أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٨ إلى ٢٤ أبريل ٢٠٢٢ الموافق ٢٣ رمضان ١٤٤٣ هـ . إلى العناوين: 

  • مافيا باسم الدين … كيف شرعن داعش ”البلطجة“ بعد انهيار التنظيم في الباغوز 
  • وفي الذكرى التاسعة لوفاة الملا عمر مؤسس طالبان، كيف خدع بن لادن الرجل وجلب الدمار على أفغانستان
  • هل تسلمت تركيا دواعش محتجزين عند هتش في إدلب؟ 

ضيفا الأسبوع، 

  • الدكتور محمد صفر، استاذ مقارنة الأديان، مدير مركز دراسات الأقليات المسلمة. والباحث في قضايا الحركات الإسلامية. من مؤلفاته كتاب طالبان الأفغانية والمحاكم الصومالية: دراسة مقارنة؛ صادر عن مركز طروس لدراسات الشرق الأوسط في عام ٢٠١٩. وللدكتور صفر أبحاث منشورة مهمة مثل: مراجعات الجهاديين (جماعة الجهاد الإسلامي في مصر نموذجاً)، وبحث بعنوان: باكستان والديمقراطية.
المرصد 137| إلى أي درجة طالبان واهمون إذ يقللون من خطر داعش في أفغانستان؟ 

الدكتور محمد صفر، استاذ مقارنة الأديان، مدير مركز دراسات الأقليات المسلمة. والباحث في قضايا الحركات الإسلامية

  • السيد هاشم وحدتيار، مدير معهد شؤون عالمية في واشنطن، والمتحدث السابق باسم الأمم المتحدة في أفغانستان.
المرصد 137| إلى أي درجة طالبان واهمون إذ يقللون من خطر داعش في أفغانستان؟ 

السيد هاشم وحدتيار، مدير معهد شؤون عالمية في واشنطن، والمتحدث السابق باسم الأمم المتحدة في أفغانستان.

النعامة والرمل

في الأسبوع الثالث من رمضان، نفذ  تنظيم داعش سلسلة من الهجمات في أفغانستان كان أشدُها في الشمال: ففجر مسجداً في مزار الشريف، وأطلق صواريخ كاتيوشا باتجاه الأراضي الأوزبكية، وفجّر مفخخة قرب مطار Kunduz كندوز. وفي كابول، فجر مدرسة للأولاد. 

مسؤولو طالبان يقللون من خطر داعش ويقولون إن ”ظهر التنظيم مكسور.“ إلى أيِّ درجة هذا السلوك من جانب طالبان يقوي داعش؟ إلى أيِّ درجة طالبان واهمون بأنهم بسطوا الأمن في أفغانستان؟ 

الدكتور محمد صفر، أستاذ مقارنة الأديان، مدير مركز دراسات الأقليات المسلمة يعتبر أن داعش يمثل “خطورة كبيرة.” ويشرح أن طالبان تريد أن يستتب لها الأمن في أفغانستان؛ وأن أهم ما تقدمه طالبان هو ورقة الأمن “فهو منجزها الوحيد الذي تدعيه وداعش يضرب هذا المنجز.”

مافيا باسم الدين

نشر حساب ”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي“ مِلفاً عن ”الإدارة الاقتصادية“ لتنظيم داعش تحت عنوان ”مافيا باسم الدين.“ 

تُقدّم القناة لهذا الملف بالتعريف عن ”علي جاسم سلمان الجبوري“ باعتباره ”الإداري الأول“ في التنظيم المسؤول عمّا عُرف ”بالتجربة الاقتصادية؛“ وهي نموذج من ”مزاحمة عباد الله في لقمة عيشهم بفرض الأتاوات والمكوس … بالقتل والنهب والابتزاز“ بما يُفضي إلى مدّ التنظيم بالموارد اللازمة ”للخروج من الأزمة المالية الخانقة“ التي مرّ بها بعد الباغوز. 

وقبل استعراض ما جاء في الوثائق التي نشرها الحساب، ومن باب إثبات مصداقية هذه الوثائق، يشير المسؤولون عن القناة إلى مسائل تتعلق باسم الجهة المرسلة وكيف تغيرت في سبتمبر ٢٠٢٠ من مكتب إدارة الولايات البعيدة إلى مكتب الإدارة العامة للولايات. يتطرق الحساب أيضاً إلى مسألة غياب الختم الرسمي عن بعض الوثائق.  

نفهم من الوثائق المنشورة أن التنظيم حاول ”تصدير التجربة العراقية كنموذج لتحصيل الاكتفاء الذاتي للولايات وحتى لا ترجع للقيادة لطلب المال. علاوة على ذلك، تصبح الولايات مصدر تمويل لمركز التنظيم بدلاً من العكس.“ 

ولتحقيق هذا، أنشأ التنظيم ما يُسمى بالمكاتب  الاقتصادية التي تقوم على: تهيئة كوادر لتهديد التجار وإجبارهم على دفع الأتاوات؛ وتفعيل الرعب في المناطق السنية بالتفجيرات والاغتيالات؛ وتخصيص شرعيين ”لإعطاء ممارسات ‘التشليح‘ صبغةً دينية.“

في إحدى الوثائق، نقرأ أن القائمين على هذه المكاتب يدركون أن حجتهم باستحقاق هذه الأموال من الناس ”كزكاة“ أو مساهمة في ”جهاد“ غير منطقية، ناهيك عن أن تكون شرعية. فالمستهدفين لا يعيشون ”في كنف“ داعش، فكيف يُطالبون بزكاة أو حتى هبة؟ ودليل هذا الفصام هو أن داعش يطلبون الأموال في الخفاء من خلال اتصالات سرية وبعد اتخاذ احتياطات أمنية حتى لا تُكشف هوياتهم. كيف يختلف هذا عن الحرامي؟  

ثم إنهم يُقرّون بأن ”المستهدفين هم سنة من عوام المسلمين من التجار وأصحاب رؤوس الأموال والحرفيين“ إلا أن التنظيم يعتبر ”عدم الدفع مناط لتكفيرهم وقتلهم.“ فيستخدمون البسطاء العاملين في الشركات المستهدفة ورقة ضغط على أصحاب هذه الشركات لدفع المال المطلوب. وفي المحصلة، يعترف داعش بقتل العمّال في سبيل الحصول على هذا المال. 

مسألة أخرى نقرأها في هذه الوثائق هو أن ” القيادة العامة غير راضية عن تثاقل الولايات البعيدة عن البدء بعمليات الجباية (التشليح).“ ومن قبيل ذلك أيضاً أنْ  رفعَ التنظيم ”حصة الجابي“ من ١٪ من مداخيل ”التشيليح“ إلى ٢٪ تحفيزاً لهم. 

وتلحظ القناة تناقض داعش ومأزقه الأخلاقي والديني. فبينما كانوا يؤسسون مكاتب وكوادر لإجبار الناس ”بحد السيف“ على دفع الأتاوات – أي ”التشليح – كان عناصر التنظيم يتفاخرون بقتل قطاع طرق بتهمة التشليح.  وتخلص إلى أن ”سطو قطاع الطرق غير المنتمين (لداعش) يسمى تشليحاً وسطو قطاع الطرق المنتمين لداعش فهو جهاد.“

الملا عمر 

صادف هذا الأسبوع مرور تسعة أعوام على وفاة الملا عمر مجاهد الذي أسس جماعة طالبان في العام ١٩٩٤. توفي الرجل في ٢٠١٣، لكن الجماعة أخفت نبأ وفاته بسبب خلافات على السلطة واضطرت بعد عامين في ٢٠١٥ إلى تأكيد النبأ بعد أن كشفت عنه الحكومة الأفغانية. 

في حفل تأبين أقيم له في كابول، تحدث مسؤولو طالبان عن وفاته وأكدوا أن الرجل مات بعد إصابته بمرض السُّل. في الماضي، كانوا يقولون إنه توفي من مرض غامض. أمر غامض آخر ظل محل جدل تعلق بمرقده الأخير. 

الحكومة الأفغانية السابقة قالت إنه تُوفي في باكستان؛ فيما يقول طالبان إنه توفي في أفغانستان. الصحفية والباحثة الهولندية بيتي دام Bette Dam كشفت في كتاب لها عن أن الملا عمر توفي في قرية قرب كندهار ودفن هناك. 

أنصار القاعدة يدينون بالولاء والبيعة للملا عمر ومن جاء بعده. إلا أنهم يغيّبون حقيقتين: 

الأولى، هي أن طالبان اليوم لا تعترف بأي بيعة قدمتها القاعدة ممثلة بزعيمها أيمن الظواهري. والثانية هي أن الملا عمر الذي أوصل طالبان إلى كابول، ضحى بالشعب الأفغاني بسبب خدعة قام بها أسامة بن لادن. الملا عمر لم يكن راضياً عن هجمات سبتمبر ولم يوافق عليها. وذكر هذا في مذكرات أبي بصير الوحيشي زعيم قاعدة اليمن. وذكره أبو حفص الموريتاني مسؤول اللجنة الشرعية في القاعدة إبان الهجمات والذي استقال احتجاجاً عليها. وبإمكانكم الرجوع إلى مقابلة كاملة أجريناها مع الرجل في ٢٠١٣ وتحدث عن هذه المسألة. 

صوت

داعش الهيئة

نشر الإعلام التركي صورة لاثنين قال إن جهاز الاستخبارات MiT ألقى القبض عليهما فيما وُصفت ”بالعملية الأمنية“ في سوريا وإن الاثنين ينتميان لتنظيم داعش وكانا ”يستعدان لتنفيذ عملية إرهابية ضد تركيا.“ 

معارضو هيئة تحرير الشام في إدلب اتهموا الهيئة ”بتسليم المهاجرين.“ حساب مزمجر الثورة السورية قال إن الرجلين معتقلان لدى الهيئة منذ عام وإنه لا علاقة لهما بداعش وإنما هما تابعان لأبي ذر المصري المنشق أو المطرود من حراس الدين فرع القاعدة في الشام. حساب أبو يحيى الشامي، المعارض، نقل أن أحد الاثنين ينتمي إلى جماعة ”جند الله“ التابعة لأبي فاطمة التركي الذي طردته الهيئة من جبل التركمان في نوفمبر الماضي (٢٠٢١). أما الثاني فقال الحساب إنه ”يعمل مع الهيئة واسمه عبدالله كردي.“ حساب أس الصراع في الشام قال إن ما كان يحدث خفية بات اليوم يحدث علانية، ويقصد تسليم ملف المقاتلين المهاجرين إلى الجهات الدولية. قناة أبي محمد نصر تساءلت: ”هل سيكون تسليم ‘المهاجرين‘ لبلادهم، هو ورقة التوت الأخيرة والتي بسقوطها ظهور لحقيقة ‘القيادة‘ في إدلب (أي هيئة تحرير الشام) وما تقدمه من خدمات، أم أن هناك ما هو أعظم؟“ 

وريث القسام

في منشور بتاريخ ٢٣ أبريل ٢٠٢٢، أعلن الحساب الموالي للقاعدة ”وريث القسام“ عن إغلاقه ”إلى أجل غير مسمى“ بعد سبعة أعوام من انطلاقه. الحساب لم يوضح سبب الإغلاق. في العام الأخير، تعرض الحساب على التلغرام للإغلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يعود بأسماء مختلفة. في العامين الأخيرين، كان لهذا الحساب دور في تعزيز إعلام القاعدة المتأخر والمشتت. بالرغم من هذا، أثار جدلاً غيرَ مرة في أوساط أنصار القاعدة من قبيل نقده طالبان، ومهاجمته شخوصاً معروفين بتأيدهم التيار القاعدي في الشام، وترويجه لما قال إنه فتوى المقدسي بتكفير هيئة تحرير الشام في قضية الخلاف الشهير بين المقدسي والهيئة في أكتوبر ٢٠٢٠. حساب قاعدي وازن آخر هو رد عدوان البغاة أعلن في نوفمبر الماضي (٢٠٢١) أنه أغلق بعد تهديدات من هيئة تحرير الشام.