أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

أجرت الصين أول عملية تعديل وراثي لأجنة بشرية، وذلك في ظل قلق حقوقي من استخدامها لاستنساخ البشر، المحرم دوليا. 

في ظل حظر منظمة الصحة العالمية، عمدت الصين إلى إجراء أول عملية تعديل وراثي لأجنة بشرية، وسط مخاوف من استخدامها لاستنساخ البشر، وذلك بعد تمكنها من تعديل جينات توأمين من الإناث بأساليب التعديل الوراثي.
 
وتطرح العملية تساؤلات أخلاقية، حول أحقية الحكومات التجريب على البشر، علاوة على انتهاك القوانين والمواثيق الحقوقية الدولية في استنساخ البشر، مما قد يعرض صحة الإنسان إلى أمراض فتاكة مثل داء “الإيدز” العصي على العلاج. 

تجربة تمهد لاستنساخ البشر

وكالة “أسوشيتد برس”، أفادت ان التعديل الجيني المطروح قد يتسبب في تغيير وراثي للجينات المستقبلية، ما تعتبره أغلب الدول عملاً غير أخلاقي في مجالات البحث العلمي، وفقًا لما صرح به مدير الفريق البحثي، “هي جيانكوى”.

وشاركت مجموعة من الباحثين الأمريكيين في التجربة التي جرت في الصين، في الوقت الذي يعتبر هذا النوع من التجارب مُحرماً إجراؤه داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدان عدد كبير من الباحثين تلك التجربة واعتبروها تجارب بشرية غير أخلاقية.

وعلى الرغم من تجريم الصين استنساخ البشر، إلا أنها لا تمتلك قوانيناً تحظر إجراء التعديل الوراثي على الأجنة والبويضات والحيوانات المنوية، لذلك تمكن رئيس الفريق البحثي من تنفيذ تجربته بمعمل في جامعة، جنوبي الصين، بعد أن أتم دراسته في جامعتي “رايس” و”ستانفورد” الأمريكيتين.
 

جديد التجربة 
وتعتمد التجربة على عملية التلقيح الطبقي IVF، إذ يتم غسل الحيوان المنوي للتخلص من المادة المحيطة به، والتي قد تتركز بها الجينات المسببة لمرض نقص المناعة. 
 
وبعد ذلك تتم عملية التلقيح مع البويضة، ثم تبدأ عملية التعديل الوراثي، وبعد مرور مدة 3 إلى 5 أيام، يتم فحص عينة من خلايا الجنين، وبعد تلك المرحلة يكون لدى الزوجين الحرية الكاملة في اختيار جنين مُعدل أم غير مُعدل.

وتطلّب نجاح التجربة تكرار عملية التعديل الوراثي على 11 جنيناً في 6 محاولات، قبل خروج الفتاتين التوأمين إلى الحياة بنجاح، وإحداهما تحمل الجينين المُعدلين من الأب والأم، بينما تحمل الأخرى جيناً واحداً، وبالتالي فإن الأولى فقط هي المحمية بشكل كامل من الإصابة بالـHIV (الإيدز) بينما احتمال إصابة الثانية كبير.
 
تساؤلات مقلقة

وتظل تساؤلات كبرى، حول ما إذا كانت الصين محلا للضمانات الأخلاقية لإجراء مثل هذه التجارب الطبية، خاصة في ظل أنباء استخدامها السيء لتكنولوجيا المعلومات على حياة مواطنيها؟
 وأيضا حول ما إذا كانت الصين تنوي استخدام هذه التجارب لأغراض بشرية لا أخلاقية، وتحديدا ضد أقليات دينية؟ وفي حالة ثبوت نجاحها علمياً، كيف يصير العمل بها قانونيا، في ظل تحريمها أمميا في كثير من دول العالم؟

البشر بعد الحيوانات

وتأتي هذه التجارب وسط مخاوف من توجه الصين إلى استنساخ البشرية، بعد نجاحها في استنساخ الحيوانات، في يناير 2018، حيث نجح خبراء صينيون لأول مرة في العالم، في استنساخ قردة بنفس الطريقة التي تم بها استنساخ النعجة “دوللي” قبل نحو 22 عاما.

وقال الباحثون الصينيون، إن قردين ولدا حيين وبقيا على قيد الحياة لمدة أسابيع.

ولجأ الباحثون عن “معهد الأكاديمية الصينية للعلوم في شنغهاي”، إلى آلية موسعة لطريقة النعجة دوللي، حيث أعدوا جداول الحمض النووي بشكل يسمح بنقلها فيما بعد إلى البويضة. 
لكن التجارب التي أجراها الباحثون على نوايا خلايا قردة بالغة فشلت رغم ذلك.

وحقق الباحثون نجاحا مع نحو 100 جنين اعتمدت على المجموع الوراثي لأجنة حية لقردة، وتمخضت هذه التجارب عن ولادة قردين بقي أحدهما على قيد الحياة لمدة 40 يوما والآخر لمدة 50 يوما.
 

مصدر الصورة: أسوشيتد برس 

للمزيد: 

دراسة: أصل الإنسان ليس “قرداً”