أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من٢٥ أبريل  إلى ١ مايو ٢٠٢٢. الموافق ٣٠ رمضان ١٤٤٣ هـ. إلى العناوين:

  • بالنظر إلى إعلام القاعدة المنسلخ عن الواقع، نسأل: ماذا يفعل الظواهري؟ هل آن له أن يتنحى عن زعامة القاعدة؟  
  • الجولاني في إدلب ليلة العيد؛ المعارضون يقولون إنها ”مسرحية“ 
  • دراسة بريطانية: مصنع روسي لـ”الترولز“ يؤثر على الرأي العام العالمي

 

وضيفة الأسبوع، الدكتورة أماني غازي جرار، الباحثة الأردنية المتخصصة في أصول التربية السياسية والسلام والديمقراطية. الدكتورة أماني أستاذ مشارك في جامعة فيلادلفيا هنا في عمّان. وعضو مجلس البحث العلمي. ولها مؤلفات مهمة في فهم ومكافحة الفكر المتطرف. ومنها ”إرهاب الفكر وفكر الإرهاب“ الصادر في ٢٠١٨، ”والتعليم بوصلة التنمية المستدامة“ الصادر في ٢٠٢١، وشاركت في تأليف كتاب هو الأول من نوعه بالعربية بعنوان ”التربية الوطنية في الوطن العربي“ الصادر في ٢٠١٩. 

نسألها عن: ”التعصب والإرهاب كحالة فكرية تدميرية،“ وسبل ”مكافحة صناعة الفكر الإرهابي المتطرف؛” وأين أخطأنا في التربية بحيث استشرى الإرهاب في منطقتنا؟ 

المرصد 138 | هل آن للظواهري أن يتنحى عن زعامة القاعدة؟

د. أماني غازي جرار، الباحثة الأردنية المتخصصة في أصول التربية السياسية والسلام والديمقراطية.

الظواهري الغائب الغائب!

في ٢٩ أبريل، ٢٨ رمضان، نشرت مؤسسة السحاب المتخصصة في إعلام القيادة العامة للقاعدة تسجيلاً مرئياً ”جديداً“ لزعيم التنظيم أيمن الظواهري. التسجيل لم يحظ باهتمام حتى أشد مؤيدي القاعدة؛ فلم يكن أكثر من الجزء السادس من السلسلة الدعوية ”معاً إلى الله“ التي بدأت في سبتمبر ٢٠١٩. 

من نافلة القول أن إعلام القاعدة لم يعد يقول ما له قيمة أو يواكب أحداثاً عالمية أو يتطرق لمسائل مهمة للتنظيم وفروعه. والظواهري في صلب هذا الإعلام. وإن قال، أفسد. في ٥ أبريل، ظهر الظواهري في السحاب مشيداً بطالبة هندية مسلمة تحدت هندوساً استهزؤوا بحجابها. ما قاله الظواهري لم يخدم مسلمي الهند ولا تلك الطالبة التي استنكر والدها أن يذكرها إرهابي على الملأ. في المقابل، لا يتحدث الظواهري في مسائل تشغل أنصار التنظيم على الأقل. 

الخبيرة في شؤون الجهادية في BBC Monitoring، السيدة مينا اللامي، علّقت في حسابها على تويتر: 

”على الظواهري أن يعتزل من قيادة جماعة جهادية عالمية وأن يتفرغ للوعظ والفلسفة.“ وتسأل: ”هل كان (الإصدار الأخير) رسالة عيد، أو شيئاً عن الحرب في أوكرانيا، أو الانسحاب الفرنسي من مالي؟ كلا؛ بل متابعة لأفكار الظواهري عن الإلحاد.“ وتنتهي إلى أن الرجل ”غائب عن الواقع“ وتُذكّر بأنه ”في ٢٠١٧، دافع مسؤول في هيئة تحرير الشام عن قرار جبهة النصرة (آنذاك) فك الارتباط بالقاعدة دون استشارة الظواهري بأنهم حاولوا الاتصال بالرجل ولكنه لم يستجب لهم طوال ثلاث سنوات واضطروا إلى التصرف وحدهم.“

 

سجن سيئون

أكد تنظيم القاعدة في اليمن أنه أعد لهروب سجنائه من سيئون في ولاية حضرموت يوم ١٣ أبريل الماضي. الملاحم الذراع الإعلامية للتنظيم قالت إن تخطيطاً ”محكماً“ و“تنسيقاً“ امتد ”أكثر من شهر“ أفضى إلى تهريب السجناء العشرة، وكان من بينهم من وصفتهم بأنهم ”مجاهدون سابقون في أنصار الشريعة.“ وزارة الدفاع اليمنية كانت نشرت أسماء العشرة؛ وقالت إن منهم قياديين في التنظيم. وكنا نشرنا في حلقة سابقة صوراً لهؤلاء بحسب مصدر قريب من مكافحة الإرهاب في اليمن.

 

في عيد إدلب

عشية عيد الفطر، ظهر زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني وهو يتجول في أسواق إدلب فيما اعتبره المؤيدون استقبالاً شعبياً أطلقت فيه عِبارات ”حيو أميرنا.“ لكن معارضي الهيئة مثل حساب مزمجر الثورة السورية وصف الجولة ”بالمسرحية“ وقال إن ”أكثر من ألف أمني بلباس مدني“ هم الذين أحاطوا بالجولاني على أساس أنهم مدنيون. 

في الأسبوع الأخير من رمضان، تصاعدت الاحتجاجات ضد الهيئة. فلا يكاد يمر يوم دون أن يصدر بيان عن قرية أو محلّة يهاجم الهيئة ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين من معارضي الجولاني.

 

الفعل ورد الفعل

رداً على فيديو مجزرة التضامن الذي أظهر بشاعة النظام السوري وكيف قام عناصره بقتل مدنيين أبرياء في ٢٠١٣، قال حساب عبدالرحمن الإدريسي الموالي لهيئة تحرير الشام إن الرد الحقيقي على هذه المجزرة وغيرها ”هو بالإلتحاق بقوافل المجاهدين في  سوريا الذين يقاتلون (النظام) و حلفاءه الروس والإيرانيين … فشُعب التجنيد موجوده في كل منطقة في المحرَّر لإستقبال النَّافرين وتسهيل أمورهم ، و فصائل غرفة عمليات الفتح المبين أبوابها مفتوحة وعلى رأسهم  هيئة تحرير الشام.“

يرد معارضو الهيئة، مثل حساب السوري المهاجر، ويقول: ”كفاكم … كذبا على المشاعر. من حمى دوريات الروس واعتقل المجاهدين، ولم يسمح بفتح الجبهات؟ عن أي صائل تتحدث وأنتم تعتقلون من يفكر في ضربة لكي لا يزعزع سلطانكم ومناصبكم. ألا تعلم بأنكم السبب الرئيسي لتنفير الناس عن الجهاد … كيف للشباب أن يثق بكم وهم يشاهدون تقلبكم مرات ومرات.“ 

 

حراس الدين من جديد

نقلت حسابات مناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب نبأ خروج أبي عبدالله ابن أبي فراس السوري الذي اعتقلته الهيئة في يناير ٢٠٢١. 

أبو عبدالله هو قيادي في حراس الدين. والده أبو فراس كان المبعوث الخاص للظواهري للوساطة بين جبهة النصرة وداعش في ٢٠١٤. لاحقاً أصبح متحدثاً باسم النصرة. وقتل في غارة أمريكية في أبريل ٢٠١٦.

في صيف ٢٠٢٠، شنت الهيئة حملة واسعة ضد معارضيها وخاصة حراس الدين ممثلَ القاعدة في الشام. حملة الاعتقالات التي طالت الرموز مع الاغتيالات سواء التي قامت بها الهيئة أو التحالف أدت عملياً إلى القضاء على التنظيم. 

في الأسبوع الأول من أبريل الماضي، أفرجت الهيئة عن القيادي البارز في حراس الدين، أبي عبدالرحمن الحارثي المكي، عضوِ مجلس شورى التنظيم، الذي اعتقل في ٤ أكتوبر ٢٠٢٠، وحُكم خمسة أعوام في مارس ٢٠٢١ بتهمة تشكيل خلايا سرية ضد الهيئة. 

مصدر قريب من هيئة تحرير الشام قال لنا في أبريل إن إطلاق سراح المكي جاء ”لانتهاء محكوميته“ موضحاً أنه اشتُرط على الرجل عدمُ الانضمام إلى جماعة أو تشكيلُ أيِّ فصيل. وقد ينطبق الشرط ذاتُه على السوري. 

 

مصنع ”الترولز“

تدخل حرب روسيا على أوكرانيا شهرها الثالث. لا يبدو أن ثمة نهاية قريبة للحرب، لكن الماكينة الإعلامية الروسية تشارك في دعم الحرب. 

صحيفة الغارديان نشرت أن روسيا توظف ”Trolls“ في مصنع قديم في سينت بطرسبيرغ لاستهداف حسابات المؤسسات الإعلامية والسياسيين في العالم ونشر الدعاية المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

الـ Trolls هم ”المتصيدون“ الذين يتعقبون قصصاً أو أشخاصاً ويعلقون عليها أو يعيدون نشرها بطريقة تتناسب مع الرواية المكلفين بها. يضخون حجماً هائلاً من التعليقات والأخبار بحيث إن بحث شخص عن موضوع ذي صلة، وجههته الخوارزميات إلى تلك الرواية دون غيرها. 

المعلومات عن مصنع ”الترولز“ هذا جاءت في بحث مولته الحكومة البريطانية وسيُنشر قريباً. 

يضيف البحث أن هذا المصنع تابع لـ يفغيني بريغوجين، مؤسس وكالة الأبحاث الإنترنية المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام ٢٠١٦ التي فاز فيها دونالد ترمب. 

تقول الدراسة إن أكثر مواقع التواصل الاجتماعي المستهدفة بالترولز هي: الإنستغرام، واليوتيوب والتك توك والتلغرام من خلال شبكة اسمها Cyber Front Z: وألـ Z، هو رمز مؤيدي روسيا. 

 

فاغنر

منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، راجت أنباء بأن روسيا حوّلت جزءاً من نشاطات مرتزقة فاغنر من إفريقيا إلى أوكرانيا. لكن لا يبدو أن هذا دقيقاً.  

موقع Lawfare Blog المتخصص في الأمن الأمريكي نشر دراسة عن ”كيف تؤثر حرب روسيا في أوكرانيا على التدخل الروسي في إفريقيا؟“ وخلص إلى أن دور روسيا في دول مثل ليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي لم يتأثر لأن الأنظمة في تلك الدول تتعاون مع الفاغنر الروسي. وبالتالي فإن الحرب الروسية في أوكرانيا لم تؤثر على طموح روسيا العسكري والاقتصادي في إفريقيا. 

بحسب الباحثين جون ليتشنير، المفوض الأمريكي السابق لشؤون الحريات الدينية في العالم، وجلال حرشاوي، المتخصص في شؤون ليبيا، خلصا إلى أن روسيا ”تستعد لعقد صفقات أمينة مع دول إفريقية كما حدث مع مالي.“ وعليه على أمريكا أن تتبع سياسة مختلفة تجاه إفريقيا إن أرادت أن تحد من النفوذ الروسي هناك.