فلوريدا، الولايات المتحدة، 18 نوفمبر 2013، رويترز، أخبار الآن
لا يشك العلماء في أنه كانت توجد محيطات وأنهار على سطح المريخ في وقت ما لكن ما الذي حدث لكل هذه المياه، ما يزال هذا الشيء يمثل سراً منذ وقت طويل/.
ومعرفة كيفية حدوث ذلك بالضبط، هو هدف المهمة الجديدة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية والتي تحمل اسم مهمة الغلاف الجوي والتغير المتقلب للمريخ (مافن) والتي من المقرر انطلاقها اليوم من قاعدة كيب كنافيرال الجوية في فلوريدا، والمشتبه الرئيسي في هذه العملية هو الشمس التي تتسبب في تآكل الغلاف الجوي للكوكب جزيئاً منذ مليارات السنين.
ولدى وصول المسبار في سبتمبر (أيلول) 2014، من المقرر أن يضع نفسه في مدار حول المريخ. ويبدأ في فحص طبقة الغازات الرقيقة المتبقية في سماء الكوكب.
وقال قائد المهمة العالم بروس جاكوسكي من جامعة كولورادو في بولدر: “ستتركز مهمة مافن على محاولة فهم تاريخ الغلاف الجوي (للمريخ) وكيفية تغير مناخه على مدار الزمن وكيف أثر ذلك على تطور سطح المريخ وإمكانية الحياة عليه، بواسطة الميكروبات على الأقل”.
فحص المريخ
وسيفحص المسبار على وجه الخصوص كمية ونوع الإشعاع القادم من الشمس ومن مصادر كونية أخرى، ومدى تأثير ذلك على الغازات في الغلاف الجوي العلوي للمريخ.
وتشكلت لدى العلماء لمحة عن هذه العملية من بيانات جمعها المسبار الأوروبي مارس أكسبريس والمسبار كيوريوسيتي، التابع لوكالة ناسا لكن لم تتح لهم الفرصة مطلقا لرسم لمحة عامة عن الغلاف الجوي والبيئة الفضائية حول المريخ في الوقت نفسه.
وقال المتخصص في دراسة المريخ بمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا بان كونراد: “ستتاح لنا فرصة لمعرفة ما يحدث الآن ولهذا يمكننا المحاولة والتطلع إلى الوراء من خلال الأدلة الموجودة في الصخور وتجميع كل القصة عن تاريخ المريخ وكيف أصبح بيئة مليئة بالتحديات”.
وتتجمع منذ عشرات السنين الأدلة على أن المريخ كان أكثر دفئاً ورطوبة وشبها بالأرض. وتحمل الصخور القديمة آثاراً كيميائية واضحة على حدوث تفاعلات سابقة مع المياه. ويعج سطح الكوكب بملامح جيولوجية نحتتها المياه مثل قنوات ومجاري أنهار جافة ودلتا بحيرات وتكوينات رسوبية أخرى.
وقال جاكوسكي: “لا بد وأن الغلاف الجوي (للمريخ) كان أكثر سمكاً، وهو ما جعله أكثر دفئاً ورطوبة. والسؤال هو أين ذهبت كل هذه الكمية من ثاني أكسيد الكربون والمياه؟”.
ومن المتوقع ان تستمر المهمة الرئيسية للمسبار مافن لمدة عام واحد، وهي فترة كافية للعلماء لتجميع بيانات خلال عواصف شمسية وأحوال أخرى للطقس في الفضاء.