أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة 

يُعتبر اكتساب معارف وأصدقاء جدد عند الانتقال إلى بلدان جديدة من أصعب التحديات التي يمر بها الإنسان عند التغرب.

ونشر موقع "بي بي سي" البريطاني مشاركات عدد من القراء على سؤال سبق وطرحه على صفحته على موقع "فايسبوك"، تضمنت تجارب ونصائح في ما يتعلق بالتعرف على أشخاصٍ جدد في الخارج. وكان من ضمن المشاركات، ما يلي:

اقرأ أيضا: ريا وسكنية تعودان من جديد في الدراما السورية بمسلسل وردة شامية

قال مارك ريتشارد آدمز أنه بعد العمل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا حيث كانت الحياة الاجتماعية تتشكل بالكامل من خلال زملاء العمل، وجد نفسه مضطراً لبدء مشروعٍ جديدٍ في النروج في العام 1991.

وأضاف: "في البداية، كان الأمر مجرد بلد جديد ومشروع جديد، لكن بعد ذلك اشتركت في صالة للألعاب الرياضية، وتعلمت التزحلق على الجليد، وبدأت ممارسة المشي في المنطقة الجبلية. ومن خلال هذه الأنشطة، بدأت أشكل شبكةً من الأصدقاء خارج نطاق العمل".

وأوضح: "مر على وصولي إلى هنا الآن حوالى 26 عاماً، أعيش بشكلٍ دائمٍ في النروج، ومتزوج من امرأة نروجية رائعة، ولدينا ابن يبلغ من العمر 11 عاماً. وتعلمت أنه ليس من السهل أن تتعرف على النروجيين، لذا عليك أن تكون صبوراً. وبالفعل، يستحق هذا الأمر الانتظار. وقد بذلت ما في وسعي لتعلم اللغة والثقافة والتاريخ والسياسة، وساعدني ذلك بالفعل".

أما جيني ليو، فكانت النصيحة الرئيسية التي قدمتها في هذا الشأن هي الإصرار، قائلةً: "كنت أعود إلى المكان نفسه مرة بعد أخرى، مثل المطعم والمتجر اللذين أقصدهما باستمرار. وفي النهاية، تعرفت على عددٍ كبير من الأشخاص، أصبحوا يدعونني إلى كل أنواع التجمعات، ثم قابلت مزيداً من الناس وكوّنت مزيداً من الأصدقاء".

وأوضحت ليو ان وجود لغةٍ مشتركةٍ يُمكن أن يساعد دائماً، مضيفةً: "لكن حتى من دون وجود لغة مشتركة، عليك أن تحافظ على الابتسامة وأن تكون لطيفاً مع الجميع وأن تستمع إلى الناس، وعليك بالطبع أن تراعي مشاعر الآخرين من حولك".

وصرّحت كريستين نيديرانغو بأن الانضمام إلى موقع "ميت أب" للتواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة، وفّر عليها الكثير من الوقت عندما انتقلت للعيش في العاصمة البريطانية لندن.

وأوضحت: "إنها وتيرة حياة سريعةٌ جداً، تجعل من الصعب عليّ أن ألتقي بالآخرين، بما فيهم الأشخاص القلائل الذين كنت أعرفهم من قبل".

وأضافت: "من حسن الحظ أن موقع ميت أب مخصص للأشخاص الذين يبحثون عن الأصدقاء القدامى، وكنت مندهشة لأنه حتى سكان لندن الأصليين يستخدمون ذلك الموقع لتوسيع شبكة علاقاتهم الاجتماعية، بحثاً عن أصدقائهم القدامى الذين يفضلون المكوث في المنزل، ولا يريدون الخروج كثيراً".

وشرحت اليابانية كارو تشان ان المرح واللغة يلتقيان معاً كوسيلتين لبدء اكتساب أصدقاء جدد في المملكة المتحدة. وتعتقد تشان أن الأمر أكثر صعوبة في اليابان، حيث يشكل غالبية الأصدقاء المحليين صداقاتهم من خلال أماكن العمل.

أما بالنسبة إلى ديف كيلي، فكان للانضمام إلى مجتمعٍ ديني محدد أثر كبير بالنسبة له، إذ قال: "يساعد الدين المشترك في إزالة الاختلافات الثقافية، ويذيب الفواصل التي يمكن أن تقف حاجزاً أمام تكوين صداقات أو إنشاء روابط بين أشخاصٍ من جنسياتٍ مختلفة".

وتمكن ناييم أماري بعد العيش في الخارج لخمس سنوات، من التوصل إلى أربع وسائل يعتقد أنها تساعد في الاستقرار والتكيف مع البيئة الجديدة، والتي تتلخص كالتالي: أن تَقبل الآخرين وأن تحترم اختلافاتهم وأن تتعلم شيئاً عن الثقافة الجديدة وأن تقابل أشخاصاً جدداً.

في الناحية المقابلة، لم يكن الأمر بهذه السهولة للآخرين، إذ قالت إيميليا بيرغوغليو التي تعيش في اليابان أن تشكيل حياة اجتماعية جديدة في ذلك البلد لم يكن أمراً سهلاً، مضيفةً "ببساطة، لم أتمكن من اكتساب أصدقاء".

وأوضحت ان "وجود زملاء العمل من حولك لا يعني أن لديك أصدقاء، كما أن الأجانب الآخرين يميلون إلى الالتقاء في دوائر اجتماعية مغلقةً".

وتابعت: "الآن فقط، بعدما تطورت مهاراتي في استخدام اللغة المحلية، أستطيع أن أجري حديثاً مع المواطنين المحليين، لكن تبقى تلك العلاقات في غالبيتها عند مستوى التعارف العام".

وأكدت: "لا أشعر بالضيق من هذا الموقف، وعندما تكون لدي رغبة قوية في التحدث، أتصل بأصدقائي القدامى في أوروبا عبر تطبيق سكايب. كما أنني سأبدأ قريباً في العمل في وظيفةٍ جديدةٍ، لذا، ربما يتغير الوضع في المستقبل القريب".

وأما ديفيد دابليو دوفي، فأكد أنه لا يزال يشعر بالوحدة حتى بعد قضاء 10 سنوات في بولندا، لكنه يعتقد أن استقلال المرء عن الآخرين أمرٌ في غاية الأهمية، مضيفاً "يجب أن تكون هناك درجة من عدم الخوف وأن يتمتع المرء بقوة عقلية كافية ليكون قادراً على التعامل مع الشعور بالوحدة، والذي من المحتمل أن يوازي شعوراً بالعجز في أحسن الأوقات".

وتابع دوفي: "سيعاني الأشخاص الذين يتعلقون كثيراً بسبل الراحة في أوطانهم وبالعائلة، أكثر من غيرهم. لكن بالنسبة لي، يعد الشعور بالمغامرة أكثر قوة من ذلك بكثير".

اقرأ  أيضا:

أنامل لاجئات سوريات تحيي حرفاً يدوية تركية كادت تندثّر

 تلاميذ مدرسة تركية يتبرعون بمصروفهم لاطفال حلب