أخبار الآن | رام الله – middleeasteye

حتى الآن، لا يستطيع المساعد الصوتي “أليكسا” التحدث باللغة العربية، في حين أن المساعد الصوتي “سيري” يمكنه أن يفهم اللغة العربية الموحّدة، ولكنه لا يفهم اللهجات، كما أن ترجمة “غوغل” بالكاد دقيقة.

وفي السياق، يقول مصطفى جرّار، عالم الكمبيوتر في جامعة “بيرزيت” في رام الله أنّ “حوالى 300 مليون شخصاً يتحدثون العربية في جميع أنحاء العالم، وهي اللغة الدينية لحوالى 1.5 مليار نسمة، لكنها واحدة من اللغات الأقل تمثيلاً في الكتنولوجيا”.

اللغة العربية بحاجة إلى بيانات

ويسعى جرّار مع العديد من علماء الكمبيوتر والتقنية في جميع أنحاء الشرق الاوسط إلى تغيير هذا الأمر، وهم يعملون على توسيع شمولية عالم التكنولوجيا من خلال تحسين فهم اللغة العربية، ويكمن الأمل في البرامج والتطبيقات والخدمات الصوتية التي أصبحت أكثر انتشاراً، ويمكن أن تفهم أخيراً اللهجات العربية.

ويعرف فرع الذكاء الإصطناعي الذي يسمح لأجهزة الكمبيوتر بمعالجة وتفسير اللغة البشرية باسم البرمجة اللغوية العصبية. فعندما نطلب من “آليكسا” الذي يتم تنشيطه بالصوت، تشغيل أغنية، تستخدم تقنيات البرمجة اللغوية العصبية لمعالجة أمرنا الصوتي. كذكل، تستخدم هذه التقنية أيضاً بواسطة أدوات الترجمة الآلية مثل الترجمة من Google.

ويوضح جرار أنّ “الكمبيوتر يجمع مليارات الجمل التي لها نفس المعنى في اللغتين المختلفتين”. وبحسب الباحثين أيضاً، فإنّ هناك أموراً تتعلق بخصائص الكلمة، ومكانها في الجملة، وكل ذلك يؤثر على المعنى. ومع هذا، فإنّ اللغة العربية على الكمبيوتر تحتاج إلى كم هائل من البيانات، إلى جانب أن هناك الكثير من عوامل الغموض والصعوبة التي يجب الإلتفات إليها.

يقول علي فرغلي ، باحث في البرمجة اللغوية العصبية من مصر: “اللغة العربية لا تملك الحروف الكبيرة ، وهي وسيلة للإشارة إلى أسماء الأشخاص والأماكن والشركات. الحروف العربية تغير شكلها في كل مرة يتغير موضعها في الكلمة”.

ماذا جرى بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر على صعيد اللغة العربية؟

إلى ذلك، يشير فرغلي إلى أنّه “بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، مولت الحكومة الأمريكية بسخاء الجامعات ومراكز البحوث والشركات الخاصة للعمل على البرمجة اللغوية العصبية باللغة العربية”. وقام العلماء الأمريكيون بتطبيق أحدث التقنيات لتطوير أنظمة الترجمة الآلية العربية، وكان لهذا تأثير إيجابي على عمل البرمجة اللغوية العصبية العربية في العالم العربي أيضاً. وعلى الرغم من هذه الطفرة ، فإن اللغة العربية – واللهجات على وجه الخصوص – تعاني من قلة الموارد نسبياً، حيث تقوم شركات رئيسية مثل Amazon و Google و IBM بتمويلها بشكل قليلة مقارنة مع اللغات اللاتينية.

وبشكل عام، فإنّ جرّار متفائل بمستقبل أجهزة الكمبيوتر واللغة العربية، ويفخر بالتقدم الذي تمّ إحرازه بالفعل، لافتاً إلى أنّ “البرمجة اللغوية العصبية للغة العربية أقوى بكثير مما كانت عليه قبل 5 أو 10 سنوات”. وبمجرد الانتهاء من معالجة اللهجات، سيكون التحدي التالي هو العمل على أجهزة الكمبيوتر التي تفهم اللغة حقاً، بدلاً من التنبؤ بالترجمات. ويختم: “إذا أخبرت جهاز كمبيوتر أنك في إجازة، فيمكنه ترجمة ذلك. ولكن إذا طرحت عليه السؤال: إلى أين أذهب في إجازة، لا يمكنه الإجابة. يمكن أن يعالج المحتوى، لكنه لا يستطيع فهم معنى الكلمات حقاً. هذا هو الشيء التالي الذي يجب العمل عليه”.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

بالفيديو.. إخضاع هاتف آيفون 11 برو ماكس للخدش والحرق!