ميليشيا الحوثي تواصل استهداف السفن في البحر الأحمر

هجوم أمريكي بريطاني على مواقع للحوثيين وصف بأنه الأكبر منذ بدء أزمة الملاحة في البحر الأحمر وإعلان واشنطن عن تحالف يضم عدة دول لتأمين السفن هناك،

وكانت السفينة روبيمار المملوكة للبنانيين وترفع علم بيليز ومسجلة في المملكة المتحدة – تحمل 41 ألف طن من الأسمدة عندما أصيبت بواحد من صاروخين باليستيين تم إطلاقهما من أراضي الحوثيين في اليمن.

الهجوم يأتي بعد استهداف الحوثيين لسفينة شحن بصاروخ باليستي، تسبب في تسرب نفطي في البحر الأحمر بطول 18 ميلاً.

وبلغت الهجمات الحوثية مدى غير مسبوق، بعد إغراق سفينة شحن بريطانية ومهاجمة سفينة أمريكية، وذلك بالتزامن مع دخول الغواصات الصغيرة المُسيَّرة والقوارب أحادية الاتجاه على خط التهديد.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) هذا الأسبوع إن السفينة أرسلت نداء استغاثة بعد الهجوم وساعدتها سفينة حربية تابعة للتحالف الدولي وسفينة تجارية أخرى، حيث نقلت الطاقم إلى ميناء قريب.

وهنا نسأل ما هو تأثير الهجمات على البيئة البحرية بعد التسرب النفطي، وماذا يعني دخول الغواصات المفخخة المعركة، وهل يمكن أن تتوسع الضربات الأمريكية لردع الحوثي؟

أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.

خطر الميشليات الحوثية على الملاحة البحرية

حول هذا الموضوع قال نبيل عبدالحفيظ ماجد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية ” نتحدث عن هذا الأمر منذ سنوات عدة حول خطر هذه الميليشات في ما تقوم به من أعمال قرصنة في المنطقة بشكل عام وما يضر الملاحة البحرية وتحدثنا كثيرا عن أضرارها”.

ميليشيا الحوثي تهدد التجارة العالمية والملاحة الدولية وتسبب بكوارث بيئية

وتابع “في الفترات الماضية عانى اليمن من استخدام الألغام البحرية التي ذهب ضحيتها عدد كبير من الصيادين اليمنيين، عدا عن استخدام ورقة ناقلة النفط صافر كورقة ضغط في إطار التعامل بالملف اليمني والتي كانت تهدد اليمن وتهدد الملاحة البحرية والشواطئ في المنطقة بأكثر من مليون ومئة ألف برميل نفط كان في الناقلة واستمرت هذه المخاوف لسنوات عديدة”.

ما أثر هذا التسرب ووصوله لـ18ميلاً؟

في هذا السياق، قال البروفيسور أحمد ملاعبة أستاذ الجيولوجيا والبيئة في الجامعة الهاشمية ” نحن أمام كارثة طبيعية وبيئية كبيرة جداً تعادل الكوارث التي تحصل في المنطقة من خلال الحروب، وهذه الكارثة تؤثر على النظام البيئي الحيوي المائي، بشكل كبير فالبحر الأحمر مميز بالتنوع الحيوي من أنواع المرجان والأسماك النادرة حيث يوجد أكثر من 14 نوع نادر من الأسمال لايوجد في أي مكان آخر”.

 

ميليشيا الحوثي تهدد التجارة والملاحة الدولية وتتسبب بكوارث بيئية

وأضاف “موضوع التسرب النفطي مقلق للغاية من وقت طويل فالتسرب الآن بمعدل 200 ألف طن سنوياً واليوم هناك تهديد بتسريب 41 ألف طن قد تتسرب بالكامل على امتداد 18 ميلا وهذه المساحة كبيرة جداً قد تؤدي لمشاكل بيئية كبيرة جداً وقد تصل للمنشآت المجاورة للشواطيء”.

الرأي رأيكم

هذه هي المرة الأولى التي يُجبر فيها طاقم على إخلاء سفينة بعد أن قصفها الحوثيون، حيث تمكنت العديد من السفن التي ضربتها صواريخ الحوثي من مواصلة رحلتها.

فيما وصفت “سينتكوم”، الجمعة، في بيان عبر منصة “إكس”، الهجوم الحوثي بـ”غير المبرر والمتهور”، وأضافت أنه “تسبب في إحداث أضرار جسيمة للسفينة، مما تسبب في بقعة نفط بطول 18 ميلا، والتي كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة عندما تعرضت للهجوم، مما قد يتسرب إلى البحر الأحمر ويؤدي إلى تفاقم الكارثة البيئية”.

ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. ما هو أكثر ما تخشاه من تسرب النفط في البحر الأحمر؟

جاءت الإجابات على النحو التالي:

  • تهديد سلامة للحياة البحرية بنسبة 66%
  • تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في اليمن بنسبة 16%
  • تزايد التهديدات للملاحة الدولية بنسبة 18%

تعليقاً على النتيجة قال البروفيسور أحمد ملاعبة أستاذ الجيولوجيا والبيئة في الجامعة الهاشمية  أن هذه النتيجة تتفق تماماً مع المنهجية العلمية والإحصاء الدقيق، فالحياة المائية أو النظام المائي في البحر الأحمر هو الأكثر تأثراً عدا عن احتمالية تأثر الدول الأخرى لأن الرياح وحركات المياه ستنشر بقعة النفط.

ميليشيا الحوثي تهدد التجارة العالمية والملاحة الدولية وتسبب بكوارث بيئية

إلى ذلك، أكد وزير المياه والبيئة اليمني المهندس توفيق الشرجبي، أن الوضع العام بشأن سفينة الشحن (روبيمار) التي استهدفتها مليشيا الحوثي الارهابية مقلق جدا، وأن السلطات الحكومية تبذل ما في وسعها للتعامل مع السيناريوهات المحتملة للسفينة المنكوبة حاليا في البحر الأحمر على بُعد نحو 11 ميلاً من أقرب نقطة بر في اليمن، وأنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات مع المعنيين لسحبها من المياه الإقليمية اليمنية بشكل آمن.

كما أكد الوزير الشرجبي خلال مؤتمر صحفي، أن السفينة المستهدفة لم تكن محملة بالأسلحة أو متجهة إلى إسرائيل كما تزعم المليشيا الحوثية عند استهدافها في البحر الأحمر، بل كانت متجهة نحو بلغاريا، وأن استهدافها يضر باليمن واليمنيين في مختلف المجالات، ولا يخدم الأشقاء الفسلطينيين وقضيتهم العادلة.

وقال وزير المياه اليمني “إن السفينة المستهدفة يبلغ طولها 171 مترا وعرضها 27 مترا وذات صهاريج سائبة تحمل كمية من الأسمدة (مواد خطرة) والزيوت والوقود، وتحمل علم دولة بليز، ومملوكة لشركة جولدن أدفنشر شيبنيغ الملاحية المسجلة في جزر مارشال، وإدارتها من الجنسية السورية، وعدد طاقمها 24 شخصا 11 سوريا، و 6 مصريين، 3 هنود، و 4 فلبينيين، وتم إجلائهم جميعا إلى جيبوتي”.

وأضاف ” أن المليشيا الحوثية قامت يوم الأحد قبل الماضي الموافق الـ 18 من شهر فبراير الجاري، باستهداف السفينة بصاروخين موجهين، وذلك أثناء عبور السفينة على بُعد 25 ميلا بحريا من ميناء المخاء في البحر الأحمر، ما أدى إلى تدفق المياه إلى جسم السفينة وتعرضها لأضرار وتسرب كمية من النفط” .. مستعرضا المخاطر والآثار التي قد تسببها السفينة في الجوانب البيئية والملاحية والاقتصادية والاجتماعية، في حال حدوث أي كارثة وغرق أو جنوح السفينة.

ولفت وزير المياه اليمني إلى تشكيل رئيس الحكومة خلية إدارة أزمة للتعامل مع وضع السفينة (روبيمار)، والتي قامت بدورها باتخاذ عدد من الإجراءات للسيطرة على الوضع شملت نزول فريق من مختصي الهيئة العامة للشؤون البحرية إلى مدينة المخاء، وتكليف رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة وعدد من المختصين بالنزول إلى موقع السفينة بالتنسيق مع مصلحة خفر السواحل والشؤون البحرية.