ChatGPT ينجح في اختبار الطب الأمريكي

حصل برنامج “تشات جي بي تي” الذي يُنتج نصوصاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، على درجة قريبة من تلك المطلوبة لاجتياز امتحان طبي صعب في الولايات المتحدة، على ما أفادت دراسة نُشرت الخميس الفائت.

وأطلقت شركة “أوبن إيه آي” الناشئة في كاليفورنيا روبوت محادثة في نوفمبر الفائت، لاقى نجاحاً واسعاً وأحدث ضجة كبيرة نظراً إلى سهولة استخدامه، وكذلك كونه قادراً على خوض محادثة شبيهة بالحوار بين البشر، وعلى الإجابة على الأسئلة التي تُطرح عليه بصورة دقيقة نوعاً ما، وحتى على كتابة روايات أو قصائد في ثوانٍ.

وفي إطار الدراسة المنشورة في مجلة “بلوس ديجيتل هيلث”، فقد تولى باحثون من شركة “أنسيبل هيلث” اختبار آداء البرنامج في امتحان يُجرى عادةً لطلّاب الطب في الولايات المتحدة، ويتضمن أسئلة في مجالات مختلفة، كالمعارف العلمية والمنطق السريري وأخلاقيات علم الأحياء، وسوى ذلك.

الخيال أصبح واقع.. ChatGPT ينجح في امتحان أمريكي للطب

وينقسم ذلك الامتحان المُسمّى “فحص الترخيص الطبي في الولايات المتحدة”، إلى 3 أجزاء، يخضع الطلاب لأوّلها بعد نحو عامين من الدراسة، وللثاني بعد 4 سنوات، في حين ينبغي أن ينجحوا في الثالث كي يتمكنوا من مزاولة الطب.

وخضع “تشات جي بي تي” لاختبار على 350 سؤالاً من أصل 376 منشورة على موقع “فحص الترخيص الطبي في الولايات المتحدة”، وهي تلك التي تَضَمنَها امتحان يونيو 2022. واستُبعِدت من الأسئلة تلك القائمة على الصور.

وتوزعت الأسئلة على 3 أنواع، أحدها الاسئلة المفتوحة (“ما هو التشخيص لذلك المريض في ضوء المعلومات المقدمة”؟، وأخرى يمكن اختيار الإجابة عنها من مجموعة اقتراحات من دون الحاجة إلى تعليل (“ما هي الخطوة التالية الأنسب للمتابعة من بين ما يأتي”؟)، وفئة ثالثة يمكن اختيار الإجابة عنها من مجموعة اقتراحات مع تعليل (“ما هو السبب الأكثر احتمالا لأعراض المريض الليلية؟ اشرح ما استندت إليه في إجابتك”).

وقد تولى فاحصان تصحيح أجابات “تشات جي بي تي” ووضع العلامات، فيما فصل ثالث في الفوارق بينهما. وراوحت نسبة إجاباته الصحيحة بين 52,4 في المئة و75 في المئة، علماً أنّ النسبة المطلوبة عموماً للنجاح في الامتحان هي 60 %.

وخلصت الدراسة إلى أنّ “تشات جي بي تي” يقترب من هامش النجاح”. واعتبرت الباحثة في جامعة مدريد المستقلة لوثيا أورتيث دي ثاراتيه أنّ تلك الدراسة تبيّن “إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي”. ورأت أنّه “يمكن أن يكون مفيداً للأطباء عندما يتولون التشخيص ووصف العلاج”.

وأظهرت دراسة أخرى أجريت في كانون الثاني/يناير الفائت أنّ في وسع “تشات جي بي تي” أن يجتاز امتحانات إحدى كليات الحقوق الأميركية، ولو حلّ في المركز الأخير في ترتيب الطلاب الناجحين.