يقول السكان إن الآباء الأثرياء قادرون على رشوة سلطات كوريا الشمالية لتجنب العقوبة
- السلطات فصلت المدرسين من عملهم وتم طردهم من الحزب.
- القانون يعاقب بالإعدام مشاهدي ومروجي وسائل الإعلام من “الدولة الرأسمالية”
طلاب في كوريا الشمالية ينتظرون أحكامًا رادعة بسبب مشاهدة مسلسل “Squid Game” أو لعبة الحبار، والذي تم إطلاقه على المنصة الأشهر عالميًا “نتفيلكس” قبل شهرين- الأمر الذي قد يعتقد البعض أنه مَزحة، أو مجرد شائعة من الشائعات المنتشرة عن القوانين وتطبيقها في الدولة التي تقع في شرق آسيا، وعاصمتها “بيونغ يانغ”.
بدأ الأمر عندما استطاع أحدهم اختراق العزلة الشديدة؛ التي فرضتها السلطات في كوريا الشمالية على نفسها، خاصة بعد انتشار جائحة كوفيد19، ونجح في تهريب نسخة تحتوي على مسلسل “Squid Game” من الصين، ونسخها على أقرص فلاش USB، وقام ببيعها إلى عدد من الطلاب والمراهقين، وذلك قبل أن يتم الحكم عليه بالإعدام، والذي قد ينفذ رميًا بالرصاص- وفقًا لمصادر محلية.
اكتشاف الأمر بدأ عندما تم ضبط سبعة طلاب في المدرسة الثانوية يشاهدون حلقات من المسلسل باللغة الكورية، حيث اشترى أحدهم النسخة، وشاهدها مع صديق له، الذي أخبر بدوره الآخرين الذين اهتموا أيضًا بالمشاهدة- وذلك حسب الموقع الرسمي لـ إذاعة آسيا الحرة.
وتم القبض عليهم من قبل مجموعة مكتب المراقبة رقم 109، وهي القوة الحكومية الضاربة ، والمتخصصة في القبض على مشاهدي الفيديوهات غير الشرعية في كوريا الشمالية.
ويمثل القبض على الطلبة السبعة المرة الأولى التي تطبق فيها السطات الكورية الشمالية، القانون الذي تم تمريره حديثًا حول “القضاء على الفكر والثقافة الرجعية” في قضية تتعلق بقاصرين.
ويعاقب القانون، الذي صدر العام الماضي، بعقوبة قصوى وهي الإعدام من يشاهد أو يحفظ أو يوزع وسائل الإعلام من “البلدان الرأسمالية” وفق تعبيرهم، ولا سيما من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.
الحكم على طالب بالسجن مدى الحياة
المصادر قالت إنه تم الحكم على طالب بالسجن مدى الحياة؛ بعدما اشترى سيارة- خاصة أن المسلسل يحتوي على مشاهد مطاردات بالسيارات- بينما حُكم على ستة آخرين شاهدوا العرض بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات، كما تم فصل المدرسين ومديري المدارس ويواجهون النفي للعمل في المناجم النائية.
هيئة الأنباء الوطنية في كوريا الشمالية نشرت تقريرًا حول وصول النسخ من المسلسل إلى الدولة، على الرغم من الجهود القوية لسلطات كوريا الشمالية؛ لعزل الشعب عن وسائل الإعلام الأجنبية.
وذكرت مصادر في ذلك التقرير أن الرؤية البائسة للمجتمع – والذي يحرض فيه المهمشون ضد بعضهم البعض؛ في ألعاب الأطفال التقليدية للحصول على جوائز نقدية ضخمة، ويتم إعدام اللاعبين الخاسرين – يتردد صداه لدى الكوريين الشماليين في مهن محفوفة بالمخاطر ومواقف غير آمنة.
وأوضحت المصادر أن السكان قلقون، حيث يتم استجواب الطلاب السبعة “بلا رحمة”، حتى تتمكن السلطات من معرفة كيفية تهريب نسخة المسلسل مع إغلاق الحدود، مشيرة إلى أن هذا يعني أن رياح التحقيق والعقاب الدموية ستهب قريبًا، مما يكشف أن تحقيقًا مطولًا سيكشف عن سلسلة التوزيع حيث سيضطر كل شخص جديد يخضع للتحقيق إلى معرفة مصدر حصوله على نسخته، ومن شاركه فيها أيضًا.
قلق بين جميع المدرسين من مواجهة نفس المصير!
ومع ذلك، لن تتوقف العقوبات عند المهرب والطلاب الذين شاهدوا الفيديو، حيث سيتم أيضًا محاسبة الآخرين الذين لا صلة لهم بالحادث- وفقا للمصدر الذي علل الأمر أن الحكومة تأخذ الحادث على محمل الجد قائلة إن تعليم الطلبة يتم تجاهله. وهو الأمر الذي ظهر في فصل اللجنة المركزية مدير المدرسة وسكرتير الشباب ومدرس الطلبة، كما تم طردهم من الحزب.
ومن المؤكد أن القلق بدأ في التسرب إلى مدرسي المدارس الآخرين، والذي يشعرون بالقلق، خشية تورط أحد طلابهم في مشاهدة المسلسل، ومن ثم التحقيق. وفي أعقاب القبض على الطلاب، بدأت السلطات في كوريا الشمالية تتجول في الأسواق بحثًا عن أجهزة تخزين الذاكرة، وأقراص الفيديو المدمجة التي تحتوي على وسائل إعلام أجنبية، حسبما قال أحد سكان المقاطعة.
مصدر طلب عدم الكشف عن هويته قال إن “السكان يرتجفون خوفًا، لأنهم سيعاقبون بلا رحمة على شراء أو بيع أجهزة تخزين الذاكرة مهما كانت صغيرة”.
وأضاف: “لكن بغض النظر عن مدى صرامة حملة القمع التي تشنها الحكومة، تنتشر شائعات بأنه من بين الطلاب السبعة المعتقلين، تمكن واحد من ذوي الآباء الأغنياء من تجنب العقاب لرشوته السلطات بمبلغ 3000 دولار أمريكي”.
وفي تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست في أغسطس 2019، كشفت فيه أن السلطات في كوريا الشمالية تعتبر بعض وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية “خطيرة”، لأنها تشجع المواطنين على الفرار، وأشار التقرير إلى استطلاع شمل 200 مواطن من الكوريين الشماليين الذي فروا إلى كوريا الجنوبية، أوضح 90% منهم أنهم كانوا يستهلكون وسائل إعلام أجنبية أثماء إقامتهم في الشمال، بينما قال 75% إنهم يعرفون شخصًا تم عقابه على هذا الأمر.
وأصبح الوصول إلى وسائل الإعلام الأجنبية في كوريا الشمالية أكثر خطورة، خاصة منذ تولي كيم جونغ أون السلطة في عام 2011- وذلك حسب 70% من الآراء التي شملها الاستطلاع الذي أجرته مجموعة التوحيد الإعلامية في كوريا الجنوبية.
مسلسل Squid Game هو أكثر عروض Netflix مشاهدة حتى الآن، ويحتل المرتبة الأولى في 94 دولة، ويشاهد في 142 مليون منزل في جميع أنحاء العالم- وهي الأرقام التي تم الكشف عنها بعد شهر واحد من عرضه، والمسلسل يمزج بين الرمزية الاجتماعية والعنف، من خلال رؤية بائسة للمجتمع.