القيود ستصعب على المراهقين الوصول إلى المحتوى الحساس مثل الانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل

في استجابة للضغوط المتواصلة، فرضت شركة ميتا مزيدًا من القيود على المحتوى “الحساس” المخصص للمراهقين على منصات إنستغرام Instagram وفيسبوك Facebook.

ويأتي القرار بعد تزايد الضغوط من الجهات المنظمة في جميع أنحاء العالم على شركة “ميتا” مالكة فيسبوك وإنستغرام لفرض مزيد من الحماية على الأطفال، ومنع وصولهم إلى المحتوى الضار عبر منصاتها.

وقالت الشركة، في منشور عبر مدونتها، إنها ستفرض على المراهقين أشد قيود ضبط المحتوى في هذه التطبيقات، وستقيد أيضًا مصطلحات البحث الإضافية في تطبيق إنستغرام للصور.

وعادة يتم تعريف المراهقين على المنصات، على أنهم أقل من 18 عامًا، بناءً على تاريخ الميلاد الذي يقدمونه عند التسجيل.

المحتوى “الحساس”

وبموجب القيود الجديدة، سيكون من الصعب على المراهقين العثور على محتوى حساس مثل الانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل، عندما يستخدمون ميزات مثل البحث والاستكشاف عبر إنستغرام، وفق ما أعلنت ميتا.

وذكرت الشركة التي يديرها مارك زوكربيرغ أنها الآن “ستمنع المراهقين من رؤية أنواع معينة من المحتوى عبر فيسبوك وإنستغرام، حتى لو كان من الأصدقاء أو الأشخاص الذين يتابعونهم.

وأضافت الشركة أن هذا النوع من المحتوى الذي سيصعب الوصول إليه سيتضمن محتوى يناقش الانتحار أو إيذاء النفس، بالإضافة إلى العري أو البضائع والسلع المحظورة.

وتشمل السلع المحظورة على إنستغرام منتجات التبغ والأسلحة، بالإضافة إلى الكحول ووسائل منع الحمل والإجراءات التجميلية وبرامج إنقاص الوزن، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

وقالت ميتا أيضًا إنها ستوسع سياستها لإخفاء النتائج لتشمل عمليات البحث المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس لتشمل المزيد من المصطلحات.

ومن المقرر أن تساعد هذه الإجراءات، المتوقع تنفيذها خلال الأسابيع المقبلة، في تقديم تجربة مناسبة أكثر للأعمار الصغيرة.

ويمكن اعتبار هذه التغييرات وسيلة ميتا لمعالجة المخاوف بشأن تأثير منصاتها على المراهقين وربما تجنب المزيد من الإجراءات القانونية.

وتكمن الفائدة المحتملة من وراء هذا القرار في الحد من تعرض المراهقين للمحتوى الضار، ما يمكن أن يحسن صحتهم العقلية ورفاههم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد خيارات الخصوصية المتزايدة في حمايتهم من التفاعلات غير المرغوب فيها والمحتالين عبر الإنترنت.

دعوى قضائية

وتتعرض ميتا لضغوط في كل من الولايات المتحدة وأوروبا بسبب مزاعم بأن تطبيقاتها تسبب الإدمان وساعدت في تأجيج أزمة الصحة العقلية لدى الشباب.

ورفع المدعون العامون في 33 ولاية أمريكية، بما في ذلك كاليفورنيا ونيويورك، دعوى قضائية ضد الشركة في أكتوبر الماضي، قائلين إنها ضللت الجمهور بصورة متكررة بشأن مخاطر منصاتها.

قيود على المحتوى "الحساس" المخصص للمراهقين عبر فيسبوك وإنستغرام.. ما الفائدة؟

وفي أوروبا، طلبت المفوضية الأوروبية معلومات حول كيفية حماية ميتا للأطفال من المحتوى غير القانوني والضار.

وجاءت الضغوط التنظيمية في أعقاب شهادة في مجلس الشيوخ الأمريكي أدلى بها موظف سابق في شركة ميتا زعم أن الشركة كانت على علم بالأضرار الأخرى التي يواجهها المراهقون على منصاتها، لكنها أخفقت في اتخاذ إجراءات ضدهم.

ودعا الموظف الشركة إلى إجراء تغييرات في التصميم على فيسبوك وإنستغرام لدفع المستخدمين نحو سلوكيات أكثر إيجابية وتوفير أدوات أفضل للشباب لإدارة التجارب غير السارة.

ولطالما شكّل الأطفال فئة جذابة للشركات التي تأمل في استقطابهم بصفتهم مستهلكين في الأعمار التي قد يكونون فيها أكثر قابلية للتأثر وترسيخ الولاء للعلامة التجارية.

وفيما يخص شركة ميتا التي كانت في منافسة شرسة مع تيك توك للمستخدمين الصغار في السنوات القليلة الماضية، قد يساعد المراهقون في تأمين مزيد من المعلنين الذين يأملون أن يستمر الأطفال في شراء منتجاتهم عندما يكبرون.

تكتيكات نفسية

وتتهم الشكاوى أيضًا ميتا باستخدام تكتيكات نفسية إضافية لجعل الناس يستخدمون منصاتها، لاسيما إنستغرام، بشكل متكرر، والفشل في حماية المستخدمين الشباب والمعرضين للخطر، وفقاً لبيان صحفي سابق صادر عن مكتب بيسلي ألن للمحاماة، في نوفمبر 2022.

وأضاف أنهم “نفذوا خوارزميات معقدة مصممة لتشجيع الوصول المتكرر إلى المنصات والتعرض المطول للمحتوى الضار”.

وأشارت شركة المحاماة إلى جلسة استماع في مجلس الشيوخ في 5 أكتوبر 2021 تضمنت شهادة من فرانسيس هوغن، المُبلغ عن المخالفات على فيسبوك، الذي اتهم ميتا بإعطاء الأولوية للربح على محاولات وقف الأذى العام.

قيود على المحتوى "الحساس" المخصص للمراهقين عبر فيسبوك وإنستغرام.. ما الفائدة؟

فقد وجدت دراسة أن 32٪ من الفتيات المراهقات اللواتي “شعرن بالسوء حيال أجسادهن” قلن إن إنستغرام زاد الأمر سوءًا.

يذكر أن صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت نقلاً عن مستندات فيسبوك أن أكثر من 40٪ من مستخدمي إنستغرام تقل أعمارهم عن 22 عاماً، ويستخدم حوالي 22 مليون مراهق التطبيق يوميًا.

وقال 4 من كل 10 مراهقين إنهم ينشرون فقط على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يظهروا بشكل جيد للآخرين، فيما قال أكثر من نصف المراهقين الذين شملهم الاستطلاع إن لديهم مستخدمين آخرين “غير أصدقاء” أو “غير متابعين” بسبب التنمر.

وأشارت الشكاوى المختلفة إلى أزمة الصحة العقلية المتزايدة بين شباب الولايات المتحدة والتي يبدو أنها مرتبطة بصعود التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.