أسباب تفوق محمد رمضان على نجوم الدراما

معظم من تهكموا علي قصص أعماله المتكررة وأسلوبه المستوحي من حوارات الحارة والتوكتوك والطبقات الإجتماعية المتوسطة أو الشعبية هم أنفسهم من يستنسخون شخصياته في أعمالهم الدرامية الحالية.

معظم النجوم الذين أعلنوا استيائهم من العنف والبلطجة والسوقية التي تتخلل أعمال محمد رمضان سواء السينمائية أو الدرامية،والغنائية، هؤلاء النجوم رغم كلامهم “المتغطي” وتسريبات آرائهم للمقربين إلا أنهم الآن يتراجعون في صمت بل والأكثر غرابة أن أغلبيتهم يهرولون لتقديم بطل الحارة الشعبية بمواصفات محمد رمضان ويتسابقون للتخلص من النجم الرومانسي “ابن الناس” الذي أصروا علي تقديمه في معظم أعمالهم السابقة!.

جعفر العمدة” وضع معظم النقاد والنجوم في دائرة الحيرة والدهشة خصوصا وأن مقاييس نجاحه تبدو غريبة ومثيرة للجدل علي اعتبار أصراره رغم كل تلك الانتقادات علي تقديم شخصية ابن البلد الشهم المدافع عن الحقوق والذي يتعرض للمؤامرات والظلم ورغم ذلك ينتصر في النهاية علي الأشرار.

نجح محمد رمضان دراميا رغما عن كل من خجلوا من الاعترف بذلك وعادوا ليشعروا بالغيرة من  جملة السوشيال ميديا الشهيرة حاليا: “كفاية خوف من المجتمع.. أنا باتفرج علي جعفر العمدة”!

جعفر.. ذلك البطل الذكوري المتزوج من أربعة نساء، الثري والقوي وصاحب النفوذ الذي يتعرض لفقدان ابنه ليصبح ذلك هو المبرر الدرامي لتحول كل إمكاناته للانتقام والبحث وبقية “البهارات” التي يحفظ محمد رمضان تركيبتها واختار هذا العام المخرج محمد سامي الذي يتقن بدوره تنفيذ مخططات رمضان الدرامية وجربها معه من قبل سواء في الأسطورة أو البرنس وهما العملان الأنجح دراميا في تاريخ سامي ورمضان وهي نفسها التي جمعت المشاهدين أمام جعفر العمدة هذا العام.

ولتتعرفوا علي سر خلطة محمد رمضان من وجهة نظري لابد أن أحكي لكم موقف خاص جدا لن أنساه مطلقا.. ذلك الموقف كان في جلسة جمعتني في أحد الأيام مع محمد رمضان ودار بيننا حديث يخص اختياراته المتكررة أو أسباب اعتماده علي قصص درامية بسيطة لا تحتاج لتعقيدات أو تصاعدات درامية وحبكة تحتاج لكاميرات يوسف شاهين أو عاطف الطيب.

لم يتردد رمضان وقتها أن يتحدث معي بكل صراحة ويؤكد علي أنه اكتشف دوره الحقيقي كفنان، هذا الدور الذي يتلخص في تجسيد أحلام معظم الشباب، وما الذي يحلم به معظمهم سوي النفوذ والقوة والفلوس والانتقام ممن ظلمهم.

رمضان يري أنه يسعي لتجسيد ما يحبه المشاهد الشاب البسيط وعلي حسب كلامه: “عاوز أبقي سوبر مان شعبي مش اللي بيطير وبيحرق بعينه وينفخ ثلج، لاء سوبر مان اللي بيحلم ويحقق حلمه ويدوس علي اللي ظلمه ويكبر في شغله ويلاقي نتيجة تعبه”.

هذه باختصار خلطة نجاح محمد رمضان هذا العام وكل الأعوام التي قدم فيها نفس الخلطة من قبل، رمضان لا يعترف بالبطل الرومانسي الذي يشتري الورود لحبيبته في عيد الحب، لكنه يؤمن بالبطل الذي يبدأ حياته من تحت الصفر ويكافح وربما يتعرض للإهانة ليكبر وينجح ويزداد ثراء وشراسة، تلك القصة البسيطة هي خريطة دراما محمد رمضان في معظم نجاحاته وببساطة يمكن لأي متابع اكتشافها بسهولة لكن تنفيذها حتي ولو كانت متكررة لا يحققها أو يملك خلطتها سوي محمد رمضان.

ربما تخيل البعض في البداية أن رمضان يحاول استنساخ تاريخ وبطولات أحمد ذكي، ربما أن رمضان نفسه كاد أن يقع في هذه التجربة والدليل اقترابه في الماضي من تكرار بعض تجارب أحمد ذكي سواء في الكوميديا أو طريقة الأداء لكنه تدارك فورا أن مثل هذه الغلطة ربما تقضي علي تاريخه الخاص لأنه لن يكون سوي نسخة من نسخ متكررة فشل الكثيرون في تحقيق النجاح والنجومية بها.

تطورت مدارك محمد رمضان وتابعته وهو يحاول جاهدا تثقيف نفسه بالقراءة والمتابعة والمشاهدة وتحليل ما يحدث عالميا أو محليا وهذا الكلام أنا شاهد عليه رغم أن الكثيرين يتخيلون أن رمضان لا يكترث سوي للسيارات والذهب والدولارات والتفاخر والتباهي بما وصل له من شهرة ورصيد في البنك، وهو ما يحاول رمضان تصديره للسوشيال ميديا لأنه حسب أفكاره يتحول لحلم لكل الشباب ويحوله شخصيا لبطل شعبي يتمني الملايين تحقيق ما حققه.

لكن بعيدا عن السوشيال ميديا وفيديوهات رمضان المثيرة للجدل يجلس خلف تلك الشاشة فنان يعرف جيدا كيف يظهر ومتي والوقت الذي يثير فيه الجدل والمكان الذي يلتزم فيه الصمت، خلف تلك الشاشة عقل لا يكف عن التخطيط والمتابعة وطموح يتخطي نجومية كل ما نعرفهم من نجوم لدرجة أنه موخرا بدأ يتخطي فكرة الانتقام من بعض السوبر ستارز الذي أعلنوا الحرب عليه سواء في السينما أو الدراما أو المزيكا، تخطاها لأنه يستعد لنجومية أبعد من طموحاتهم ولا أحد يستطيع أن يتوقع أو يتخيل ما الذي سوف يفعله في المستقبل بينما أراه بشكل شخصي ورأي لا أفرضه علي أحد أن رمضان سوف يكون النجم الوحيد الذي يختار الانسحاب في أوج نجوميته.