انتهاكات طالبان مستمرة: غلق المكتبة النسائية الوحيدة في أفغانستان
أغلقت جماعة طالبان، الثلاثاء، المكتبة النسائية الوحيدة في العاصمة الأفغانية كابل، بعد ستة أشهر من افتتاحها، وقال مسؤولو مكتبة المرأة، إنهم قاموا بإغلاق المكتبة لأسباب أمنية، وفرض قيود على النساء من قبل حركة طالبان.
وأكد مؤسسو المكتبة في بيان، أن طالبان هاجمت المكتبة مرتين على الأقل وأغلقتها خلال أكثر من 6 أشهر من عملها.
بدورها، رجحت مريم دبير، إحدى مؤسِسات المكتبة، أن الفتيات سيعملن سرا على افتتاح مكتبات سرية، رداً عل إقصاء طالبان الممنهج لهن.
وفي السياق، نما عدد من المدارس الدينية في أنحاء أفغانستان، منذ عودة جماعة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، وقد لوحظ ارتياد البنات المراهقات للأقسام الدراسية بشكل متصاعد بعد أن منعن من الالتحاق بالمدارس الثانوية.
وتقول سارة ذات 15 عاما وطالبة في الصف العاشر: “أتخيل دائما أنه ربما يتم إعادة فتح المدارس يومًا ما وربما أستطيع تطوير معرفتي أكثر وأحقق أحلامي، لن أفقد الأمل أبدًا في ذلك.”
معظم الفتيات لا يفهمن اللغة العربية التي لا يتكلمونها، ويحفظن القرآن بهذه اللغة، ويركزن على حفظ الآيات دون الرياضيات والآداب، أما من يردن فهم معاني القرآن، فهن يدرسن بشكل منفصل، إذ يتولى مدرس ترجمة النص وتفسيره باللغة المحلية.
لقد تلاشى طموح فرح في أن تصبح محامية، عندما منعت سلطات طالبان البنات من دخول المدارس الثانوية، وبعدها بأشهر منعت النساء من الذهاب إلى الجامعات أيضًا.
وتصدر حكومة طالبان أوامر متشددة انتهكت من خلالها حقوق الأفغانيين وتصدر الأحكام من المرشد الأعلى هبة الله أخوند زاده والحلقة المقربة منه، من المستشارين الدينيين الذين يعارضون تعليم الفتيات والنساء في أفغانستان، القائمة على تطبيق الشريعة من منظور نظام طالبان.
التعليم الآن هو نقطة الخلاف الرئيسية وراء حالة الجمود مع المجتمع الدولي، الذي يدين تجريد الفتيات والنساء من حريتهن. وإلى اليوم لم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، التي تحاول إنقاذ اقتصاد يواجه أكثر من نصف السكان المجاعة، بحسب وكالات الإغاثة.
وحُسنى هي طالبة جامعية سابقة كانت تدرس الطب، واليوم أصبحت تدرس في قندهار، حيث تقرأ القرآن في قسم ترتاده أكثر من 30 فتاة ترددن وراءها ما تتلوه من آيات.
وتقول حُسنى: “إن التعليم الجامعي يساعد في بناء المستقبل، ويجعل الناس واعين أكثر بحقوقهم، ولكن لا وجود لمستقبل في المدارس الدينية، أما اللواتي تأتين إلى هنا فلا حول لهن ولا قوة”.
ويتعرض البرنامج التعليمي في المدارس الدينية للانتقاد لأنه لا يوفر المهارات المطلوبة لحصول البالغ على مهنة وفق الخبراء.
أما الفتاة يالدا، التي كان والدها مهندسًا فيما كانت والدتها أستاذة، فكانت لامعة في مدرستها القديمة، وهي كذلك اليوم في المدرسة الدينية، حيث حفظت القرآن كله في 15 شهرًا. وتقول: “لا تساعدني المدرسة القرآنية في أن أصبح طبيبة، ولكنها تبقى جيدة، لأنها توسع من معارفنا الدينية”.