اخبار الآن | القاهرة – مصر – (أحمد حامد)

عرض امس ضمن برنامج أفاق عربية  بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلم "بانتظار الخريف" بحضور منتجته رحاب ايوب، لكن غاب مخرج العمل ومؤلفه جود سعيد، حيث قالت المنتجة عقب عرض الفيلم إن المخرج بعث برسالة عن طريقها إلى جمهور المهرجان يعتذر فيها عن عدم حضوره بسبب رفض اعطائه تاشيرة للدخول.

و جاء في الرسالة: " اعتذر ..منكم  أعتذر.. فقد باتت الطائرة تعجز عن حمل هويتي إليكم أضحت هويتي مثقلة بالدم والرصاص صارت ربما عبئا من قسوة وجعها ولكنها سيداتي سادتي السينمائيون اهل ذاكرة لا ينسون في العام 2009 وانا أصنع فيلمي الاول "مرة اخرى" حصل طارئ تقني في دمشق كاد يمنعنا من إتمام الفيلم في مواقيته فقالت لنا القاهرة أهلا وأذكر الطريق من المطار للأستوديو وانا محمل باعوامي التسعة والعشرين وعشرات علب الخام في تاكسي بسيط يضحك سائقه الكهل مجلجلا وانا اخبره انه يحمل مئات اللقطات التي لا نسخة ثانية لها ونمشي والقاهرة لا تقول لي إلا أهلا وعدنا في العام 2010 مع "مرة أخرى" للمشاركة في مهرجان القاهرة التي لم تتوقف عن القول لنا اهلا ..

يذكر الاستاذ علي أبو شادي تلك الحادثة واتمنى ان يكون من بين الخحاضرين واوجه له ولكل قامات مصر السينمائية التحية ، واليوم وبعد اربعة سنوات تعود القاهرة لتقول لنا اهلا شكرا لمصر، ولمهرجان القاهرة والقائمين عليه لإستقبال فيلمي الثالث ومنحه حق عرض هويته وإسماع صوته، الحرية لا تتجزأ فهي إما تكون للجميع أو لا تكون ونحن نريدها حقيقية وللجميع دون إستثناء، أستودعكم على الشاشة ارواحنا وسلاما للدنيا من دمشق.

لا تنسونا فلربما نموت غدا او بعد غد ولا يبقى منا إلا  ذاكرتكم وأسمائنا وما ستشاهدون بعد قليل، إنتظارنا لخريفنا؟ لسماء تشرينية أقل قتلا وأقل ظلما ، ما ستشاهدون فيه هو من دمنا هو ضحكات وجعنا وبسمات من رحلوا عنا وهويتنا الطيبة الرقيقة التي لا ولن تموت ، ونحن لا نموت فإن غبنا جسدا يبقى صدق صوتنا وحق حروفنا التي تسمعون الان .

نحن لا نموت، واتمنى من كل الحاضرين أن نستذكر كل الابرياء الطيبين الذين ماتوا في سنوات قهرنا دون ان يسالهم احد ان كانوا يودون الاستمرار في الحياة، فلنستذكرهم جميعا كل الضحايا السوريين بلحظات صمت لربما يصير الغد أقل عنفا ، شكرا مهرجان القاهرة لإصرارك على حياتنا.

 

يشار إلى أن الفيلم بطولة سلاف فواخرجي وعبد اللطيف عبد الحميد وكامل نجمة وربا الحلبي ورنا ريشة ومدته 113 دقيقة.