خلق ديناميكية رقمية بالحمامات
باشرت مجموعة من المساهمين والشركاء من نشطاء المجتمع المدني بمدينة الحمامات التونسية بتكوين عدد من رواد الأعمال الشباب والمؤسسات الناشئة في ريادة الاعمال.
وتشارك الكفاءات الشبابية وأصحاب المبادرات في حلقات تكوينية في المهارات الحياتية والمرافقة الإدارية والمالية، إلى جانب ورشات عمل حول اكتشاف نموذج الأعمال والتفكير في كيفية تجسيد فكرة المشروع والترويج لها، قدمها مختصون وخبراء في المجال.
وقد خصصت مجموعة المساهمين في شركة “حمامات فالي هاب” (Hammamet Valley Hub) فضاءً رقميًا مهيئًا بأحدث التجهيزات، لاستقطاب الكفاءات الشبابية والإحاطة بها ومرافقتها في هذه الخطوة الهادفة لتمكين رواد الأعمال الشباب.
في هذا الاطار، أفاد أحمد كريم بن سالم، وهو أستاذ جامعي في الإعلامية الصناعية ومن بين المساهمين، أن هذا المركز الذي تم إنشاءه حديثًا هو شركة اجتماعية كانت في البداية فكرة لمجتمع رقمي صغير في الحمامات من أجل تحويل هذه الوجهة السياحية إلى وجهة رقمية بامتياز.
وأوضح بن سالم لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد أن هذه الشركة تهدف بالأساس إلى تشجيع الشباب من أصحاب الأفكار الخلاقة والمهارات إلى تجسيدها في شكل مشاريع، مضيفًا أن دور هذه الشركة يتمثل من خلال المساهمين فيها بتقديم الإحاطة بهؤلاء الشباب، ومرافقتهم في كامل مراحل إنجاز المشروع، بدءًا من الفكرة ووصولًا إلى مرحلة بعث المؤسسة.
وأشار بن سالم إلى أن هذا المركز التكنولوجي الرقمي المهيأ يهدف كذلك إلى إقامة برامج تكوينية لحضانة المؤسسات الناشئة وتدريب جيل جديد من رواد الأعمال، خاصة وأنه مدينة الحمامات شهدت مهاجرة كفاءات شبابية عالية نحو الخارج.
واعتبر أنه قد حان الوقت الآن لاستقطابها من أجل التفكير في بعث المشاريع في منطقتهم، وبالتالي الوصول إلى الهدف الأساسي، وهو جعل الحمامات معروفة بأنها حاضنة رقمية جذابة بفضل نوعية الحياة التي توفرها ونظامها البيئي السياحي والترفيهي.
ويسعى المساهمون والشركاء في هذا المشروع من خلال خبراتهم إلى تقديم دعم موجه لحاملي الأفكار المبتكرة والمبتدئين من رواد الأعمال الشباب وبناء قدراتهم وتعزيزها، كما فتح المجال لهم للتواصل مع الجهات المانحة وهياكل التمويل.
لا حاجة لاستئجار مساحة كاملة
يتيح هذا المشروع والفضاء الجديد لمن يسمون الآن الرُحّل الرقميين (digital nomads) محطة عمل مهمة للوقت الذي يحتاجون إليه في مساحة مجهزة تجهيزًا عاليًا في مكاتب مشتركة أو منعزلة ممتعة مع الخدمات والمرافق الملائمة.
في هذا الإطار قالت ألفة السكري، وهي أستاذة جامعية في الاقتصاد بإحدى جامعات فرنسا، ومستشارة خبيرة في التنمية، لمراسلة “تطبيق خبّر” إنها من بين المشجعين لفكرة إطلاق فضاء للشراكة في العمل الرقمي بمدينة الحمامات.
وأشارت السكري إلى أن هذا الفضاء الرقمي يمثل حاضنة للمؤسسات الناشئة والشبان للإحاطة بهم ومرافقتهم في إطلاق مشاريعهم، معتبرة أنه ليس فقط مكانًا للعمل بل كذلك فضاء لتبادل الأفكار والتجارب. وترافق ألفة السكري الشباب في بلورة أفكارهم لخلق المشاريع، وتقوم بتوجيههم خلال مراحل الإنجاز.
فرصة للتبادل والتشبيك بين الجمعيات وناشطي المجتمع المدني ورواد الأعمال
علاوة على كونه فضاءً يتيح الفرصة للشباب للالتقاء وتبادل الأفكار، فالمركز يمثل كذلك حاضنة للجمعيات، سواء لتنظيم الفعاليات أو تنظيم جلسات في إطار الاستعدادات لتنفيذ أنشطتها، وفق ما أفادت به إيمان الزيان، وهي ناشطة بالمجتمع المدني وعضوة مؤسسة نادي “الليو” بالحمامات.
ومن جهته، أكد الناشط بالمجتمع المدني بمدينة الحمامات مجدي خضيرة على أهمية هذا الفضاء الرقمي الذي يتيح فرصة التلاقي بين جمعيات المجتمع المدني لتبادل الأفكار والتحاور حول النشاطات المشتركة وعقد الاجتماعات والتحضيرات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفضاء الرقمي الخاص بالجمعيات والمؤطر للشباب الطموح الراغب في بعث مشروعه الخاص، يقام لأول مرة في مدينة الحمامات، وهو مكان عمل ممتع ومهني يقع في وسط المدينة بالقرب من الإدارات والبنوك والشركات، علاوة على كونه مكان عمل مشترك يتكيف مع احتياجات الرحل الرقميين (digital nomads)، ويبعد 100متر من البحر وبرج الحمامات والمطاعم والمقاهي والمتاجر.