قيادي في هيئة تحرير الشام يثير مجدداً ملف علاقة القاعدة مع إيران
في الساعة الأخيرة من يوم الخميس 20 يوليو، أعاد القيادي في هيئة تحرير الشام وربما الرجل الثاني فيها، أبو ماريا القحطاني، فتح ملف علاقة القاعدة مع إيران من خلال سيف العدل.
يقول القحطاني في حسابه على التيلغرام: ”قلناها سابقاً بعد أن استلم سيف العدل، القاعدة بدأت العلاقة الحميمة بين تنظيم قاعدة اليمن والحرس الثوري الإيراني اجتماعات في طهران وفي بيروت.“ لا يوضح أبو ماريا ماذا يقصد بـ ”اجتماعات في طهران وفي بيروت”.
في فبراير الماضي، نشرت الأمم المتحدة تقريرها الدوري الذي قالت فيه إن سيف العدل هو الأرجح من تسلم زعامة القاعدة خلفاً لأيمن الظواهري الذي قتلته أمريكا في كابول في يوليو العام الماضي.
ولا أدل على الرابط الإيراني مما يحدث في اليمن. يسأل أبو ماريا: ”هل يقبل هذا عاقل في يمن الحكمة أن تكون القاعدة مطية للحرس الثوري الإيراني، خالد باطرفي بعد أن دمر اليمن يحاول تحريك فلول تنظيمه المسخ في الشام للتحالف مع النطيحة والمتردية لتكون خلايا تخدم مصالح إيران والنظام”.
ويبدو أن القحطاني هنا يشير إلى سرايا درع الثورة السورية، وهو تشكيل عسكري معارض أعلن عنه في 15 يونيو الماضي، وشنّ حتى الآن هجومين ضد الجهاز الأمني في الهيئة.
سرايا درع الثورة
قبل منشور القحطاني، بثت سرايا درع الثورة تسجيلاً مرئياً للناطق باسمها الذي اتخذ اسم ”ضياء الثورة“ ساخراً من ”ضياء العمر“ الناطق باسم جهاز الأمن العام في الهيئة. كان لافتاً أن نفت السرايا بشكل غير مباشر تبعيتها لتنظيم القاعدة.
الناطق باسم السرايا قال إن الهيئة ”سرقت“ الثورة السورية. وقال: ”فظنوا أننا نسينا كيف أرسل البغدادي قائدهم مجهول النسب (الجولاني) .. بعد أن أفسدوا بالعراق”.
وأشار إلى تحركات هيئة تحرير الشام باتجاه الشمال. فمنذ أكتوبر الماضي والهيئة تسعى حثيثاً إلى السيطرة على أراضٍ في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون التي يحكم في الجيش الوطني السوري.
وقال المتحدث باسم السرايا: ”وها هم اليوم يتطلعون إلى سرقة ما تبقى من ثورتنا في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات”.
أبو عمر النهدي
ويتابع القحطاني في منشور تالٍ مذكراً بخلاف أبي عمر النهدي القيادي في فرع القاعدة في اليمن مع قيادة التنظيم.
يقول: ”عندما ترك الأخ أبو عمر النهدي ذلك التنظيم المخترق طاردته عصابة المجرم باطرفي وأصرت على قتله وخرج بدينه ونفسه وأهله ومعه عدد كبير من الفضلاء هاربا من تلك العصابة التي باتت أداة للحرس الثوري الإيراني وعلى شباب اليمن ترك ذلك التنظيم الذي أصبح مطية للحرس الثوري الإيراني”.
خلاف النهدي مع قيادة تنظيم القاعدة في اليمن لا شك يشكل حرجاً للتنظيم. النهدي كان قيادياً من الصف الأول وله تاريخه الجهادي. في نهاية العام 2019، قاد حراكاً ضد قيادة التنظيم فيما عُرف ”بالاعتزال الكبير”.
النهدي ومعه قياديون اتهموا قيادة التنظيم بإطلاق الاتهامات بالجاسوسية جزافاً حتى طالت أبرياء دون مراعاة الضوابط الشرعية؛ وطالبوا بالاحتكام إلى أمير التنظيم الأم – أيمن الظواهري؛ وفي مرحلة لاحقة طالبوا بالنزول عند قضاء مستقل.
وهنا وقع جدل. جماعة النهدي قالوا إن قيادة التنظيم في اليمن – بدءاً بقاسم الريمي الذي قُتل في خضم هذا النزاع وانتهى بخالد باطرفي الذي خلفه أميراً – أصرّا على قضاء داخلي.
لكن قيادة التنظيم قالوا إن النهدي وجماعته ماطلوا في مسألة التحاكم وربطوها برد على رسالة تُرسل إلى الظواهري. لا الرسالة أرسلت ولا المحكمة أقيمت. في النهاية اعتزل النهدي وصحبه في يوليو 2020؛ ولمّا يُعرف عنهم أنهم انضموا إلى أي تنظيم آخر أو شكلوا تنظيماً مستقلاً.
النهدي لم يكن رجلاً عادياً في التنظيم. كان وفياً للتنظيم حتى آخر لحظة. لكنه في بيانه الأخير وصف التنظيم بالانحراف. وخاطب باطرفي بـ ”اتق الله اتق الله اتق الله”.
ردود غاضبة على القحطاني
في ردود الفعل، توافق أنصار القاعدة ومعارضو الهيئة على رفض تصريحات القحطاني.
أبو يحيى الشامي، وكان قاضياً في الهيئة قبل أن يستقيل منها في 2019، وصف ما كتبه القحطاني بأنه ”انفصام“ نظراً إلى أن القحطاني كان ”متصدراً“ التنظيمين في وقت من الأوقات.
حساب أبي هادي علّق: ”القاعدة تتحالف مع إيران لقتال النظام في سوريا! هذا ليس فيلماً ولكنه تنظير من … (القحطاني) ليقدم نفسه للمخابرات الأمريكية أنه معتدل، وأنه يحارب الدواعش والقاعدة“.
أنصار القاعدة قالوا الشيئ ذاته من حيث أن القحطاني إنما يريد أن يخاطف التحالف الدولي“. الأنصار لم يلتفتوا إلى مسألة سيف العدل. فهم لا يتحدثون فيها وإن فعلوا أنكروا أن سيف العدل موجود أصلاً في إيران!