روسيا فشلت في تنفيذ مخططها في أوكرانيا بعد مرور 11 شهراً من الحرب

في أعقاب إعلان الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد – 2 وأبرامز، طالبت كييف بالمزيد من الأسلحة الدفاعية المتطورة من أجل صد الغزو الروسي الذي بدأ منذ ما يقرب من عام كامل.

أوكرانيا تحث الدول الغربية والولايات المتحدة باستمرار على إرسال الأسلحة، وتحديداً صواريخ بعيدة المدى، ولكن بات هناك تخوف في عدد كبير من الدول الأوروبية من فكرة الدعم اللامحدود لكييف.

ويبدو أن حلفاء أوكرانيا يخشون من سيناريو تحولها من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما يُنذر بعواقب وخيمة لاسيما وأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قال مرارا وتكراراً أنه لا يريد الدخول في حرب مع روسيا ولكن الهدف هو تحرير الأراضي الأوكرانية.

وكلما طال أمد الحرب كلما تعقد الموقف الغربي تجاه أوكرانيا خاصة في تزويدها بالدبابات المتطورة.

فالإصرار الأمريكي على إرسال أبرامز قابلته موافقة ألمانية بإرسال ليوبارد لكن على مضض.

وحماس بريطانيا بإرسال تشالنجر 2 لكييف يقابله ترددٌ فرنسي بإرسال لوكلير.

في ظل الدعم العسكري المستمر.. مخاوف من تحول أوكرانيا من الدفاع عن نفسها إلى الهجوم ضد روسيا

هذه المواقف توضح أن الغاية الغربية هي تقديم الأسلحة لأوكرانيا بالقدر الذي يمكنها من الدفاع عن نفسها فقط ولا يسمح لها بفتح جبهة هجومية مع روسيا التي لم تنجح في تحقيق غاياتها رغم مرور عام كامل على بدء الحرب.

وفي هذا السياق قال محمد العرويق الكاتب والباحث السياسي “أوكرانيا قدمت طلبات كثيرة بأنواع الأسلحة التي تحتاجها لخوض الحرب ضد روسيا، ولكن كان هناك تباين في موقف الغرب”.

 

في ظل الدعم العسكري المستمر.. هل تنجح أوكرانيا في صد الغزو الروسي؟

وأضاف “أوكرانيا أحرجت الجميع سواء الدول الغربية أو روسيا، فقد أحرجت روسيا بالمقاومة القوية والباسلة رغم الأسلحة المتواضعة، وحررت الكثير من المناطق”.

وأوضح العروقي في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “أن المقاومة الأوكرانية وبطولات الجيش الأوكراني أحرجت الدول الغربية التي أصبحت مجبرة على دعمها بالسلاح بعد مقاومتها ضد روسيا”.

وكشف أيضاً أن بعض الدول الغربية كانت تتوقع سقوط أوكرانيا خلال أسابيع من بدء الحرب”

وفي الإطار نفسه قال فلاديمير شوماكوف الأكاديمي والدبلوماسي الأوكراني السابق “أوكرانيا تحتاج الدعم العسكري قبل شهر مارس حيث تستعد روسيا لشن هجوم قوي على دونباس وزابوريجيا”.

 

في ظل الدعم العسكري المستمر.. مخاوف من تحول أوكرانيا من الدفاع عن نفسها إلى الهجوم ضد روسيا

وقال أيضا “هناك خيبة أمل في كييف لأنها تحتاج إلى الدبابات في أسرع وقت لاختراق الدفاعات الروسية”.

وتحدث شوماكوف لبرنامج ستديو الآن قائلاً : “الجنود الأوكران على الجبهة يؤكدون أن حصولهم على الدبابات سيرفع من روحهم المعنوية”

هذا وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 66,000 جريمة حرب إضافية مزعومة إلى السلطات الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير وفقًا لمكتب المدعي العام الأوكراني.

ومن بين 25 روسي أدينوا حتى الآن بارتكاب جرائم حرب في المحاكم الأوكرانية، بينهم جندي أجبر اثنين من الأوكرانيين تحت تهديد السلاح على تسليم حواسيب محمولة وأموال، وأربعة قاموا بضرب وتعذيب جنود أوكرانيين، واثنان اعترفوا بقصف مبان سكنية في الأسابيع الأولى من الحرب.

يتزايد العدد بالمئات كل يوم مع انتشار المحققين في المناطق التي استعادها الأوكرانيون من الروس لتقديم شكاوى تتراوح من سرقة الممتلكات إلى التعذيب والقتل والاغتصاب وترحيل الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا والضربات الصاروخية ضد البنية التحتية الأوكرانية.

يقول الخبراء القانونيون إنه عدد مذهل من القضايا، من شأنها أن تطغى على أي نظام قضائي في أي مكان. لكن المدعي العام الأوكراني، أندريه كوستين، تعهد بالتحقيق معهم جميعًا وتقديم كل أولئك الذين يمكن جمع أدلة كافية ضدهم إلى المحاكمة.

كما طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالعدالة لضحايا جرائم الحرب كأحد شروطه لتحقيق سلام نهائي مع روسيا. وقال كوستين إن القضية لا تقل أهمية بالنسبة لأوكرانيا عن هزيمة الروس عسكريًا إذا كان لروسيا أن تردع إلى الأبد عن مهاجمة أوكرانيا وقال في مقابلة “علينا أن ننتصر في كلتا المعركتين – في القتال من أجل أراضينا وفي النضال من أجل العدالة”.