الكنيسة التي توجد في الموصل يعود تاريخ بنائها إلى العام 1944

احتفل نحو 300 شخص من أبناء مدينة الموصل في شمال العراق الجمعة على وقع التراتيل والزغاريد بإعادة افتتاح كنيسة أم المعونة الدائمة التي كان حولها مقاتلون في تنظيم داعش إلى مقر لشرطته “ديوان الحسبة”.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية روفائيل ساكو يقطع الشريط قبل قداس في كنيسة أم المعونة الكلدانية الكاثوليكية التي يبلغ عمرها 80 عاماً – أ ف ب

وقالت إلهام عبد الله، مدير المدرسة السابقة (74 عاما) “انا فرحة جداً، انتظرت هذا اليوم” طويلاً. وأضافت “إن شاء الله تعود الحياة إلى ما كانت عليه، وتعود الأسر المسيحية”.

في كنيسة الكلدان الكاثوليك، التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1944، أنشد الحاضرون التراتيل أمام المذبح وتحت أعمدة الكنيسة الرخامية والرمادية. وقد حملت قبتا الكنيسة، ولونهما أحمر يخطف الأنظار، صليبين كبيرين.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية يحتفل بالقداس في كنيسة أم المعونة الكلدانية الكاثوليكية- أ ف ب

وقال عبد المسيح سليم، مدير مصرف سابق (75 عاماً) جاء إلى الموصل بشكل خاص للمشاركة في إعادة افتتاح الكنيسة بعدما كان قد استقر في مدينة أربيل اثر سيطرة تنظيم داعش على الموصل في 2014، “أشعر كأن الحياة عادت من جديد (…) وكأني ولدت من جديد، بعدما هجرنا الدواعش الظالمون”.

في العام 2014، سيطر تنظيم داعش  على الموصل وأعلن منها “الخلافة” وجعل منها أبرز مدنه في العراق، وقد استعادها الجيش العراقي بعد معارك عنيفة في العام 2017.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

راهبات يحضرن قداسًا في كنيسة أم المعونة الكلدانية الكاثوليكية – أ ف ب

وخلال زيارة إلى الكنيسة بعد طرد الجهاديين من الموصل، نقل فريق وكالة فرانس برس مشاهداته لما خلفه التنظيم في الكنيسة بعدما حولها إلى مقر لشرطته، التي كانت مسؤولة عن تنفيذ قواعد التنظيم المتطرفة.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

وكتب في حينه على لوحة كبيرة علت بوابة الكنيسة “ممنوع الدخول بأمر من الحسبة”، ولم ينج فيها صليب ولا تمثال ليسوع المسيح او مريم العذراء، بل أن كل إشارة الى الديانة المسيحية ازيلت بشكل ممنهج.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

الكنيسة التي توجد في الموصل يعود تاريخ بنائها إلى العام 1944 – أ ف ب

لكن كنيسة سيدة المعونة عادت اليوم إلى سابق عهدها، وقد وضعت في ساحتها المجددّة صوراً تظهر مخلفات الجهاديين فيها وأخرى تبين مسار إعادة إعمارها وتحسينها.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

مصلون مسيحيون عراقيون يحتفلون بالقداس في كنيسة أم المعونة الكلدانية الكاثوليكية – أ ف ب

شكّلت الموصل ومنطقة سهل نينوى تاريخياً مركزاً مهماً للمسيحيين، وهي تكافح حتى اليوم لاستعادة حياتها الطبيعية بعد دحر جهاديي تنظيم داعش. وقام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية لمدينة الموصل في العام 2021.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

احتفل المسيحيون العراقيون بترميم الكنيسة في 5 نيسان/أبريل، بعد سنوات من تحويل الجهاديين لها إلى مكتب للشرطة الدينية – أ ف ب

إلا أن الكثير من المسيحيين لم يعودوا إلى المنطقة حتى الآن، خصوصاً في ظل جهود إعمار بطيئة.

ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي بين سكانه البالغ عددهم 43 مليوناً بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأمريكي.

عمرها 80 عاما.. إعادة افتتاح كنيسة في الموصل بعد عقد من هجوم داعش

الكثير من المسيحيين لم يعودوا إلى المنطقة حتى الآن، خصوصاً في ظل جهود إعمار بطيئة – أ ف ب

وعلى هامش ترؤسه القداس لمناسبة إعادة افتتاح كنيسة سيدة المعونة، قال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو “نحن فخورون بعودة الكنيسة كدار عبادة ومركز روحي وتربوي”.

وأضاف “هذا بلدنا وهذه ارضنا، وحتى لو كان عددنا قليل نحن باقون”.