حقائق بارزة تُكشف عن المومياوات المصرية الملكية.. السر لدى فريق بحثي شاب

شهدت مصر، أمس السبت، عملية نقل 22 من المومياوات المصرية الملكية في موكب ضخم حظيَ باهتمام وسائل الاعلام العربية والدولية.

ومع بروز هذا الحدث بشكل كبير، إلا أن التحضيرات له هامة جداً، خصوصاً أنها أفضت الى اكتشافات جديدة غير متوقعة.

وقام فريق بحثي مصري يضم عدداً من الشباب ضمن “مشروع المومياء المصرية”، بفحص المومياوات باستخدام الاشعة المقطعية وعلوم الأنثروبولوجية والوراثة الجزيئية، وذلك للتأكد من إمكانية نقلها بأمان إلى مقرها الجديد وعرضها بشكل لائق.

وفي الواقع، فقد قام هذا الفريق بفحص مومياء توت عنخ آمون بالإضافة إلى 21 مومياء ملكية، من ضمنها رمسيس الثاني.

الفريق البحثي تمكّن من اعادة اكتشاف تفاصيل حياة معظم المومياوات المصرية

أما الأمر الأبرز فهو أنّ الفريق البحثي تمكّن من اعادة اكتشاف تفاصيل حياة معظم تلك المومياوات، وفي مقدمتهم الملك سقنن رع، ثم رمسيس الثالث، الذي مات نتيجة مؤامرة بين زوجته وابنه، كما أظهرت الأشعة المقطعية.

وفعلياً، فإن هناك 3 أهداف رئيسية عند فحص أي مومياء، وهي اكتشاف ظروف وفاتها، وطريقة التحنيط، ونقاط القوة والضعف فيها، وفق ما ذكر زاهي حواس، عالم الآثار المصري وأحد مؤسسي مشروع المومياء المصرية.

وتم تأسيس مشروع المومياء المصرية قبل نحو 16 عاماً من قبل عدد من الباحثين المصريين على رأسهم حواس، وقدم المشروع، الممول ذاتياً من قبل أعضائه، دراسات علمية حول عشرات القطع الأثرية تم نشرها في العديد من الدوريات العلمية وكان لها دوراً في كشف العلاقات الأسرية بين المومياوات، والتسلسل الجيني لها، واكتشاف الأسباب الحقيقية لوفاة بعضها.

وباستخدام الأشعة المقطعية، نجحت سحر سليم، عضو الفريق البحثي، في التعرف على ظروف مقتل الملك “سقنن-رع”، في أيار/ مايو 2019 بعدما وضعته على جهاز الأشعة المقطعية والتقطت له أكثر من 2000 صورة.

وانضمت الباحثة المصرية لمشروع “المومياء المصرية” بعد عامٍ واحد من إطلاقه عقب عودتها لمصر من رحلتها الدراسية في جامعة “ويسترن أونتاريو” الكندية التي درست فيها تخصص الأشعة المقطعية، بحسب ما ذكر موقع “al-fanarmedia“.

أما آخر اكتشافات سليم في المشروع، فكان التوصل لمعرفة وفاة مريت آمون ابنة الملك سقنن – رع من الأسرة الـ17، بعدما وضعتها داخل جهاز الأشعة المقطعية، والتي أظهرت وفاتها بنوبة قلبية منذ ثلاثة آلاف عام.

وفي هذا الإطار، تقول سليم: “لقد كشف فحص صور الأشعة أن تصلباً شديداً في شرايين القلب التاجية أدى إلى موت الأميرة المصرية فجأة بنوبة قلبية”.

ومع هذا، فقد كشفت سليم أنّ “الفحص أيضاً أظهر موت الأميرة في العقد السادس من العمر، وهي على وضع جسمها المحنط الحالي”.

إلى ذلك، يعمل يحيى زكريا جاد، عالِم الوراثة الجزيئية والباحث في المركز القومي للبحوث في مصر، على توظيف واستخلاص الحمض النووي الريبي من داخل المومياوات المصرية، وفحص المواد الجينية المحفوظة من بقايا الكائنات الحية القديمة.

وبدوره، يقول جاد: “نقوم باستخلاص عينات الحمض النووي عادة من العظام والأسنان والأنسجة الرخوة للمومياوات، إذ يساعدنا تسلسل الحمض النووي وعلاماته على اكتشاف العلاقات الأسرية، والأمراض المسببة لبعض الأعضاء في القطع الأثرية، لكن ندرة البيانات الجينومية المنشورة عن المصريين القدماء أمر مؤسف”.

شاهد أيضاً.. موكب مهيب لـ”المومياوات المصرية الملكية” يعبر القاهرة إلى المتحف الجديد في الفسطاط