أخبار الآن | الولايات المتحدة الأمريكية– bbc

 

كشفت دراسة جديدة أجرتها وكالة ناسا بعد تحليل عينات من مسبار كيوريوسيتي الفضائي، عن تغييرات موسمية غير متوقعة من الأكسجين على المريخ.

وأصدر العلماء نتائج دراستهم في 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي استمرت على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث حللوا خلالها عينات أداة Sample Analysis at Mars لمسبار كيوريوسيتي، لمراقبة وفرة الجزيئات المختلفة في الغلاف الجوي للكوكب وكيفية تغيرها موسميا.

وعلى الرغم من أن العديد من النتائج لم تكن مفاجئة، إلا أن الأكسجين تحدى كل التوقعات، وكتب العلماء في الورقة البحثية أن الأكسجين “أظهر تقلبا موسميا كبيرا بين الأعوام، ما يشير إلى وجود عملية غير معروفة في الغلاف الجوي أو السطحي”.

فالغلاف الجوي للمريخ يتكون بأغلبية ساحقة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) ، مع كميات أصغر من الغازات الأخرى مثل النيتروجين الجزيئي (N2) والأرجون (Ar) والأكسجين الجزيئي (O2) والميثان (CH4).

اتبع النيتروجين والأرجون نمطًا موسميًا يمكن التنبؤ به ، وتغير وفقًا لمقدار ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء (والذي يرتبط بدوره بالتغيرات في ضغط الهواء). لقد توقعوا أن يتبع الأكسجين هذا النمط أيضًا ، لكنه لم يفعل.

ووجدت الدراسة أن قياسات أداة Sample Analysis at Mars للأكسجين في “فوهة غيل” على سطح الكوكب الأحمر، لا تظهر الاستقرار السنوي أو الأنماط الموسمية التي يمكن التنبؤ بها بناء على المصادر المعروفة في الغلاف الجوي.

وتوصل العلماء إلى أن هناك كمية أكبر بكثير مما كان متوقعا خلال نصف ربيع المريخ وفي أواخر الربيع حتى الصيف، ومستوى أكسجين أقل بكثير مما كان متوقعا خلال فصل الشتاء المريخي في نصف الكرة الشمالي للكوكب.

ونشر علماء ناسا العديد من النظريات حول التغيرات التي تشهدها مستويات الأكسجين، بما في ذلك افتراض حدوث عطل في المسبار، أو ربما كان الأكسجين ناتجا عن ثاني أكسيد الكربون أو الماء المنفصل عن الغلاف الجوي. لكن هذا قد يعني أن أن ثاني أكسيد الكربون ينفجر ببطء شديد لإنتاج توقيعات الأكسجين، أو أنه يوجد كمية أكبر بكثير من المياه الموجودة في الكوكب بالفعل في الغلاف الجوي.

وعلى الرغم من جميع هذه النظريات إلا أن السبب الحقيقي لحدوث ذلك ما يزال غير قابل للتفسير، تماما مثل مستويات الميثان التي تختفي ثم تعود للظهور بشكل غير مبرر، وفقا لعلماء ناسا.

ومن ناحيتها، أعربت عالمة الكواكب في وكالة ناسا، ميليسا تراينر، عن أسفها لـ”حقيقة أن سلوك الأكسجين لا يمكن تكراره كل موسم، ما يجعلنا نعتقد أن هذه ليست مسألة تتعلق بديناميات الغلاف الجوي”.
وأضافت: “يجب أن يكون هناك مصدر وبؤرة كيميائية لا يمكننا حسابها بعد”. وربما يكون للأكسجين المتقلب علاقة مع الميثان المتقلب أيضا.

وأراد العلماء نشر هذه النتائج على أمل أن يتمكنوا بالتعاون مع خبراء آخرين من تحديد العملية التي تؤدي إلى حدوث هذه التقلبات وخاصة الزيادات غير المتوقعة في مستوى الأكسجين
وتابعت: “هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا السلوك المثير للإعجاب على مدار عدة سنوات. نحن لا نفهمه تماما، وبالنسبة لي، هذه دعوة مفتوحة لجميع الأشخاص الأذكياء الذين يهتمون بهذا الأمر”.

 

مصدر الصورة: Getty images

للمزيد:

هزاع المنصوري.. أول رائد فضاء إماراتي يتحدث لأخبار الآن عن تجربته

من خلف الكواليس.. ”ناسا“ تنشر صوراً لتلسكوب كبير وضخم!