ينيفيتين: فاغنر تعاونت مع الاستخبارات الأوكرانية في الماضي وسربت معلومات عن أماكن وحدات الجيش

اخترقت مرتزقة فاغنر العسكرية الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين موقع آدم دليمخانوف، أحد أعضاء مجلس النواب وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يُزعم أنه أصيب في أوكرانيا، وفقًا لما أفاد به عقيد سابق في الجيش الروسي.

العقيد الملازم رومان فينيفيتين (Roman Venevitin)، الذي تم أسره مؤخرًا واحتجازه بشكل مؤقت من قبل أفراد من مرتزقة فاغنر قبل أن يتم إطلاق سراحه لـ “الإنفاذ القانوني الروسي”، قد أدلى بهذه التصريحات في منشور على قناة Venevitin_72 في تليغرام. وأكد أن ” المرتزقة” قد سلمت إلى كييف إحداثيات آدم دليمخانوف – الذراع الأيمن للزعيم الشيشاني رمضان قديروف.

تأتي الاتهامات في ظل تصاعد التوترات بين زعيم فاغنر وقيادة الجيش الروسي. ففي الأسبوع الماضي، نشر بريغوجين فيديو يظهر فيه فينيفيتين وهو يعترف بإطلاق النار على مقاتلي فاغنر أثناء انسحابهم من مدينة باخموت، وذلك وهو تحت تأثير المشروبات الكحولية.

تأتي التطورات الأخيرة أيضًا في ظل خلاف علني بين بريغوجين وقديروف، في وقت سابق من هذا الشهر، حيث هاجم دليمخانوف بريغوجين بعد أن اقترح زعيم فاغنر أن كتيبة”أحمد” الشيشانية على الأرجح لا تمتلك القدرة على احتلال منطقة “جمهورية دونيتسك” المعلنة ذاتيًا في أوكرانيا.

 

فاغنر.. بين الاتهام بالخيانة وفضائح جمع الثروات

وفي ظل تقارير متضاربة حول مكان وصحة دليمخانوف يوم الأربعاء، اتهم فينيفيتين مجموعة فاغنر بالتعاون مع “استخبارات العدو”كما جاء على قناته في تليغرام.


فكتب فينيفيتين في منشوره “كما ذكرت سابقًا، في محاولة للإساءة إليّ، كشفت فاغنر عن حقائق خيانتهم الخاصة، لقد تعاونوا مع استخبارات العدو في الماضي، منظمين تسريبات حول مواقع وحداتنا، والآن حدث هذا مرة أخرى”، في إشارة إلى تسريب مرتزقة فاغنر مكان تواجد دليمخانوف.

“وفقًا للمعلومات التي أملكها، فقد قاموا الآن بالانتقام من رمضان قديروف، الذي هدد في وقت سابق بالكشف عن مصادر ثروة بريغوجين، حيث كان يعمل موردًا للمواد الغذائية لجيشنا منذ عام 2006”.

فاغنر.. بين الاتهام بالخيانة وفضائح جمع الثروات

وأتبع متحدثًا عن دليمخانوف: “أنه في حالة خطيرة بعد أن تعرض لقصف من القوات الأوكرانية”.

وأشار لتفوق وحدة العمليات الخاصة الأوكرانية، التي تتولى قيادة الأهداف الأولوية في الحرب، قائلًا: “عملوا بدقة وبكثافة شديدة”، وأكد على أن الخسائر الروسية كانت “جسيمة”.

فاغنر.. بين الاتهام بالخيانة وفضائح جمع الثروات

الرئيس الشيشاني رمضان قديروف (إلى اليسار) ونائب مجلس الدوما آدم ديليمخانوف (يمين) يحضران خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجمعية الفيدرالية في قصر الكرملين الكبير، في 3 ديسمبر 2015 ، في موسكو. (غيتي)

وأضاف: “ربما ستجعلنا هذه الحادثة على الأقل قادرين أخيرًا على اتخاذ كافة التدابير اللازمة ضد بريغوجين شخصيًا وغيره من ‘رجال الأعمال’ في مجموعة فاغنر، الذين استخدموا روسيا حصراً للثراء الشخصي، دون أن يترددوا في التعاون المباشر مع العدو!”

النفي الروسي

نفى رئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين، التقارير التي تفيد بأن دليمخانوف قد قتل أو أصيب في أوكرانيا.

قال فولودين للنواب يوم الأربعاء: “لقد تحدثت معه للتو، إنه حي وبصحة جيدة. وليس فقط ذلك، بل يتمنى لكم جميعًا الصحة الجيدة”.

ذكرت قناة “زفيزدا” التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية أن دليمخانوف قد أصيب، من دون إعطاء تفاصيل. وذكرت الدوما الروسية أيضًا أن دليمخانوف أصيب في أوكرانيا. وعلى الرغم من كل هذا لا يزال رئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين، ينفي كل التقارير التي تفيد بأن دليمخانوف قد قتل أو أصيب في أوكرانيا.

فاغنر.. بين الاتهام بالخيانة وفضائح جمع الثروات

في غضون ذلك، كتب زعيم الشيشان، قديروف، على تليغرام أنه لم يتمكن من التواصل مع دليمخانوف، وناشد المخابرات الأوكرانية لمساعدته في تحديد مكان حليفه، مع عرض مكافأة “سخية”.


وقال قديروف: “أناشد المخابرات الأوكرانية بتوفير معلومات حول الموقع والمواقع المستهدفة حتى أتمكن أخيرًا من العثور على أخي العزيز. أعدكم بمكافأة سخية وأطلب منكم المساعدة”.

الكرملين أيضًا عبر عن قلقه، وصرح انه في انتظار التوضيحات المتعلقة بهذه المسألة.

قائد “فاغنر” يفغيني بريغوجين، قال مسبقًا إنه ليس متأكدا من أن مجموعته العسكرية الروسية الخاصة ستبقى في أوكرانيا.

فكانت قوات مرتزقته الخاصة على خط المواجهة في عدد من المعارك التي خاضتها روسيا في أوكرانيا، ولعبت دورا بارزا في محاولات استيلاء الروس على مدينة باخموت في الشرق الأوكراني.

لكن الخلافات بين المجموعة والسلطات الروسية خرجت إلى العلن أكثر من مرة، حيث اعتاد بريغوجين عاى توجيه الاتهامات إلى قيادات الجيش الروسي خاصة فيما يخص إمداده بالأسلحة والذخائر اللازمة.