أخبار الآن | طوكيو – اليابان – (وكالات)

نجح علماء يابانيون في أن يزرعوا في الفئران جلدا نُميّ في المختبر، ذا مكونات بايولوجية ووظيفية تعمل بشكل لم يتحقق من قبل. إذ استخدم الخلايا الجذعية المصنوعة من لثة فأر لتنمية جلد من طبقات عديدة – إضافة إلى بصيلات شعر وغدد عرقية.

وعندما تم زرعه في فأر نزع جلده وجهاز مناعته لا يعمل، أخذ الجلد في التكامل بشكل جيد، وظهر الشعر.ويقول باحثون إن نجاح تطبيق ذلك على البشر سيستغرق بين 5 و10 سنوات.ولكن في النهاية، يأمل فريق البحث أن يؤدي نظامهم إلى بشرة تعمل بشكل كامل، يمكن أن تنمو من خلايا تؤخذ من ضحايا الحروق وتزرع لهم.

وهذه الطريقة أفضل كثيرا من الأسلوب السائد حاليا، والذي ينتج بشرة بدون العديد من المكونات البيولوجية والوظيفية التي تقوم بها. كما يمكن لشركات العقاقير ومستحضرات التجميل التي تحتاج عينات جلد حقيقية استخدام هذا التكنيك في اختبار منتجاتها بدلا من استخدام الحيوانات. وتم نشر النتائج في صحيفة Science Advances وحظيت بترحيب وحماس علماء آخرين في المجال.وبدأوا تجاربهم بأخذ خلايا من لثة فأر وحولوها إلى "خلايا جذعية محفزة" أو iPSCs.

وهذا الأسلوب الذي تم اكتشافه عام 2006 شائع وواعد في بحوث الخلايا الجذعية حيث توضع الخلايا في الكيماويات لعكس نموها "عكس عقارب الساعة". والخلايا الناتجة كما هو الحال في الجنين يمكن أن تنقسم ثانية وثانية، وتسير في طريق لأن تصبح أقرب لأي نوع من الخلايا في الجسم.

والإنجاز الحقيقي الذي حققه الفريق البحثي هو دفع تلك الخلايا إلى تشكيل طبقات مختلفة وبنية لطبقة جلدية عميقة – "الجهاز الغلاف" الذي يحمي أجسامنا، ويشعر باللمس، وينظم الحرارة ويقوم بعدد كبير من الوظائف الأخرى أيضا.

وقال البروفيسور جون ماكغراث، أستاذ الأمراض الجلدية بكينغز كوليدج بلندن، إن الباحثين في مجاله كانوا يتطلعون لهذه الدراسة التي تعد خطوة كبيرة للأمام.

وقال ماكغراث إن النظام الجديد يأخذنا "وراء علامة منتصف الطريق" باتجاه الحصول على جلد ينمو، وقادر على القيام بوظائفه للمرضى من البشر – فيما توقفت الجهود السابقة في هذا الاتجاه عند مراحل مبكرة.

وتابع قائلا:" وكمثال من كرة القدم: أي شخص يمكنه الحصول على وين روني، ولكن الآن بوسعنا الحصول على فريق مانشيستر يونايتد كله. فهناك فريق كامل في الملعب، من اللاعبين المتفاعلين".وأضاف :"وذلك يعني أن هناك أمل في الحصول على جلد مماثل للحقيقي في المعمل".وأوضح:" الجلد الصناعي يعمل اليوم، ولكنه لا يبدو مثل الجلد ولا يعمل مثله. فإذا لم تكن لديك بصيلات شعر أو غدد عرقية فإنه لن يعمل مثل الجلد".

وقال البروفيسور ماكغراث أيضا إن العديد من المختبرات ستحاول الآن إعادة إنتاج هذه النتائج – وتكييفها لأغراض مختلفة، مثل إعادة تخليق أمراض الجلد في المختبر ومحاولة العثور على علاجات لها.وأضاف قائلا:" سيكون هناك العديد من الفوائد للاستخدام الفوري، بالاضافة إلى فوائد الطب الانتقالي".