرباح لقاحات كوفيد، مع تطوير الأدوية واللقاحات الجديدة التي تعتمد على نفس التقنية الطبية التي تم استخدامها في تطوير لقاحات كوفيد.

رغم أن كوفيد قد يكون انتهى أو تراجع بصورة كبيرة، إلا أنه فتح بابًا للمكاسب الكبيرة لشركات الأدوية، بفضل نجاح إنتاج منتجات الحمض النووي الريبوزي المرسال.