الذكاء الاصطناعي يُغير مجال التسويق بسرعة كبيرة

بخطى ثابتة، يزحف الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence) إلى قطاعات عديدة كانت في السابق حكرًا على البشر، آخرها مجال الدعاية والإعلان، ما يشكل تهديدًا للعديد من الوظائف في المستقبل.

وكشفت شركة “دبليو بي بي” WPP أكبر وكالة إعلانية في العالم، عن تعاونها مع شركة إنفيديا Nvidia لصناعة الرقائق، لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لصياغة حملاتها الدعائية.

وأصبحت “إنفيديا” شركة أشباه الموصلات الأكثر قيمة في العالم كمورد رئيسي للرقائق وأنظمة الحوسبة للذكاء الاصطناعي.

وبموجب هذه الشراكة التي تم الإعلان عنها خلال معرض كمبيوتكس تايبيه، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ عن مولد المحتوى الجديد لشركة “دبليو بي بي”.

ويستهدف المولد إنشاء منصة للمحتوى التكويني المدعوم بالذكاء الاصطناعي للإعلان الرقمي.

والمنصة هي أحدث مثال على كيفية سرعة استغلال الشركات الكبرى للذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وتقديم منتجات جديدة للعملاء.

الذكاء الاصطناعي يقتحم مجال الدعاية والإعلان.. هل يُغيّر عالم التسويق؟

وقالت “دبليو بي بي” إن منصتها الجديدة تتفوق على الأساليب الحالية المتمثلة في جعل الأشخاص ينشئون يدوياً مئات الآلاف من أجزاء المحتوى باستخدام بيانات متباينة قادمة من أدوات وأنظمة غير متصلة.

وتعني التكنولوجيا الجديدة أن الفرق الإبداعية الأصغر بشكل ملحوظ ستكون قادرة في النهاية على القيام بالقدر نفسه من العمل.

وأوضحت “دبليو بي بي” أن المنصة ستمكن فرقها الإبداعية من دمج المحتوى من مؤسسات مثل أدوبي وغيتي إيمجيز مع الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج حملات إعلانية أكثر كفاءة وعلى نطاق واسع، وهذا سيمكن الشركات من إنتاج كميات كبيرة من المحتوى الإعلاني مثل الصور أو مقاطع الفيديو أكثر تخصيصاً وتفاعلية.

إعلان شديد الدقة بتكلفة أقل

وخلال عرض توضيحي قدمه هوانغ صممت المنصة الجديدة لـ”دبليو بي بي” لقطات واقعية لسيارة تسير عبر الصحراء.

وتعني منصة المحتوى الجديد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي أنه يمكن وضع السيارة نفسها في أحد شوارع لندن أو تصويرها في ريو دي جانيرو لاستهداف السوق البرازيلية، كل ذلك دون الحاجة إلى تكلفة الإنتاج على أرض الواقع.

كما يمكن تكييف الحملات الإعلانية بسرعة على مختلف البلدان أو المدن، يمكن أيضاً تخصيصها لقنوات رقمية مختلفة مثل فيسبوك أو تيك توك.

وقال نائب رئيس برامج المطورين في إنفيديا جريج إستس لشبكة “CNN”: “يمكنك إنشاء حملات شديدة الدقة لتتوافق مع الجمهور.. ومن ناحية أخرى يمكنك إنشاء سيناريوهات خيالية لم تكن موجودة في الحياة الواقعية”.

عالم التسويق يتغير

ويشعر الكثير من العاملين في مجالي الإعلان والإعلام بالقلق إزاء التهديدات التي تتعرض لها وظائفهم بسبب الطريقة التي يستطيع بها (Artificial intelligence) تجميع المعلومات وإنشاء محتوى مرئي لا يمكن تمييزه عن التصوير الفوتوغرافي.

وتستخدم وكالات الإعلان بالفعل الذكاء الاصطناعي في التخطيط الإعلامي والشراء.

من جانبه، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة “دبليو بي بي” مارك ريد، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير عالم التسويق بسرعة لا تصدق، كما أنه سيغير الطريقة التي تنشئ بها العلامات التجارية محتواها التجاري.

وأضاف ريد: من الأسهل بكثير تحديد الوظائف التي سيكدر صفوها (Artificial intelligence) أكثر من تحديد الوظائف التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي”.

وتابع: “لقد طبّقنا الذكاء الاصطناعي كثيراً في أعمالنا الإعلامية، على العكس طبقناه بشكل محدود للغاية في الأجزاء الإبداعية من أعمالنا”.

وفي أبريل الماضي، تمكن أحد الهواة من إنشاء أول إعلان بيتزا تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

واستغرق إنشاء هذا الإعلان 3 ساعات فقط، واستخدم فيه برنامج الدردشة الشهير ChatGPT لكتابة سيناريو الإعلان، فيما استخدم فيه برنامج Midjourney لتوليد الصور، وكلاهما يعملان بالذكاء الاصطناعي.