سيول جارفة ودموع على القبور.. أبرز المنشورات المضللة عن فيضانات ليبيا

فيديو لطفلة تبكي على قبر أمها التي ماتت في فيضانات ليبيا

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه لطفلة تبكي أمّها التي قضت في فيضانات درنة في الشرق الليبي.

يصوّر الفيديو طفلة تبكي فوق قبر ترابيّ. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول “طفلة صغيرة من درنة تبكي على قبر أمّها”.

حصد الفيديو عشرات آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت تواصل فيه مدينة درنة الليبية الخميس تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.

وكانت العاصفة “دانيال” ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جداً تسبّبت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بهذه الفيضانات.

فالتفتيش الأولي عنه يرشد إليه منشوراً في أوائل العام 2021 على قناة عبر يوتيوب، ما ينفي أن يكون على صلة بفيضانات ليبيا الأخيرة.

ويشير التعليق المرافق له إلى أنه يظهر طفلة تبكي أمّها التي توفّيت جراء إصابتها بفيروس كورونا.

ونشرت القناة عينها على يوتيوب مقطعاً آخر للطفلة وهي تزور قبر أمّها وأرفق بتعليق جاء فيه أنها من العراق.

رجل يصلّي وسط السيول في درنة

مئات المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لرجل يصلّي وسط الفيضانات التي ضربت مدينة درنة في شرق ليبيا خلال الأيام الماضية وأدت إلى مقتل الآلاف.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم وهو ملتقط في السعودية عام 2022 ويظهر في الفيديو رجل واقف وسط السيول وهو يصلّي.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو ملتقط في درنة حديثاً التي شهدت فيضانات مدمّرة.

بدأ انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك، فيما تواصل مدينة درنة الليبية الخميس تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.

إلا أن الفيديو لا علاقة له بليبيا فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنه منشور قبل أشهرٍ على موقع يوتيوب وفي وسائل إعلام سعوديّة تشير إلى أنّه مصوّر خلال سيولٍ ضربت مدينة جدة.

وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تواصلت صحيفة “عاجل” الإلكترونيّة السعودية مع نجل الرجل الظاهر في الفيديو.

وقال إن أن أحد الجيران قام بتصوير والده عند أدائه الصلاة وسط الفيضانات في حوش العمارة في جدّة.

إنقاذ طفل في ليبيا بعد الفيضانات

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لانتشال طفلٍ من تحت الأنقاض في درنة، أكثر المدن الليبيّة تضرّراً. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لإنقاذ طفلٍ فلسطينيّ سقط في حفرة في نابلس في الضفّة الغربيّة قبل يومين.

يُظهر الفيديو أشخاصاً ومن يبدو أنّهم رجال إنقاذ وهم يسحبون طفلاً، ويسمع الطفل وهو يقول “أنا عايش”.

حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي مع تسارع الجهود الدولية لمساعدة ليبيا بعدما أودت فيضانات أشبه بتسونامي في شرق البلاد بـ4000 شخص على الأقلّ، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة أطول وأوضح منه منشورة في صفحة مجموعة فلسطينيّة على موقع فيسبوك في 13 أيلول/سبتمبر الحاليّ.

سيول جارفة في ليبيا بعد الفيضانات

نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنه يصوّر سيلاً جارفاً في ليبيا خلال الفيضانات المدمّرة الناجمة عن العاصفة “دانيال”. إلا أن الفيديو في الحقيقة قديم ومصوّر في تركيا.

يظهر في الفيديو ما يبدو كنهر به سيول قويّة وقال الناشرون إنه مصوّر في ليبيا.

لكن الفيديو لا علاقة له بذلك فالتفتيش عنه على محركات البحث بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إليه منشوراً على يوتيوب بتاريخ 18 آب/أغسطس من سنة 2021، ما ينفي أن يكون مصوراً حديثاً في ليبيا كما ادّعت المنشورات المضلّلة.

https://www.youtube.com/watch?v=qkrnTiHxhWs

وجاء في التفاصيل المرافقة أنّ الفيديو، الذي يسمع خلاله كلامٌ باللغة التركيّة، يُظهر فيضانات في بوزكورت الواقعة في محافظة كاستامونو شمال تركيا.

وقد أشار ناشر المقطع إلى حساب مصور الفيديو الأصلي في إنستغرام.