أخبار الآن | دبي – وكالات

يبحث المسؤولون والأطباء والمهندسون في أوروبا في كيفية تجنيد الهواتف الذكية في الحرب ضد تفشي فيروس “كورونا“. ويرى مسؤولو الصحة أن هناك إمكانية في استخدام الهواتف الذكية لمعرفة مع من اختلط مصاب بفيروس “كورونا”. إلا أن هذا الأمر يتوقف عن مدى احترام الخصوصيّة المتعلقة بمستخدمي الهواتف الذكية، ويرتبط بمدى تدخّل الشركات بشأن بياناتهم، كما أن هذا الأمر يطرح مخاوف عديدة من استغلال “كورونا” لتكريس الرقابة فيما بعد.

وتعمد العديد من الشركات حالياً إلى استخدام بيانات نظام الـ”GPS” المجمّعة من الهواتف، لتصنيف مدى التزام المواطنين بالعزلة الاجتماعية. كذلك، فإن ما أعلنته شركة “غوغل” مؤخراً قد يشير إلى خرق لبيانات المستخدمين على الإنترنت. وأعلنت الشركة الأمريكية أنها “تخطّط لنشر معلومات حول حركة الأشخاص، للسماح للحكومات بقياس فعالية تدابير التباعد الاجتماعي. وعلى وجه الخصوص، فسيتم عرض النسبة المئوية لزيارات مواقع مثل الحدائق العامة والمتاجر والمنازل وأماكن العمل.

ومؤخراً، نجحت سنغافورة باحتواء انتشار “كورونا” داخل حدودها، وحققت ذلك من خلال أدوات المراقبة عالية التقنية التى تديرها الحكومة، بما في ذلك تطبيق الهاتف الذكي “tracetogether”، الذي يتتبع موقع المستخدمين وقربهم من الأشخاص الآخرين باستخدام البلوتوث، وينبه أولئك الذين يتواصلون مع شخص تبين أن نتيجة اختبار “كورونا” الخاصة به إيجابية.

وجرى تصميم التطبيق السنغافوري للحد من مخاوف الخصوصية، إذ أنه طوعي كما أنه لا يتتبع الموقع، بل يقوم تسجيل المخالطات في الفترة الأخيرة على الهاتف الذكي. وفي حالة ثبوت إصابة صاحب الهاتف بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يمكن تنزيل هذه البيانات ليتسنى لفرق التتبع التواصل سريعاً مع الأشخاص الآخرين المعرضين للإصابة المحتملة بالمرض.

ووقّعت أكثر من 100 مجموعة من منظمات المجتمع المدني على بيان مشترك يحدد الشروط التي يجب استيفاؤها قبل استخدام تكنولوجيا الرقابة لمكافحة الوباء، لحماية حقوق الإنسان ومنع الإفراط في الرقابة.

وقالت رشا عبد الرحيم، نائبة مديرة برنامج التكنولوجيا في منظمة العفو الدولية: “يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً مهماً في الجهد العالمي لمكافحة وباء كوفيد – 19، ولكن هذا لا يمنح الحكومات تفويضاً مطلقاً لتوسيع عملية الرقابة الرقمية. فقد تبين في الآونة الأخيرة أن الحكومات تحجم عن التخلي عن صلاحيات الرقابة المؤقتة. ولا يجب أن نتحول، في غفلة منا، إلى دولة تمارس الرقابة بصفة مستديمة وموسعة”.

وإزاء ذلك، فإنّ المخاوف تبقى قائمة من إستغلال الشركات لجائحة “كورونا” لمراقبة الناس فيما بعد، في حين أن المخاوف تمتد باتجاه الحكومات التي قد تستغل تطبيقات معيّنة أو إجراءات اتخذتها في إطار مكافحة الفيروس، لتتبع الناس بعد الإنتهاء من احتوائه. ولهذا، فإن الخيار في الوقت الحالي كان للصحّة.. فهل ستشتعل فيما بعد حرب الحفاظ على الخصوصية؟

معالم آسيا والمحيط الهادئ فارغة وسط مخاوف من فيروس كورونا

قبل وبعد … لقطات مختلفة حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما في ذلك شاطئ بوندي ، شارع ميونغدونغ في سيؤول ، خليج مارينا البحري ، قصر بانكوك الكبير ، صندوق البريد في طوكيو، حائط الصين.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

إليكم أفضل 5 سماعات للعمل في المنزل خلال العام 2020 (صور)