ردود فعل مختلفة للفلسطينيين بعد قرار محكمة العدل الدولية
من غزة إلى الضفة الغربية، انتظر فلسطينيون مفعمون بالأمل قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة في القطاع المحاصر، غير أن القرار لم يلقَ ردودًا موحدّة بعد صدوره.
وقالت مهى ياسين (42 عامًا) من رفح بقطاع غزة “أشعر بفخر إزاء قرار المحكمة، إنها المرة الأولى التي يقول فيها العالم لإسرائيل إنها تجاوزت الحدود”.
وأضافت مهى ياسين وهي واحدة من نحو 1,7 مليون فلسطيني نزحوا جرّاء القصف الإسرائيلي الكثيف على غزة والقتال المستمر “ما تفعله بنا إسرائيل في غزة منذ أربعة أشهر لم يحدث في التاريخ. أشعر على الأقلّ أن العالم بدأ يتعاطف معنا”.
وتابعت “دماؤنا وشهداؤنا وخسائرنا الجسدية والنفسية لم تذهب هباءً”.
دعت محكمة العدل الدولية الجمعة، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليها، مع تزايد القلق بشأن مصير المدنيين المحاصرين جراء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحماس.
لكن المحكمة، ومقرها لاهاي، لم تطلب وقف إطلاق النار في غزة حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملة مدمرة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في رام الله بالضفة الغربية، سادت خيبة الأمل بين عشرات الفلسطينيين المجتمعين في صالة سينما لمشاهدة البث المباشر للجلسة. وكان بعضهم يحمل لافتات كُتب عليها بالإنكليزية “لا أحد حرًّا ما دام الجميع ليسوا أحراراً”.
وقالت هلا أبو غربية حاملة علم جنوب إفريقيا “من غير المقبول أن يقف العالم إلى اليوم وهو لا يزال متفرجًا ولم يقتلع قرارًا فوريًا بوقف إطلاق النار وإدخال الأغذية والأدوية وإجلاء الجرحى”.
حرب ناعمة
واعتبر محمد حمارشة المقيم في رام الله أن قرار المحكمة هو “تصريح لدولة الاحتلال باستمرار حربها ضدّ غزة ولكن أن تكون حربًا ناعمة”، مضيفًا “كان مطلوبًا من محكمة العدل الدولية أن تصدر قرارًا بوقف إطلاق النار فورًا”.
أدى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخُطف نحو 250 شخصا خلال الهجوم أطلق سراح مئة منهم في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلال هدنة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
ردا على الهجوم باشرت إسرائيل عملية عسكرية مدمرة بهدف “القضاء على حماس” خلفت 26083 قتيلا، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال والفتية، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
في محيط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، ينشر الجيش الإسرائيلي منذ الخميس رسائل باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي يحث فيها السكان على إخلاء مناطق محددة من المدينة حيث تمركزت مركبات مدرّعة.
يحاول عشرات آلاف الفلسطينيين الفرار من خان يونس والبحث عن ملجأ في جنوب القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، بينهم الكثير من الأطفال.
بعضهم يجلس على الأرض في البرد أمام جامعة الأقصى غرب خان يونس، فيما يمشي آخرون وهم لا يحملون غير بطانية.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي فتّش مئات الأشخاص وفتح النار.
تعليقًا على قرار محكمة العدل الدولية، قال مشتهى مسلّم (56 عامًا) الذي نزح مع 12 من أفراد عائلته من مدينة غزة إلى رفح إنه “نشعر بالامتنان لدولة جنوب افريقيا لأنها رفعت قضية ضد اسرائيل … هذا بحد ذاته انجاز لصالحنا، لكن بالعودة للتاريخ فان اسرائيل لا تعترف بالقرارات الدولية لذلك لا ارجح ان يكون القرار لصالحنا … قرارات مجلس الامن لا يتمّ تنفيذها منذ 75 عاما”.
والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تبتّ في النزاعات بين الدول، مبرمة وملزمة قانونا، لكن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها.
وقالت إيناس النجّار “نعيش في الذلّ. أوقفوا الحرب. أوقفوها!”.