تعثر وصول المساعدات إلى غزة يأتي في ظل حالة معيشية يرثى لها لسكان القطاع

لا تزال ردود الفعل الدولية والعربية الغاضبة تتوالى تعليقا على مقتل ما لا يقل عن 112 فلسطينيا في مدينة غزة أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية كانوا بأمس الحاجة إليها.

يروي فلسطينيون شهادات مرعبة لما حدث في دوار النابلسي الواقع بشارع الرشيد أحد شوارع غزة التي كانت نابضة بالحياة.

عن المأساة التي باتت تعرف بـ “مجزرة الطحين” يقول فلسطينيون إنهم تعرضوا لوابل من الرصاص من قبل الجيش الإسرائيلي عندما كانوا بصدد أخذ حصصهم من الطحين الذي اختلط بالدماء”

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدبابات أطلقت طلقات تحذيرية لكنها “لم تطلق النيران” على الشاحنات، مضيفاً أن عدداً كبيراً من القتلى تعرضوا للدهس.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن إنه ” ناقش الحادث المأساوي والمثير للقلق في شمال غزة يوم الخميس مع قادة مصر وقطر” مضيفا أن “الحادثة سيعقد المحادثات بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار”.

حول هذه التفاصيل وتعثر وصول المساعدات إلى غزة، وآلية إدخال المساعدات الأمثل، خصص برنامج ستديو الآن حلقة اليوم للنقاش.

من ناحيتها، قالت عضو المكتب السياسي لحزب فدا رتيبة النتشة: “منذ اليوم الأول من الحرب كانت شرطة حماس موجودة وكان يتم تنسيق المساعدات”.

أضافت أنه “بعدما انسحبت سلطة حماس من العملية تم تجفيف موارد وكالة الغوث بشكل كامل أيضاً”.

 

وأوضحت أنه “في الأيام الـ 50 الأخيرة أصبح هناك انتشار لفوضى العصابات والتجار”.

وأكملت: “تجفيف موارد الأونروا وهي الذراع الأمثل لتوزيع المساعدات بشكل عادل للجميع خلق فراغاً”.

اعتبرت أيضاً أن “الجميع شريك بخلق الفوضى والمطلع على قطاع غزة يعلم أن المكان الويحد الذي يتم توزيع المساعدات فيه بشكل موضوعي هو مراكز الأونروا”.

ورأت أن “هذا مخطط اشترك فيه الجميع لإحداث الفوضى ولتزكية حرب العصابات الداخلية”.

واصلت القول: “نحن نعلم أن هناك مراهنة حول من يستسلم أولاً، وهنا يتم تأليب الناس على حماس وبين بعضهم البعض من أجل تفكيك المجتمع وتسهيل دخول الطابور الخامس من أجل اليوم التالي للحرب”.

أردفت: “تصريح المفوضية الأوروبية بأنها ستعيد دعم الأونروا بخمسين مليون دولار قريباً لربما هو دلالة أن مجزرة شارع الرشيد أحدثت خرقاً في آلية تفكير المجتمع الدولي تجاه تجفيف موارد الأونروا”.

نار الجوع تلفح المدنيين.. من يتحمل تعثر وصول المساعدات إلى غزة؟

بائعو المساعدات يزكون نار الجوع والفوضى

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن هناك دلائل على أن النظام العام ينهار في قطاع غزة، مع محاولة عصابات إثراء نفسها عن طريق سرقة شحنات المساعدات الإنسانية وإعادة بيع السلع في السوق السوداء على ما يبدو.

وذكر ينس لايركه، المتحدث باسم منظمة الإغاثة الطارئة التابعة للأمم المتحدة ” أوتشا “، أنه غالبا ما تتوقف الشاحنات التي تحمل المساعدات على بعد بضع مئات من الأمتار خلف الحدود ويجري إفراغها.

وقال من جنيف “من المفهوم أن يأخذ اليائسون ما بوسعهم أخذه “.

ورأى: “لكن يبدو أن هناك عصابات تستولي على المواد من القوافل، وتظهر تلك المواد لاحقا في الأسواق السوداء”.

وتابع لايركه: “بالطبع، لا ينبغي أن يحدث هذا أبدا”. وقال إن “هذا التطور مرتبط بالانهيار المتزايد للنظام المدني العام في غزة، التي تدور فيها الحرب منذ ما يقرب من خمسة أشهر”.

ولم يعد هناك وجود عملي للشرطة في القطاع الساحلي الفلسطيني المحاصر، لكن لايركه استبعد إمكانية سفر قوافل الأمم المتحدة برفقة حراس مسلحين، وأضاف أن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الأمم المتحدة.

يشار إلى أنه لا يوجد ما يكفي من الغذاء ومياه الشرب لنحو 2.2 مليون شخص في القطاع الساحلي. وانتقد “أوتشا” ومنظمات إغاثة أخرى إسرائيل لعدم سماحها بإيصال ما يكفي من شحنات المساعدات.

في السياق قالت الأكاديمية والباحثة السياسية في الشأن الاستراتيجي د. تمارا حداد إن “المساعدات كلها تأتي مجانية وهناك من يبيعها بأسعار مرتفعة”.

 

وأكدت أن “كيس الطحين كان يقدر بعشرين شيكل والآن سعره يزيد عن ألفين”.

أضافت: “عندما تدخل الشاحنات برا يأتي بعض تجار الحروب بالتعاون مع بعض الفصائل في غزة لأخذ هذه الشاحنات ووضعها في المخازن ثم تتم عملية بيعها لبعض التجار”.

وأشارت إلى أن “التجار يبيعون هذه المساعدات بأسعار مضاعفة”.

أردفت في حديثها: “عملية دخول المساعدات بحاجة إلى مراقبة ويجب أن تدخل المساعدات للأسر الفقيرة”.

وطالبت بـ “أن يكون هناك رقابة وتنسيق بين الدول التي تقدم المساعدات وإسرائيل كي لا يتم ضربهم”.

وشددت على أن “المساعدات المجانية ينبغي ألا تباع للمواطن الفلسطيني الفقير داخل غزة””.

نار الجوع تلفح المدنيين.. من يتحمل تعثر وصول المساعدات إلى غزة؟

الرأي رأيكم

ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. من يتحمل مسؤولية عدم إيصال المساعدات إلى غزة؟

جاءت الإجابات على النحو التالي:

  • حماس 7%
  • إسرائيل 17%
  • المجتمع الدولي 76%

تعليقاً على النتيجة.. قالت عضو المكتب السياسي لحزب فدا رتيبة النتشة: “إسرائيل هي الطرف الأول المسؤول عن عدم إيصال المساعدات إلى غزة”.

وأكدت أن “دعم المجتمع الدولي وتجاوبه مع الخطة الإسرائيلية هي عامل معيق أيضاً لإيصال المساعدات”.

وأشارت إلى أن “من يسيطر على معبر رفح ويمنع وصول المساعدات هو إسرائيل”.

نار الجوع تلفح المدنيين.. من يتحمل تعثر وصول المساعدات إلى غزة؟

تابعت: “إسرائيل تمتلك 8 معابر مع قطاع غزة وكان بإمكانها استخدامها لإيصال المساعدات ولكنها تمنع ذلك”.

ولفتت إلى أن “إسرائيل تستخدم بشكل معلن سياسة التجويع وتجاوب المجتمع الدولي يكون من خلال عدم اتخاذه إجراءات”.