يكشف مشاعر البشر.. الذكاء الاصطناعي العاطفي قيد الدراسة

اهتمت العديد من التقارير العالمية خلال الفترة الماضية بما يُعرف بتقنية الذكاء الاصطناعي العاطفي، وهو أحد مجالات علوم التكنولوجيا والكمبيوتر التي تُساعد الآلات على فهم المشاعر الخاصة بالبشر، والغرض من هذه العملية هو تمكين الأجهزة الإلكترونية والآلات من خدمة الإنسان بصورة أفضل.

وإلى ذلك، هل تخيلت أن تتفهم الآلات الإلكترونية والتكنولوجية مشاعرك، وما إذا كُنت حزينًا أو سعيدًا أو غاضبًا أو مُحبًا؟. هذا ما يبحث عنه العلماء الذين يتوقعون أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على فهم البشر أكثر من البشر أنفسهم في المُسقبل.

الذكاء الاصطناعي العاطفي والرعاية الصحية

واستنادًا لمقالٍ لمجلة “فوربس” الأمريكية، فربما تكون بداية الذكاء الاصطناعي العاطفي بمجال الرعاية الصحية، حيث يُمكن لهذه التطبيقات التكنولوجية أن تكون مؤثرة بشكلٍ كبير.

وبحسب خبراء فهناك أنواع من التكنولوجيا التي تتمتع بإمكانيات كبيرة في تشخيص المريض، ويُمكن استخدامها لرصدِ مشاعر الشخص المُصاب بالسرطان على سبيل المثال.

أيضًا الأشخاص الذي يُعانون من الخرف، ربما يكون الذكاء الاصطناعي العاطفي هو من أبرز الحلول التي تُساعدهم على العلاج أو التأقلم مع مرضهم، حيث يواجهون صعوباتٍ في فهم حالتهم العاطفية، بل وأكثر من ذلك في توصيل شعورهم إلى القائمين على رعايتهم، وهو ما يضع عبئًا على القائمين برعايتهم.

الذكاء الاصطناعي العاطفي.. تكنولوجيا مرتقبة لقراءة المشاعر تثير العديد من المخاوف

هل يُمكن حقًا تحقيق ذلك؟

وفقًا لما نشرته صحيفة “واشنطن بوست“، ورغم أن الذكاء الاصطناعي هيمن بشكلٍ كبير على حياتنا الاجتماعية والاستهلاكية، إلا أن الوقع يختلف بشكل كبير.

فعلى سبيل المثال الخوارزميات الخاصة بـ “فيسبوك”، والتي تُروج أحيانًا للكراهية للحصول على المزيد من المشاهدين لا تقدم في الكثير من الأحيان يد المساعدة في حل مثل هذه المشاكل.

وفي المقابل، أنشأ عالم البيانات السابق لدى “غوغل” آلان كوين، شركة أبحاث تُسمى “Hume AI”، ويزعم أنها ربما تُساعد في جعل الأعمال الفوضوية للذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية وتعاطفًا.

ردود الفعل

وبمُجرد تناول هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، قام النشطاء بالتعبير عن آرائهم إزاء تلك التقنية، فمنهم قال إن العالم لا يحتاج للذكاء الاصطناعي من أجل التعرف على مشاعر البشر، بل الإنسان وحده هو القادر على أن يقترب من ذاته لمعرفة حالته بصورة أفضل، مؤكدًا: “لا نحتاج لتكنولوجيا لتساعدنا على فهم أنفسنا”.

أيضًا علّقت أخرى قائلة: “هذه التقنية ربما تكشف مشاعري السلبية لمديري في العمل، وهو ما يدفعه لاستخدامها ضدي في المُراجعات السنوية لتبرير عدم رفع راتبي مرة أخرى”.

فيما سخر آخرون، وقال أحدهم: “الأمر لن يكون حقيقي خاصة وأن الذكاء الاصطناعي قد يحكم على المشاعر من خلال تعابير الوجه فقط، دون الخوض بُعمقٍ في تفاصيل البشر المُعقدة”.

أما البعض أيّد الفكرة، ونظر إلى بمنظورٍ سينمائي، حيث أشار أحد نشطاء موقع “تويتر” قائلًا: “هذه أداة رائعة كونها تجعل المُخرج يتأكد من أن الممثل يظهر رد الفعل والمشاعر الصحيحة التي تتناسب مع الدور الذي يؤديه”.