صُنف انفجار مرفأ بيروت، على أنه أحدُ أكبر الإنفجارات غير النوويّة في العالم! 3 سنوات مرّت على  انفجار الرابع من أغسطس العام 2020 الذي هزَّ العاصمة اللبنانيّة وضواحيها، وكذلك مختلف المناطق اللبنانية، وحتّى أن صداه وصل إلى قبرص المجاورة، وقد  أسفر عن مقتل أكثرَ من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بحسب المصادر الإعلاميّة، فيما قدرت الأضرار بملايين الدولارات.

بعد 3 سنوات نسأل، ما الذي تغيّر ومن المسؤول عن ذلك الإنفجار؟ ما هو السبب وما العوائق أمام ظهور الحقيقة؟ برنامج تلي Thérapie ناقش ذلك الملف مع خبراء وإعلاميين من أرض الواقع في لبنان!

البروفسور جاسم عجاقة، وهو أستاذ الإقتصاد في الجامعة اللبنانية، قال إنّ “هناك أمهات وآباء يموتون كلّ يوم حزناً على أولادهم وعلى الضحايا، وعلى أقربائهم وأعتقد أن تلك المأساة كبيرة، ليست فقط لناحية حجم الإنفجار، بل لناحية حجم الألم الذي سببه الانفجار للعديد من العائلات اللبنانيّة، الذين ذهبوا في الصباح إلى العمل ولم يعودوا المساء إلى المنزل،  حتى أنّ هناك ضحايا غير معروفين، وتحوّلوا إلى أشلاء، لذلك أعتقد أنّ الثقل المَعْنَوي والأخلاقي والإنساني على المسؤولين لإظهار الحقيقة هو أكبر من ايّ شيء آخر.

ثلاث سنوات على انفجار بيروت والجٌرْح لَمْ يَلتئم بعد

لماذا لم تظهر نتائج التحقيقات؟

أضاف البروفسور جاسم عجاقة والأستاذ في الجامعة اللبنانية، أنّ العائق وراء عدم إظهار نتائج التحقيقات هو الفساد، وذلك استنتاج عِلْمي ولا أتهم أحد، لكن تلك هي الحقيقة وأعتقد أنّ الجميع يتوافق مع ذلك الاستنتاج، ومن الواضح أنّ من له يد في هذا الإنفجار يستطيع أن يؤثر على القرار القضائي، وإلّا لكان الأمر ظَهَر. اليَوْم هُناك عشرات آلأف الصفحات من التَحْقِيقات والمٌستندات التي تَمّ جمعها في ذلك الملف وحتّى الساعة لا نعرف مَنْ قَام بَتلك الجَريمة، وأعتقد أنّ هٌناك أبْعَاداً ليْس فَقط على الصَعيد الوطني لناحية مَسؤولية المسؤولين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين أو غيرهم، لكن أعتقد أنّ هناك مَسْؤٌوليّات اقليميّة وذلك أيضاً من العوامل التي تمنع ظهور الحقيقة، وبالتالي عَدم كشْف الحقيقة بغض النَظر عمَن هٌو المُرْتكب، عار في تاريخ لبنان، فذلك حق  للأهَالي وللضَحَايا، ويجب أن يَعْرف العَالَم مَن قَام بِهَذه الجريمة.

من جهة أخرى ومن وجهة نظر الإعلامي ربيع شنطف، فإنّ التطوّرات السِيَاسيّة التي رافقت تلك الجريمة منذ لحظة وُقوعها وحتى اليوم، تثبت أنّ هناك أطرافاً سياسيّة لا تريد لذلك التحقيق أن يصل إلى خَوَاتِيم تُسعد ولو قليلا أهالي شهداء تفجير مرفأ لبنان بيروت، ولذلك عملوا ليلاً نهاراً لطمس الحقيقة، وذلك ما يتبيّن من خِلال التَصاريح حِينا، ومن خلال كل قاضٍ يريد أن يمسك ذلك الملف، إما يُنَحى أو يُترك، مثلاً القَاضِي طارق البيطار، مُنذ أشهر عَديدة يَتَوَّقف عَن العمل، وذلك بعد الإدعاء عليه من قبل مُدعي عام التمييز اللبناني، وهو أعلى سُلْطة قَضائية، والآن في حال أراد القاضي طارق البيطار  الذهاب إلى مكتبه لممارسة عمله، فيمكن لقوى الأمن الداخلي أن تلقي القبض عليه، وبالتالي فإنّ العديد من أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وفق شنطف، يتوجهون إلى القضاء الدولي بعدما فقدوا الأمَلْ بعدما فَقَدُوا الأمَل بالقَضَاء اللُبْناني.

ثلاث سنوات على انفجار بيروت والجٌرْح لَمْ يَلتئم بعد

أما الناشط اللبناني في ملف إنفجار مرفأ بيروت وعنصر الإطفاء، وليام نون، فقال أنّهم بِصَدَدْ تَحْضير فَعَاليّات شعبيّة كبيرة إحياءً للذكرى الثالثة لانفجار لبنان الذي وقع يوم  4 آب  سنة 2020، وأنّهم متفائلون بأنّه سوف يكون يوماً شعبياً ناجحاً، لأنه في السنة الماضية كانوا خائفين من انتشار المواد السامّة! وأضاف بأنّهم قد أخذوا قرار اً من الإتحاد الأوروبي منذ أسبوعين، لإعادة القاضي بيطار، وسوف يقوموا  بمسيرة شعبيّة تجمع كل أهالي الضحايا والجرحى الذين تَضَرَرُوا جراء انفجار مرفأ بيروت.