ما أبرز الفصائل الفلسطينية المسلحة العاملة على الأرض؟

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بالتنسيق مع مجموعات فلسطينية أخرى متمركزة في قطاع غزة، العملية العسكرية “طوفان الأقصى“، في هجوم مفاجئ على مواقع عسكرية بما في ذلك القواعد والكيبوتسات في الأراضي الإسرائيلية والمناطق التي تحتلها إسرائيل.

هذا الهجوم تصدرت عناوينه معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية، وما زالت تصفها على هذا النحو، مثل “هجوم حماس” أو “الحرب بين إسرائيل وحماس”، لكن مع ذلك، فإن هذا الوصف يقلل من كل النشاط العسكري والسياسي الذي تقوم به الفصائل الفلسطينية الأخرى على الأرض، ومن ثم فإنه من المهم التوضيح أنه من الخطأ اختزال كل شيء، كما يُقرأ في العديد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، في مفهوم “التعصب” والأصولية والإرهاب والتطرف الديني، إذ أن داخل الفصائل الفلسطينية هناك جهات سياسية ومسلحة.

في هذا التحليل سنحاول الإشارة إلى جميع الجماعات العسكرية الفلسطينية الناشطة على الأرض، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، إلى جانب فصائلها السياسية التي ترتبط بها، كما سنتطرق إلى غرفة العمليات المشتركة الفلسطينية، التي تعتبر بمثابة المهندس الحقيقي للعمليات في الأشهر القليلة الماضية “والسنوات إذا أردنا أن نتطلع إلى عمليات 2021 و2022 أيضًا”.

الجماعات المسلحة وارتباطها السياسي

في السطور التالية سنتناول جميع الكتائب أو الفصائل الناشطة عسكرياً في الصراع الدائر، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، والفصائل السياسية التي ترتبط بها:

1. كتائب القسام “الجناح العسكري لحركة حماس”

تأسست كتائب عز الدين القسام عام 1991 تحت اسم “المجاهدين الفلسطينيين” باعتبارها الجناح العسكري لحركة حماس، ثم تغيرت إلى اسمها الحالي عام 1992.

وتأسست حماس مع بداية الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987 على يد الشيخ أحمد ياسين وأعضاء آخرين من جماعة الإخوان في فلسطين.

تعتبر الحركة فصيلا سياسيا مستقلا، بنظامه الأساسي واستراتيجياته، لكنه شهد منذ عام 2017 سيطرة جديدة داخله، واعتمد قيادة ونظامًا أساسيًا جديدين، يعرف فيه نفسه على أنه حركة وطنية، وينأى بنفسه عن التيار الوطني “جماعة الإخوان”، وربما يمهد الطريق لقبولهم بدولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل يونيو 1967 وبالتالي الاعتراف غير المباشر بإسرائيل، عندما تُعلن: “ومع ذلك دون المساس برفضها لإسرائيل ودون التخلي عن أي فلسطيني”.

وتطالب حماس بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والمستقلة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم التي طردوا منها.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

يعتبر الجناح المسلح، كتائب عز الدين القسام، أكبر الجماعات المسلحة وأكثرها تجهيزا ويعمل داخل قطاع غزة، على الرغم من أن له أيضا وجودا عسكريا في جنين ونابلس (كتيبة مصعب اشتية) في الضفة الغربية، وكتيبة في لبنان تعمل إلى جانب حزب الله.

عناصر كتائب القسام هم المنفذون الرئيسيون للهجمات والعمليات العسكرية، وهم من أسسوا غرفة العمليات الفلسطينية المشتركة، ويبلغ عددهم ما يقدر بنحو 40 ألف مقاتل بما في ذلك جنود الاحتياط والإعلام والخدمات اللوجستية، وهي مقسمة إلى ست وحدات و24 كتيبة و140 سرية.

لكن الأهم من الناحية العملياتية والعددية هي وحدة المشاة التي تشكل 85% من الفصائل، ثم هناك القوات الخاصة، وهي مجموعة نخبوية تسمى أيضاً “كتيبة الحراسة”، مشهورة ليس فقط بقدراتها العسكرية بل أيضاً بقوتها، وتعتبر الوحدة الهندسية المسؤولة عن إنتاج وتعديل الأسلحة محليا وإدارة الأنفاق، والوحدة المدرعة المسؤولة عن العمليات المضادة للدبابات، ووحدة المدفعية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، هذا بالإضافة إلى وحدة الاستخبارات المسؤولة عن المراقبة والأمن والجواسيس، ووحدة المعلومات والإعلام المسؤولة عن الدعاية، ووحدات الظل المسؤولة عن السجناء والرهائن، ووحدة تكنولوجيا المعلومات المسؤولة عن حماية الكمبيوتر والأمن السيبراني، فيما تقع الغرفة العملياتية والعسكرية للمجموعة داخل الأنفاق تحت الأرض.

قائد كتائب القسام هو محمد ضيف، ونائبه مروان عيسى، أما المتحدث الرسمي باسم الجماعة والذي يظهر دائمًا في مقاطع الفيديو العسكرية اليومية واكتسب شهرة كبيرة على مر السنين هو أبو عبيدة.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام

وتهيمن خطب أبو عبيدة على شبكات التواصل الاجتماعي، مع آلاف المشاهدات والمشاركات لمقاطعه الصوتية ومقاطع الفيديو، رغم أن وجهه غير معروف ويرتدي دائمًا الكوفية الفلسطينية الحمراء، لكن بعض المصادر تزعم أنه ولد في قرية نعاليا التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وعاش حتى عام 2014 في جباليا شمال شرق غزة.

بدأ أبو عبيدة الظهور إعلامياً عام 2002 كأحد أبرز الناشطين الميدانيين والضابط العسكري في كتائب القسام، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، تم تعيين أبو عبيدة رسميا كمتحدث باسم كتائب القسام.

في العام 2020 وتحديدا منذ شهر يونيو ارتفعت أسهم أبو عبيدة بشكل كبير، وذلك عندما قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية وغور الأردن، بدعوى أن هذا القرار من قبل حكومة تل أبيب.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ظهر أبو عبيدة بشكل مكثف، باستثناء أيام الهدنة، للتعليق على النجاحات العسكرية لكتائب القسام، وهي مقاطع تشبه بعضها إلى حد كبير وتنتهي بعبارة “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”، وهي عبارة عز الدين القسام.

منذ هذا التاريخ وهو اليوم الذي أطلقت فيه الكتائب عمليتها “طوفان الأقصى” نشرت كتائب القسام دعاية واسعة النطاق لإظهار عملياتها العسكرية للهجوم أولاً، ثم لإظهار عملياتها العسكرية للدفاع عن قطاع غزة.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

 

2. سرايا القدس “الجناح العسكري لحركة الجهاد”

سرايا القدس هي الجناح العسكري لحركة الجهاد، ثاني أكبر وأهم جماعة مسلحة في قطاع غزة، تأسست عام 1987 تحت اسم سيف الإسلام، ثم تغير اسمها لما هي عليه الآن عام 2002.

تأسست من خلال جماعة الإخوان في فلسطين، ولكنها تطورت كمنظمة منفصلة، شكلتها النزعة العسكرية المتنامية، وكانت دائمًا قريبة جدًا من إيران.

وتعمل حركة الجهاد كطليعة نخبوية أكثر من كونها جماعة أو حركة سياسية واسعة النطاق، وعلى الرغم من بصمتها الأيديولوجية الدينية، إلا أنها تتمتع أيضًا بطابع قومي قوي يركز على الجهاد في فلسطين بشكل كبير على وحدة الفصائل ضد إسرائيل ووحدة المعتقدات الإقليمية ضد الاستعمار الغربي.

لكن سرايا القدس لا تعمل في قطاع غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضًا من خلال كتائب في مناطق نابلس وجنين (كتيبة جنين، مجموعات برقين، وحدة الزبابدة)، وكتيبة طولكرم في مخيم نور شمس، وكذلك كتيبة القدس في مخيم نور شمس، وكتيبة برقين، ووحدة الزبابدة وكتيبة عقبة جبر في أريحا وطوباس ورام الله والقدس الشرقية، وبيت أمر (كتيبة الخليل) فضلا عن كتيبة لبنان التي تقاتل إلى جانب حزب الله، وتشهد الضفة الغربية، تعاونا قويا بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى.

المتحدث باسم الجماعة هو “أبو حمزة” ولا يُعرف عنه أي شيء تقريبًا، المعلومات الوحيدة هي أنه كان متحدثًا عسكريًا بالفعل في عام 2007. ومن المعروف أيضًا أنه ينشط في غزة ليس فقط كمتحدث رسمي ولكن أيضًا بالخطب في المساجد وأنه على قائمة المطلوبين الإسرائيلية.

وتتكون سرايا القدس من أقسام عسكرية عديدة تتمثل في وحدات مدفعية، ووحدات قناصة، ومشاة، وغواصين. كما قامت مؤخرًا بإنشاء لواء يتعامل مع العمليات في الخارج.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

عناصر تابعة لسرايا القدس

3. كتائب شهداء الأقصى “الجناح العسكري لفتح”

تأسست كتائب “شهداء الأقصى” خلال الانتفاضة الثانية كشبكة من الجماعات العسكرية المرتبطة بفتح في منطقة نابلس وبلاطة.

تعمل حاليًا في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، لكنها من الناحية الأيديولوجية مرتبطة بالقومية الفلسطينية، وعلى الرغم من تعريفها في كثير من الأحيان على أنها الجناح العسكري لحركة فتح ودعمها من قبل العديد من قادتها، إلا أن الكتائب لم يتم الاعتراف بها رسميًا من قبل فتح نفسها وتعمل عسكريا بشكل مستقل تماما.

هذه الكتائب تتعاون مع جميع الفصائل العسكرية لتحقيق أهداف أيديولوجية وسياسية وبالتالي فإن الوحدات المسلحة المحلية تتحرك بشكل مستقل عن الفصائل السياسية الفلسطينية، وغالبًا ما تكون أيضًا مستقلة عن بعضها البعض، مما يظهر وحدة الهدف والتحالف المشترك مع كل من فتح والجهاد وحماس.

لذلك يمكن القول بأن كتائب “شهداء الأقصى” تتحرك تحت المظلة غير الرسمية لحركة فتح، وتتلقى أيضًا دعمًا سياسيًا واقتصاديًا من العديد من قادتها، حتى لو لم يعلنوا ذلك علنًا، مع الحفاظ على قوة عملياتية وعسكرية قوية جدًا.

وتتحالف الحركة بقوة مع كتائب القسام وسرايا القدس وتقاتل إلى جانبهما في كافة العمليات العسكرية التي تشن دفاعا عن قطاع غزة.

مم تتكون؟

تتكون كتائب شهداء الأقصى من 11 وحدة هي: وحدات الصواريخ، والبحرية، ووحدات الدعم، ووحدات المشاة، ووحدات المدفعية، والوحدات المضادة للدبابات، ووحدات الأنفاق، ووحدات فيلق الإشارة، ووحدات كشف العدو، ووحدات الإنتاج المحلي، والوحدات الهندسية، ووحدات الدفاع الجوي. وحدات القناصة. كما يوجد لدى اللواء مؤسسة تدريب عسكرية: أكاديمية النضال العسكرية.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

“أبو محمد” هو المتحدث العسكري لكتائب شهداء الأقصى، كل ما يُعرف عنه أنه قبل عام 2012 كان الناطق باسم كتيبة شهداء عماد العمودي، إحدى كتائب “شهداء الأقصى” العاملة في الضفة الغربية، وأصبح الناطق الرسمي باسم كتائب “شهداء الأقصى” في أيار/مايو 2012، عندما أعلن توحيد جميع كتائب شهداء الأقصى العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة واحدة.

4. كتائب أبو علي مصطفى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”

تعمل كتائب “أبو علي مصطفى” وهي الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعرف قائدها العسكري باسم “أبو جمال” وهو المتحدث العسكري باسمها كذلك منذ عام 2014.

تأسس اللواء عام 2000 عندما كان يسمى قوات “المقاومة الشعبية” وتم تغيير الاسم إلى كتائب “شهداء أبو علي مصطفى” بعد أن اغتالت إسرائيل الأمين العام للجبهة في رام الله عام 2001.

تعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي ثاني أكبر فصيل والقوة المعارضة الرئيسية لفتح داخل منظمة التحرير الفلسطينية، كما أنها جبهة علمانية وذات أيديولوجية ماركسية لينينية وكثيراً ما عارضت سياسات السلطة الفلسطينية، وهي تعارض حل الدولتين وتدعو بدلا من ذلك إلى إنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية في جميع أنحاء فلسطين التاريخية من خلال الكفاح المسلح.

كتائب أبو علي مصطفى أعلنت مراراً وتكراراً أنها مؤيدة لإيران وسوريا و “محور المقاومة”.

ومن الناحية العسكرية، فإنها ليست بقوة كتائب القسام وكتائب القدس، لكنها تشارك بنشاط في العمليات الهجومية بالصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة وعمليات المشاة الهجومية.

5. كتائب المقاومة الوطنية “قوات الشهيد عمر القاسم”

كتائب “المقاومة الوطنية” هي الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي تشكلت عام 2000 وتعمل في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

تأسست الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (FDLP) في عام 1969، وهي عضو في منظمة التحرير الفلسطينية، كما أنها مستوحاة من الأيديولوجية الماركسية اللينينية وتدعو إلى حل يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة من خلال الجانبين العسكري والسياسي.

وتتعاون كتائب “الشهيد عمر القاسم” عسكرياً مع جميع الألوية الأخرى، حتى لو كانت لها أيديولوجية مختلفة.

شاركت الكتائب في هجمات 7 أكتوبر بعمليات المشاة وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وتنشط هذه القوات عسكرياً في كافة أنحاء قطاع غزة، سواء في منطقة خان يونس أو في المنطقة الشمالية من شارع صلاح الدين ومدينة غزة.

القائد العسكري والناطق باسم الكتائب هو “أبو خالد” ولا يعرف شيء عن هويته وحياته الشخصية فيما تتوفر المعلومات القليلة من خلال قناة تليغرام الخاصة باللواء، والتي تعرفه باعتباره المتحدث الرسمي والقائد، وهو الدور الذي يشغله منذ عام 2012 تقريبًا.

“أبو خالد” كان قد استقال من منصبه في عام 2022 بسبب الجدل حول مشاركة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المجلس المركزي الفلسطيني، الذي يتعاون مع إسرائيل منذ عام 2018 بتنسيق الأمن في مناطق معينة بالضفة الغربية، وسحب استقالته بعد أيام قليلة.

6. كتائب المجاهدين الفلسطينيين

كتائب المجاهدين هي الجناح المسلح لحركة “المجاهدين الفلسطينية”، وهي منظمة سياسية فلسطينية ظهرت في أوائل السبعينيات لتنظيم مقاومة إسرائيل وتحقيق تقرير المصير الفلسطيني من خلال أنشطة مختلفة، سياسية ومسلحة.

تشكلت في البداية كفصيل من كتائب “شهداء الأقصى” في عام 2001، ثم أصبحت كيانًا مستقلاً في عام 2006، وكثيرًا ما أعربت عن دعمها لإيران وميليشياتها، وتتكون من العديد من المقاتلين السابقين في كتائب القسام والقدس والأقصى.

تعمل كتائب المجاهدين في قطاع غزة، ومنذ عام 2022 تعمل في الضفة الغربية (منطقة جنين)، وفي العمليات العسكرية الأخيرة، أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ ضد إسرائيل والقيام بعمليات عسكرية برية بالتعاون مع سرايا القدس، وتعزى القدرات العسكرية لكتائب المجاهدين إلى استخدام الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون المنتجة محليا والصواريخ قصيرة المدى.

المتحدث العسكري لها هو “أبو بلال”، ولا يُعرف عنه إلا القليل، لأنه بمجرد أن أصبح المتحدث باسم اللواء، حوالي عام 2011، اختار العيش في سرية، ولا تُنشر تصريحاته إلا بشكل مكتوب، وفي عام 2022، أعلن أن الهدف والاستراتيجية العسكرية الوحيدة لـ”ألوية المجاهدين” هي “تحرير فلسطين كلها”.

7. ألوية الناصر صلاح الدين

تعتبر كتائب الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان “المقاومة الشعبية” التي تم تشكيلها في عام 2000 على يد قادة منشقين عن حركة فتح في قطاع غزة، وتتحالف مع حماس والجهاد وتؤيد إنشاء دولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل يونيو 1967.

كثيراً ما أشادت كتائب الناصر صلاح الدين بإيران وحزب الله لدعمهما الكتائب اقتصادياً وعسكرياً، وتعمل حصراً في قطاع غزة، وقد شاركت بنشاط في الاشتباكات التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث شن عناصرها هجمات صاروخية وهجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية.

وتنشط بقوة إلى جانب الألوية الأخرى في العمليات العسكرية للدفاع عن قطاع غزة في مواجهة الجيش الإسرائيلي، خاصة في مناطق الشيخ رضوان ودير البلح وخان يونس. واعتبارًا من عام 2022، يبدو أنهم قد أنشأوا كتيبة في منطقة جنين.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

أحد عناصر لواء الناصر صلاح الدين في غزة

الناطق العسكري باسم الكتائب هو “أبو عطية” منذ عام 2018، وكما معظم المتحدثين باسم الكتائب المسلحة للفصائل الفلسطينية لا يُعرف عنه أي شيء تقريباً، لكن هناك عدة مقاطع فيديو وصور وتسجيلات صوتية على قناة الكتائب وموقعها الإلكتروني.

8. كتائب جهاد جبريل

كتائب “جهاد جبريل” هي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، التي تأسست عام 1969.

تأسست الجبهة على يد أحمد جبريل عام 1968 بعد الانقسام عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد تبنت أيديولوجية قومية قوية مؤيدة لسوريا ومعادية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أنشأت فروعًا لها في لبنان وسوريا وهي متحالفة مع حزب الله.

ولدت الجبهة في البداية كحركة علمانية ويسارية، ثم تحولت إلى فصيل إسلامي قريب من حركتي حماس والجهاد، وكانت كتائب الناصر صلاح الدين هي الطرف الرئيسي في العديد من الهجمات البارزة ضد إسرائيل في السبعينيات والثمانينيات، بما في ذلك من جنوب لبنان. كما دعموا نظام بشار الأسد عسكريًا في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.

شاركت كتائب “جهاد جبريل” في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتنشط عسكريا في قطاع غزة، حيث تشارك بنشاط في الدفاع العسكري ضد إسرائيل، ويبدو أيضاً أن لهم وجوداً في الضفة الغربية، في منطقة نابلس. وتنتج الكتائب أسلحتها محلياً، بما في ذلك المتفجرات والصواريخ، بدعم وتدريب من حزب الله.

فصائل مسلحة غير مرتبطة بحركات سياسية ولكنها تنشط عسكريا

هناك مجموعتان مسلحتان، لواء وكتيبة، لا علاقة لهما بتيارات أو أحزاب أو فصائل سياسية، وتتكون معظمها من مقاتلين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، وكلاهما يعملان في الضفة الغربية، ويقومان بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، لكنها لم تشارك في “طوفان الأقصى”، وهما لواء “عرين الأسد” وكتيبة “سلفيت”.

لواء “عرين الأسد” هو جماعة فلسطينية مسلحة مقرها في مدينة نابلس القديمة، ظهرت في أغسطس 2022، وتعمل حاليًا فقط في الضفة الغربية، ولا يُعرف حاليًا موقفها أو الحركة السياسية التي ترتبط بها، لكنها تتمتع بعلاقات وثيقة مع “سرايا القدس” وكتائب “شهداء الأقصى” وكتائب “عز الدين القسام” العاملة في الضفة الغربية.

وشاركت في مواجهات خلال الاعتداءات على قوات الأمن الإسرائيلية في منطقة نابلس ومن المحتمل أن تصبح المجموعة جزءًا من غرفة العمليات المشتركة.

أما كتيبة “سلفيت” فقد تم تشكيلها في مارس 2023 في منطقة سلفيت بالضفة الغربية، وذكرت الكتيبة في بيان لها أن ظهورها كمجموعة عسكرية كان ضروريا لمواجهة “الأعمال الإسرائيلية”، وقد نفّذ عناصرها هجمات في حوارة وقراوة بني حسن وبروخين وكفر تفوح ودير بلوط ومجدالم بإطلاق صواريخ قصيرة المدى أو عبوات ناسفة أو هجمات على القوات العسكرية بأسلحة صغيرة، وهي متحالفة مع كتائب شهداء الأقصى، وقاموا معها ببعض العمليات العسكرية المنسقة.

مع استمرار حرب غزة.. ما هي أبرز الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية؟

غرفة العمليات الفلسطينية المشتركة

انضمت العديد من المجموعات والكتائب المعروضة إلى غرفة العمليات المشتركة الفلسطينية، التي تأسست عام 2018. وتضم غرفة العمليات حتى الآن 12 مجموعة فلسطينية مسلحة تحت قيادة كتائب القسام، وتشمل الجماعات المسلحة التالية:

  • كتائب عز الدين القسام
  • سرايا القدس
  • كتائب أبو علي مصطفى
  • كتائب عمر القاسم
  • كتائب الناصر صلاح الدين
  •  كتائب المجاهدين
  • كتائب “شهداء الأقصى”
  • كتائب جهاد جبريل
  • كتائب الأنصار (الجناح العسكري لحركة الأحرار/حركة حرية فلسطين)
  •  كتائب عبد القادر الحسيني (الفتح)
  •  كتائب أيمن جودة (الفتح)
  •  جيش العاصفة (الفتح)

ولم تشارك الفصائل والألوية العسكرية الأربعة الأخيرة في عملية “طوفان الأقصى”، ولم تقم بأي نشاط عسكري ودعائي خلال الشهرين الماضيين.

وتتميز غرفة العمليات بخصائص عسكرية عملياتية أدت إلى وحدة وتقارب واضحين بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

أهداف غرفة العمليات

أما عن أهداف غرفة العمليات فتتضمن تشكيل جبهة مقاومة موحدة لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي، وتنسيق أنشطة فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، وتطوير سلطة سياسية واحدة، وتعزيز القدرات اللوجستية للمقاومة الفلسطينية، وتعزيز القدرات العسكرية.

هذا بالإضافة إلى الاحتياطيات مثل مخزونات الصواريخ ومخزونات الأسلحة وما إلى ذلك، وتنفيذ أنشطة التدريب والتحديث المشتركة، وتنسيق تنفيذ الهجمات المشتركة، وتوسيع النشاط العسكري (من خلال المجموعات العسكرية في الضفة الغربية داخل غرفة العمليات) إلى مناطق أخرى، فضلا عن تمهيد الطريق لتشكيل “الجيش الفلسطيني الموحد”.

وتتولى غرفة العمليات المشتركة، رغم سيطرة كتائب القسام عليها، العمليات العسكرية دائما من خلال قرارات جماعية ومنسقة، وهي تجري المواجهة من خلال التشاور والتنسيق على أعلى المستويات فيما يتعلق بالقوة التي سيتم تطبيقها، وتوقيت وحجم ونطاق إطلاق النار، ومشاركة مختلف المنظمات، لكن الأجنحة العسكرية المختلفة لغرفة العمليات المشتركة لها مصادر سلطتها السياسية التي تتشاور داخليا بشأن قرار الدخول في المواجهة من عدمه.

وافتتحت غرفة العمليات الفلسطينية، التي أنشأت أيضًا مقرًا وموقعًا عسكريًا في الأنفاق تحت قطاع غزة منذ أواخر عام 2022، وأقامت العديد من الدورات التدريبية المشتركة للمدربين والمقاتلين، كما أجرت العديد من التدريبات.