أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا (عماد كركص)

هي أقوى من مرضها الذي تخشاه البشرية جمعاء، أنيسة تاني أو أم محمد، جاوزت الأربعين من عمرها، طلقها زوجها بعدما علم بإصابتها بالمرض،  تحمل إلى جانب سرطان الثدي الذي أصابها، العديد من الهموم وأعباء الحياة، إلا أن إرادتها وتفاؤلها المستمرين، جعلاها ترمي كل ما ذكر خلف ظهرها، لتعيش الحياة على طبيعتها وتحصل لنفسها على العلاج أملا بالشفاء. 

أم محمد ابنة ريف إدلب الشمالي والتي كانت تقطن في حلب، قالت لأخبار الآن : "أصابني المرض  منذ قرابة عام ونصف العام حينها كنت في حلب، و تعالجت هناك وأجريت جلسات أشعة في أحد مشافي دمشق، ولم أتماثل للشفاء، وبعد لجوئنا إلى تركيا، (مدينة الريحانية) الحدودية، تواصلت مع دار الأمل للعناية بمرضى السرطان، وأنا هنا فيها أتلقى العلاج من مرضي ". 

وتضيف أم محمد :" أنها عملت قرابة 25 عاماً في دار للمسنين في حلب طاهية طعام لهم، وهناك كانت تقول لي أحدى نزيلات الدار: ما تقدمينه لي  من خدمة سوف ترد إليك مستقبلاً، وبالفعل كما كنت أقدم خدماتي للمسنين سابقاً، أرسل الله من يخدمني هنا في دار الأمل ". 

لدى أنسية أم محمد9 أولاد زوجت منهم بناتها الأربعة، فيما يعمل شابان منهم لا يتجاوز عمرهما العشرين عاماً في اسطنبول ليقدما للمنزل ولمرضها كما تقول، فيما قرر أبنائها الإبقاء على أحدهم اليافع (16 عام)  ليكون سنداً لأمه وطفلين لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات . 

وتتابع أم محمد : "كنت متزوجة وأعمل 25 عاماً وأقدم لبيتي وأولادي ولزوجي كونه لا يعمل، وكافئني زوجي بعد إصابتي بالمرض، بأن قام بالتلاعب علي، عندما طلب مني تفويض لبيع البيت الذي اشتريته من تعبي وعملي، لكي نتمكن من مواصلة العلاج، لكنه ذهب وباع المنزل وتزوج بثمنه، وطلقني على الهاتف، في البداية انزعجت من تصرفه، لكن خرجت بنتيجة أن لا أهتم ما دام أولادي بقربي، وأن لدي رغبة بالعيش بقربهم ". 

يصفها المرضى حولها بأن معنوياتها كالحديد، وأن تفاؤلها ورغبتها في الحياة يقوي من إرادتهم، وهنا تقول :" أنا متفائلة ولدي أمل كبير وأنا أعيش على هذا الأمل، ومتمسكة بحياتي من أجل أولادي ولأن في هذا الحياة ما يستحق العيش ". 

وتضيف : "أنصح جميع من أصابهم هذا المرض، بأن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي وأن يتحلوا بالإرادة والقوة لمواجهة المرض، المهم أن لا يكون هناك يأس ، وأقول خاصة للنساء، فكل واحدة منهن أصابها المرض تبدأ بالتفكير بأنها عرضة للطلاق من زوجها ونفور أبنائها من حولها إلى ذلك من الوسوسات، أقول لهن : انتن مخطئات في تفكيركن هذا، عيشي حياتك ويمك بشكل طبيعي، وإن فعلتي ذلك لن تشعري بالفرق أبداً، وهذا أنا تجربة أمامكن لدي سرطان درجة ثالثة ورغم ذلك لن أدع اليأس يكسر من إرادتي بالحياة ".