قدرة السوداني على تصفير المشاكل بين أربيل وبغداد
في عشرين دقيقة
قدرة السوداني على تصفير المشاكل بين أربيل وبغداد
/

قدرة السوداني على تصفير المشاكل بين أربيل وبغداد

شاهو القره داغي

تراكمت العديد من الملفات الخلافية بين أربيل وبغداد خلال السنوات الماضية، ورغم وعود كافة الحكومات العراقية السابقة بمعالجة هذه الملفات وإنهاء الخلافات مع الجانب الكردي

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

تراكمت العديد من الملفات الخلافية بين أربيل وبغداد خلال السنوات الماضية، ورغم وعود كافة الحكومات العراقية السابقة بمعالجة هذه الملفات وإنهاء الخلافات مع الجانب الكردي، إلا ان الملفات ظلت عالقة ووصلت أحيانا إلى حد الصدام العسكري بين الطرفين، واليوم تتجه الأنظار الى حكومة السوداني وقدرته على معالجة هذه الخلافات وفتح صفحة جديدة مع أربيل في حال استطاع السوداني أن يتحرك بعيدًا عن تأثير الإطار التنسيقي داخليًا والاجندة الايرانية خارجيًا والتي تؤثر دائما بصورة سلبية على مسار العلاقات بين الطرفين.

ضيف الحلقة الخبير الاستراتيجي الدكتور علاء النشوع
إعداد و تقديم: شاهو القره داغي

نص الحلقة :

قدرة السوداني على تصفير المشاكل بين أربيل وبغداد

 

حصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على الدعم الكردي بمنح الثقة لحكومته مقابل منح العديد من التعهدات والوعود بحل الملفات العالقة بين أربيل وبغداد، وقد أبدى بعض الأطراف الكردية في الإقليم تفاؤلاً حذراً بحل الملفات العالقة والتوصل الى تفاهمات حقيقية تُساهم في تصفير المشاكل بين الطرفين، وخاصة مع إبداء الحكومة الجديدة استعدادها لمعالجة الملفات التي يُعد أبرزها ملف الموازنة المالية المخصصة لإقليم كردستان، إضافة إلى مشروع قانون النفط والغاز الذي طُرح منذ سنوات داخل البرلمان، مع الملفات الأخرى العالقة المتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها والإدارة الأمنية لهذه المناطق وتطبيع الأوضاع فيها مجدداً وإنهاء ملامح عسكرة المناطق المتنازع عليها.

 

مرحباً بكم في حلقة جديدة من بودكاست في عشرين دقيقة، نتحدث فيها عن قدرة رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني على حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد والتي قد تساهم بصورة كبيرة في تقييم أدائه وقدرته على الاستمرار في منصبه في حال نجاحه في معالجة هذه الملفات بصورة نهائية بعد سنوات على تأجيلها وتحول بعضها إلى عقدة مستعصية على صناع القرار.

 

قبل زيارته إلى إقليم كردستان على رأس وفد رفيع المستوى، أعلن السوداني عن التوصل إلى تفاهمات تتعلق بحصة إقليم كردستان من الموازنة العراقية التي يُقدر أن تكون 152 مليار دولار، مع تخصيص 12% منها لكردستان العراق، بشرط أن يتم إيداع عائدات النفط الخاصة بالإقليم في حساب بنكي خاضع للحكومة العراقية، وقد وصف السوداني زيارته و لقاءاته بقادة كردستان العراق بأنها كانت "مثمرة وبناءة" وقال" وجدنا تفاعلاً إيجابياً مع خطواتنا في تنفيذ برنامجنا الحكومي، كما لمسنا رغبة جادة في العمل معاً لتحقيق تطلعات أبناء شعبنا العزيز في كل مكان" وأكد أن "الحكومة تمتلك الإرادة والرغبة الجادة في إنهاء الملفات العالقة وبشكل جذري، والانتقال إلى أفق واسع في العمل المشترك والفرص الاقتصادية.

وألتقى السوداني في أربيل بقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقد عد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني الزيارة التي أجراها رئيس مجلس الوزراء الاتحادي إلى إقليم كردستان "فرصة جيدة" لمزيد من التفاهم بين أربيل وبغداد لحل الخلافات والقضايا العالقة بين الجانبين، وسلط بارزاني الضوء على الوضع السياسي والعلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، وقال إن: هناك فرصة جيدة لحل المشاكل وهناك إرادة للحل من خلال التفاهم استنادا الى الدستور و الاتفاق الذي اُبرم بين الأطراف المكونة لائتلاف إدارة الدولة.

كما أكد نيجيرفان بارزاني دعم حكومة الإقليم خطوات الحكومة الاتحادية الإصلاحية وإنها ستسير بالعراق إلى بر الأمان، كما توجه السوداني بعدها إلى مدينة السليمانية والتقى ببافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس حكومة الإقليم قباد طالباني، وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته في "ملتقى السليمانية السابع"  : تعهدنا في برنامجنا الحكومي بتقديم الخدمات لشعبنا وبناء اقتصاد قوي ومتماسك، كما ان الاستقرار المالي والسياسي يعبد الطريق أمام استثمار أمثل لثروة بلدنا الأولى، وتشريع قانونا النفط والغاز، والتفاهم مع إقليم كردستان العراق بهذا الصدد" وأضاف السوداني" أن لقاءاتنا في أربيل كانت مثمرة، والتقينا بمجموعة من رؤساء الأحزاب وممثلي المكونات، وتحاورنا بلا قيود"

ويرى المراقبون أن الوفد الرفيع الذي رافق السوداني والذي ضم وزراء "الخارجية والداخلية والتخطيط، والهجرة والمهجرين، ورئيس هيئة المنافذ الحدودية ونائب الأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل جهاز الامن الوطني وعددا من المسؤولين الاخرين" قد يكون إشارة واضحة بأهمية الزيارة والملفات التي سيتم التطرق إليها في محاولة معالجتها بصورة نهائية مستقبلاً.

يتطلب معالجة الملفات العالقة بين أربيل وبغداد إلى إرادة حقيقية من قبل الفاعل السياسي وخاصة في الحكومة المركزية العراقية، وخاصة أن قضية رواتب موظفي إقليم كردستان والتي تمتنع بغداد عن إرسالها إلى أربيل قبل تسليم أربيل عائدات النفط بشكل كامل الى الحكومة الاتحادية، تُشكل ملفاً معقداً يؤثر على المواطنين في الإقليم وخاصة شريحة الموظفين، وقد تسبب هذه المشكلة في تدهور الوضع الاقتصادي في الإقليم منذ عام 2014 عندما قرر رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي قطع حصة الإقليم.

كما أن تأجيل معالجة المناطق المتنازع عليها والتي تحولت إلى عقدة حقيقية ومنطقة للتدهورات الأمنية نتيجة لغياب التنسيق الأمني ونشوء الفراغات الأمنية التي شكلت بيئة مناسبة للجماعات المسلحة والارهابية في تنفيذ هجمات إرهابية على النقاط الأمنية والعسكرية، حيث بموجب الدستور العراقي الدائم لعام 2005 تم وضع ثلاثة خطوات لمعالجة قضية هذه المناطق عن طريق التطبيع وعودة السكان ثم إجراء إحصاء للسكان، وأخيراً القيام باستفتاء شعبي، وقد تم عرقلة تنفيذ هذه المواد الدستورية بحجة غياب اللحظة المناسبة وخلق العديد من التبريرات من قبل صانع القرار في بغداد لعدم تنفيذه وتحوله إلى ورقة تفاوضية مع تشكيل كل حكومة عراقية.

ويقول النائب عن تحالف الفتح رفيق الصالحي، عن أجندة زيارة رئيس الوزراء الى أربيل أن "السوداني لديه تركة كبيرة من المشاكل العالقة بين القوى السياسية، ومن الضروري تقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف عبر العديد من الزيارات واللقاءات لإيجاد الحلول خلال الفترة الحالية" وأضاف أن "السوداني سيفتح ملف إعادة جميع الاموال تصدير النفط في الفترة السابقة بأثر رجعي نتيجة عدم ارسالها من حكومة الاقليم الى بغداد، إضافة إلى ملف سدود الاقليم وأزمة شحة المياه من اجل الوصول الى حل يفضي بحل الازمة على المستوى الداخلي، كما ان رئيس الوزراء سيناقش مع الاحزاب الكردية سبل التوافق حول تمرير الموازنة داخل مجلس النواب دون تأخير أكثر.

وللمزيد حول هذا الموضوع نتحدث مع الباحث والخبير الاستراتيجي، الدكتور علاء النشوع ونسأله أولا:

ماهي طبيعة الخلافات بين اربيل وبغداد، ولماذا يستعصي حلها ويتم عرقله ايجاد معالجات دقيقه وسليمه لانهاء هذه الخلافات بصوره مستمره وكامله ؟ " شاهو"

 

في الحقيقه ان طبيعه الخلافات بين اربيل وبغداد تكمن في قضايا تتعلق بنظام السياسي الذي تشكل بعد عام 2003 حيث انه الحكومات المتعاقده والمشكله لا تمتلك القرار السياسي لانها تمتثل الي اجندات دول الجوار وخاصه ايران وان الشخصيات المحسوبه عليها والتي هي في شده الحكم تخشي اي قرار تاخدها في صالح القطب ما يوثر حافظه السياسات الايرانيه التي ضد ايران او يدخل في حسابات الدوله الكورديه التي تطلبها ايران وترركيه هذا من جانب من جانب الاخر ان اقليم كوردستان بتطوره دوليا ويحظي بدقه عاليه من المحيط الدولي والاقليمي فان هذا اصبح يشكل عقده سياسيه لكتير من السياسين الذي تعيش العزله وعدم الدقه من المجتمع الدوله بالاضافه الي تحديات الملفات الساخنه وخاصه ملفات الامن والصحه والتعليم وغيرها من الملفات التي جلعت الامور تاخد شكل الحقد والحسد والكراهيه لدي المسؤؤلين ۔ " علاء الشنوع "

 

 

هل زيارة السوداني من الممكن ان تطوي صفحة الخلافات وتفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين الطرفين أو انها ستكون مثل باقي الزيارات التي قام بها رؤساء الوزراء السابقين  ؟

 

زياره السوداني لم تاتي بمحض ارادته بل هناك ضوغطات دوليه عليه فلبد ان يحظي بدعم دولي واقليمي وخاصه العربي عليه ان يطوي صفحه الخلافات بين المركز والاقليم وحقيقه ان المركز استخم القوانين الخالفه في الدستور من القضايا الذي يختلف عليها المركز والاقليم وخاصه النفط والغاز حيث اصبحت هذه القوانين طريقه ووسيله لتصفيه الحسابات والخصوم باعتبار ان القضاء اليوم يحتاج الي استقلاليه شموليه لا تخضع الي ارادات شخصيه وقوه التي تمتلك قوه وفصائل مسلحه وقرارات ارتجاليه لشخصيات سياسيه تحقد وتنتقد قيادات الاقليم التي تحظي باحترام دولي كبير من خلال السياسات الناجحه التي تحققت لقاده الاقليم في السنوات السابقه ۔ " علاء الشنوع "

 

لماذا يتعمد بعض الاطراف السياسية في بغداد على عرقلة اي اتفاق ثابت مع الاقليم ويعملون على الابقاء على حالة التوتر بين الطرفين؟ " شاهو "

 

مازالت المفردات والمصطلحات التي يصرح بها سياسي فيها كتير من المواقف لا تمت للدميوقراطيه وحقيقتها باي صيله للنظام السياسي الديموقراطي يحتاج لرجال دوله حقيقيون ليستطيعون اداره الدوله وفق منهجيه الدستور والقانون بالاضافه الي ان تكون هنالك خطه متبادله ما بين الاطراف لكي يتم الاتفاق والمحافظه علي كل المواثيق والعهود ولكن كل هذه الحقائق والمميزات بعيده كل البعد منذ عام 2005 والي اليوم الي اسباب كثيره هذه الاسباب تتعلق بفسيولوجيه العمل السياسي وكذلك القصور في النتره والقصور في العمل السياسي ۔" علاء الشنوع "

 

من الصعب تفكيك ومعالجة القضايا الإشكالية بين أربيل وبغداد والتي تراكمت خلال السنوات الماضية منذ 2003 وحتى الآن، ومن الواضح أن الدخول في هذه القضايا يتطلب إرادة حقيقية ومستقلة من قبل رئيس الوزراء وقدرته على اتخاذ القرارات بصورة مستقلة دون العودة إلى الكتل السياسية في العملية السياسية، حيث يرى الكثير من المراقبين أن الجهة التي بادرت إلى تصفير المشاكل مع أربيل لو كان رئيس الوزراء بجهود ومحاولات ذاتية فإنه قد لا يُكتب لجهوده النجاح، بعكس لو كانت المبادرة قادمة من قبل أطراف الاطار التنسيقي التي تقود العملية السياسية في المرحلة الحالية وتقوم بتوجيه السوداني وتفرض عليه الالتزام برؤية الاطار التنسيقي في الكثير من القضايا المصيرية.

سبق للعديد من رؤساء الوزراء العراقيين أن عبروا عن إرادتهم في معالجة المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، إلا أنهم في نهاية المطاف وقعوا تحت تأثير الضغوطات السياسية للأحزاب الفاعلة إضافة إلى الاجندة الخارجية وخاصة الإيرانية التي تؤثر دائماً على مسار المفاوضات وتؤدي الى زيادة تعقيد المشاكل بدل المساهمة في معالجتها.

تعمل إيران بصورة دائمة على استخدام الحكومة المركزية في بغداد كوسيلة وأداة ضغط ضد إقليم كردستان العراق، ومن الصعب أن يتم التأسيس لمرحلة جديدة وبناء علاقات إيجابية بين أربيل وبغداد مع استمرار النفوذ الإيراني وقدرة طهران على التأثير على الحكومة العراقية لممارسة ضغوطات مستقبلية على حكومة الإقليم في حال حصلت خلافات بين طهران وأربيل بخصوص ملفات عديدة مثل الملف الأمني الذي تحاول طهران أن تفرض رؤيتها الأمنية على الإقليم.

قدرة السوداني على إنهاء المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد خلال الأشهر القادمة يُعد امتحاناً حقيقياً للسوداني في مدى التزامه بتعهداته وقدرته على تنفيذ رؤيته بخصوص الملفات العالقة التي تواجه حكومته وإرسال رسالة طمأنة للأطراف الكردية بإمكانية أن تكون هذه الحكومة مختلفة عن الحكومات السابقة وتستطيع تحويل وعودها إلى خطوات على أرض الواقع ويتم تفضيل مصلحة العراق والعراقيين على الاجندة الحزبية الضيقة والمصالح الخارجية للدول الاقليميه وخاصة إيران

وبحسب صحيفه الشرق الاوسط فانه يبدوا ان رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد السوداني يسعي الي تدشين عقد جديد من العلاقه الايجابيه مع اقليم كوردستان العراق بعد سنوات من التناحد وعدم الاتفاق علي معظم القضايا الخلافيه وقد حكمت العلاقه بين بغداد واربيل علي امتداد العقديين الماضيين سلسله طويله من المشكلات المستعصيه التي بدت في معظم الاحوال غير قابله للحل وبينما يصح القول بان علاقه الاقليم ببعض الحكومات كانت ايجابيه خصوصا التي ترأسها رئيس الوزراء السابق مصطفي الكاظمي الي ان اغلبيه الخلافات القائمه بين الجانبين ظلت دون صيغه مناسبه للحل وبينها الخلاف حول الاقليم بتسديد سعر 250 الف برميل من النفط الذي يصدره لصالح بغداد ويشترط قانون البلاد الاتحاديه وبحسب الصحيفه انه ليس من الواقع في نظر المراقبين ما اذا كان السعي للتفاهم والتقارب بين بغداد واربيل ياتي من مبادره خاصه من السوداني نفسه او من تحالف اداره الدوله الذي يهيمن عليه الاطار التنسيقي التي اوصلت السوداني في سده الحكم وانخرط فيه وقت ذاك معظم القوي الكورديه من ضمنها الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي يهيمن علي حكومه اربيل وفي الحالتين فان اولي ثمرات هذا التجارب وصول وزاره الماليه في اقليم كوردستان عي مبلف 40 مليار دولار من بغداد لتمويل مرتبات موظفيها ويبدوا ان هناك فرصه جديده للوصول الي تفاهمات حقيقيه وانهاء المشاكل التارخيه التي حصلت بين الطرفين في حال كان هناك ارداه حقيقه لانجاح هذه المشاريع ونيه صادقه لايصال التفاهمات لبر الامان وخاصه في حال تغير التفكير السياسي لدي الفعل السياسي العراقي في بغداد ورؤيته بان قوه الاقليم هو من قوه بغداد والعكس صحيح بخلاف التفكير الذي ساد سابقا لدي رؤساء الحكومات الكورديه والذي كان يعتقدون انه اقليم كوردستان سيعني ضعف المركز في بغداد وبالتالي حاولوا دائما اضعاف الاقليم واثرت هذه التعاملات علي بناء علاقات متوتره بين الطرفين اثر بصوره سلبيه علي الوضع المعيشي والخدمي لملاين المواطنين  . " شاهو "

 

 

الي هنا ننتهي من حلقه هذا الاسبوع من بودكاست في 20 دقيقة

تحدثنا فيها عن امكانيه وقدره رئيس الوزراء العراقي الحالي علي اداره المشهد ومعالجه المشاكل العالقه بين اربيل وبغداد

 

شكرا لكم لحسن الاستما والي اللقاء في الحلقات القادمه  " شاهو "


قائمة الحلقات