أخبار الآن | مسقط – عُمان – (رويترز)
واصلت أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية رحلتها حول العالم، حيث أقلعت من سلطنة عمان، ثاني محطة لها، بعد انطلاقها من مطار البطين في أبو ظبي.
ومن المتوقع ان تتوجه الطائرة سولار إمبلس 2، إلى الهند ثم بورما والصين، قبل أن تواصل رحلتها لتعبر المحيط الهادي لتزور ثلاثة مناطق في الولايات المتحدة، ومن ثم عبور المحيط الأطلسي لبدء رحلة العودة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها، التي تهدف إلى التشجيع على استخدام الطاقة البديلة، وإحلال التكنولوجيا النظيفة والفعالة محل التكنولوجيا الملوثة للبيئة.
وذكر موقع الرحلة على الإنترنت، والذي يعرض موقع الطائرة، ويبث مقاطع صوت من قمرة القيادة "تريد سولار إمبلس حشد حماس الناس لصالح التقنيات، التي ستتيح خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، واستنفار المشاعر الإيجابية تجاه الطاقة المتجددة."
وتزن الطائرة 2300 كيلوغرام، أي ما يعادل وزن سيارة عائلية، لكن جناحاها بعرض جناحي طائرة كبيرة.
وستشمل الرحلة نحو 25 يوم طيران، مقسمين على 12 جولة، بسرعات تتراوح بين 50 إلى 100 كيلومتر في الساعة.
واستغرقت الدراسات والتصميم والبناء 12 عاما، وانطلقت أول نسخة من الطائرة عام 2009، محطمة الأرقام القياسية لأعلى وأطول مسافة تقطعها طائرة مأهولة تعمل بالطاقة الشمسية.
وقد نظم مطار مسقط الدولي احتفالية خاصة لاستقبال هذا الابتكار التقني الفريد من نوعه عالمياً، تحت رعاية السيد شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار السلطان قابوس بن سعيد الذي قام باستقبال الكابتن أندريه على سلم الطائرة فور هبوطها بسلام، وكان برفقته أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات العماني وعدد من الوزراء و كبار الشخصيات إلى جانب الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني، والشيخ أيمن بن أحمد الحوسني، المدير العام لمطار مسقط الدولي.
هذا وتعتبر السلطنة بمثابة المحطة الأولى لـ "سولار أمبلس "2 في رحلتها التاريخية التي ستجوب العالم قاطعة مسافة 35000 كم، تتوقف خلالها في 12 محطة فقط، ويقود الطائرة الأسطورة بالتناوب الطيارات السويسريان، برتراند بيكارد، وأندريه بورشبرج اللذان يقفان وراء فكرتها منذ البداية قبل ما يزيد عن 13 عاماً. ومن جانبه تحدث الطيار برتراند بيكارد حول الوصول إلى المحطة الأولى من رحلتهم حول العالم على متن الطائرة الشمسية، قائلا: "استطعنا ان نكمل الجولة الأولى من رحلتنا حول العالم على متن "سولار امبلس2" بنجاح، ونحن نهدف إلى نشر رسالة مهمة وهي أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكانها أن تصنع المستحيل،إن استهلاك مئة مليون جالون من النفط كل ساعة لم يعد مقبولاً بعد اليوم، وعلينا جميعاً أن نسعى وراء مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية التي يمكن لها أن تزودنا بنصف حاجتنا من الطاقة إذا ما استغلت بشكل صحيح". وأضاف : "إن سولار أمبلس هي مثال فقط عما يمكن للطاقة النظيفة أن تفعل، فإذا استطعنا الطيران بالطاقة الشمسية فنحن نستطيع بكل تأكيد أن نفعل الكثير بها على الأرض".
من جانبه صرح شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس، قائلاً: "نحن فخورون بأن تكون سلطنة عمان هي المحطة الأولى لاستقبال "سولار امبلس2" في هذه الرحلة العالمية، إن هذا الحدث بالغ الأهمية إنما يترجم سعينا نحو تحقيق الاستدامة لمستقبل صديق للبيئة من خلال استخدام الطاقة النظيفة، في الوقت الذي يحمل فيه رسالة هامة جداً على صعيد تحفيز الأجيال الجديدة من العمانيين على التفكير الإبداعي والنظر للمستقبل برؤية تختلف عن السائد النمطي، إن التحدي اليوم أمام الجميع يكمن في تطوير رؤيتنا للمستقبل واقتحام هذه العوالم متسلحين بالعلم والمعرفة والقدرة على الابتكار والإبداع لإثبات حضورنا وتأثيرنا في مسيرة بناء الحضارة الإنسانية، وهذا ما تختصره بصورة مذهلة تجربة الطياران بيرتراند بيكارد، وروجيه بورشبيرج مع سولار امبلس 2، ولهذا يسعدنا استضافتهم هنا في مسقط ليشاركونا تجربتهم الفريدة في خدمة البشرية جمعاء".