أخبار الآن | الهند – vice

بات ملايين الأشخاص حول العالم يستخدمون تطبيق “تيك توك“، الذي يُعتبر منصّة الكثيرين للتعبير عن العديد من المواقف في فيديوهات قد تحمل قالباً طريفاً.

ومع تفشي فيروس “كورونا”، بدا الإقبال على “تيك توك” كبيراً وبشكل مفاجئ، وهو الأمر الذي فرض تساؤلات حول مدى توجّه الناس باتجاه هذه المنصة. وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة بريرنا كوهلي، وهي طبيبة علم نفس سريري في نيودلهي، أننا “نشهد في هذه الفترة زيادة في القلق والاكتئاب والخوف أو رهاب المجهول، وجميعنا نمرّ بموجة من الوحدة والعزلة بعدما انقطعنا عن أصدقائنا والعالم الخارجي في هذه الأوقات غير المسبوقة. قد يعيدنا الوباء إلى مرحلة سابقة في تسلسل هرم ماسلو للإحتياجات، ويمكن للفيروس الجديد والواقع القائم أن يتركنا عالقين في محاولة تلبية احتياجات احترام الذات”.

واعتبرت أنّ “التحول إلى تيك توك سببه أنه يوفر إشباعاً فورياً وتقديراً للنفس”، وتضيف: “تتوق الأجيال الشابة التي نشأت في ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي إلى هذا الأمر بعد انقطاعها عن العالم الخارجي، لذلك يتحولون إلى تطبيق تفاعلي شائع وقائم على الرؤية مثل تيك توك”.

وبحسب كوهلي، “يمكن أن يكون استخدام تيك توك هو طريقة للتغلب على أي مشاعر غير واعية لقلة تقدير الذات في هذه الأوقات غير المستقرة. فالتطبيق سهل الاستخدام ولا يتطلب المحتوى الكثير من المواهب أو الدراية، وهو الأمر الذي يسمح للمستخدمين بالوصول إلى جميع أنواع الحشود”.

وقد يتحوّل “تيك توك” إلى إدمان، لأنه يخلق رغبة متزايدة في الحصول على الإعجابات والاهتمام من الآخرين. كذلك، فإنه يعمل على آلية الثواب والعقاب، والإعجابات هي المكافأة، في حين أن عدم الحصول على ما يكفي منها يبدو وكأنه عقاب. ولذلك، فإن الأمر هذا يحفز المستخدم على التفاعل مع التطبيق لزيادة المكافأة التي يحصل عليها عبره.

ووفقاً لكوهلي، فإنّ “استخدام تيك توك قد يؤدي إلى إطلاق الدوبامين في أدمغتنا، وهو هرمون طبيعي موجود في جسم الإنسان يعزّز السعادة لديه. ويقول العلماء أن المناطق التي ترتبط بإحساس المتعة في الدماغ تنشط بقوّة عندما يحصل الشخص على الإعجابات والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن الحصول على الإعجابات أو المشاهدات على تطبيقات مثل تيك توك، هي شكل من أشكال التعزيز المتقطع. هذا يعني في الأساس أن الشخص يكافأ على محتواه أو مظهره، ولكن على فترات غير منتظمة من دون أي ضمان”.

وتوضح كوهلي أنّ “احترام الذات والشعور بالحب هي احتياجات ضرورية”. وتضيف: “إن بناء شعور بالهوية والقيمة من خلال تيك توك أمر مقيّد للغاية، ويمكن أن يبقينا عالقين في حلقة مفرغة من البحث مكافآت غير دائمة ولا تخدم أي هدف”. وتقول: “الإستثناءات هنا تتمحور عند أولئك الذين يريدون أن يصنعوا مهنة بالفعل من خلال هذه التطبيقات، ولكن هذا نادر جداً. يجب أن يتم استخدام هذا النوع من المنصات مع قيود، وهو أمر يصعب القيام به مرة أخرى عندما يعتاد الناس على أعلى الإعجابات. يمكن أن يؤدي هذا إلى سلوك يبحث عن الانتباه، حيث يبدأ الناس في تحديد قيمتهم بناءً على عدد المشاهدات التي يحصلون عليها، والتي يمكن أن تؤدي في كثير من الحالات إلى زيادة القلق أو الاكتئاب الذي يشعرون به بالفعل. يمكن أن يكون أيضاً هوساً في وقت مثل هذا حيث يتعطل الروتين اليوم. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الشعور بالمطاردة، حيث نشعر باستمرار بمراقبتنا والتدقيق من قبل الجمهور”.

وترى كوهلي أنه “لحسن الحظ، عندما نستعيد الروتين اليوم ونعود إلى حياتنا الطبيعية وأعمالنا، فسوف ندرك تلقائياً أنه ليس لدينا الكثير من الوقت لإستخدام تيك توك كما فعلنا أثناء الإغلاق”. وتقول: “لذلك لا أعتقد أننا سنطور اعتماداً طويل الأمد عليه. إنها طريقة مؤقتة لنبرز أنفسنا أمام الآخرين عندما لا نتمكن من الاختلاط معهم في العلن، وهي طريقة لتعزيز احترامنا لذاتنا وإلهاء أنفسنا عن الوضع الذي نواجهه، وهو شبيه بالحرب”.

“تيك توك دوك” دواء مناسب لمئات الآلاف من الناس من فيروس كورونا

أثبتت مقاطع فيديو, رقص الطبيب الأمريكي المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي, أنها الدواء المناسب لمئات الآلاف من الناس ، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية ، الذين يهتفون لرفع معنويات مرضى فيروس كورونا التاجي.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

شكوى أمريكية ضدّ ”تيك توك“: خطير على الأطفال!