أظهرت نتائج التجارب النهائية للقاح فايزر أنّ نسبة نجاح اللقاح هي 95 بالمئة، من دون وجود أعراض جانبية خطيرة له، ويأتي ذلك عقب إعلان شركة فايزر وبيونتيك عن لقاحهما الجديد ضدّ فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي مثل بارقة أمل عالمية في البدء نحو القضاء على فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص حول العالم.

الحقن بمادة “MRNA”

تساؤلات كثيرة تطرح حول هذا اللقاح، لا سيما وأنّ شركات أخرى تعمل على لقاحات أخرى أيضاً.. ما مدى فاعليته؟ ما الذي يميّز هذا اللقاح عن باقي اللقاحات الأخرى؟ ما هي أعراضه الجانبية؟ الدكتور عماد ابو ستة، وهو أخصائي الأمراض المعدية والسارية، قال لـ”أخبار الان“، إنّ لقاح فايزر يعمل بطريقة مختلفة عن اللقاحات التقليدية، ويعتمد على تكنولوجيا متمثلة بحقن الجسم بالمادة الجينية “MRNA”، التي بدورها تدفع خلايا الجسم لإفراز بروتينات للفيروس من دون الحاجة لحقن الجسم بالفيروس ذاته، الأمر الذي يدفع الجسم لإفراز أجسام مضادة ضدّ تلك البروتينات، لتطور بذلك المناعة لدى الانسان.

وأوضح أبو ستة أنّ تلك التكنولوجيا موجودة منذ 20 عاماً لكنها لم تطرح بالأسواق في السابق، رغم استخدامها في تجارب قديمة من خلال لقاحات لفيروسات مختلفة. وأضاف: نحن في انتظار نتائج الدراسة خلال الأسبوعين القادمين، لكن الأعراض الجانبية وفق ما ذكر في البيان الصحافي الطبي المنعقد بخصوص لقاح فايزر، تراوحت بين 2 و 3 في المئة، وأغلبها أعراض خفيفة غير خطيرة مثل الصداع وارتفاع خفيف في درجة حرارة الجسم أو الإعياء بالجسم أو العضلات.

فاعلية بنسبة 95 %

وأوضح الدكتور عماد أبو ستة أنّ فاعلية هذا اللقاح، تصل إلى 95 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جدّاً خصوصاً أنّنا كنّا نتحدث سابقاً عن لقاح تصل نسبة نجاحه إلى 50 أو 60 في المئة، ولكن من الضروري الانتباه لصدور الأرقام كاملة؛ وكشف أنّ الأشخاص الخاضعين للتجارب يلتزمون بوضع الكمامة وإجراءات التباعد الاجتماعي عادة، على عكس أولئك الذين لا يرتدونها، الأمر الذي يقتضي الانتظار إلى حين انتهاء الدراسة والحصول على نتائج أوضح.

كم ستنتج الشركة؟

وأضاف أبو ستة لـ”أخبار الان“، أنّ شركة فايزر ستنتج 50 مليون لقاح خلال الفترة المتبقية لنهاية العام الحالي، ونحو 1.3 مليار في العام 2021، لافتاً الى فائدة اللقاح من حيث سهولة تصنيعه في المختبرات وإنتاج كميات كبيرة منه بفترة قصيرة. ولفت إلى أنّ الأولوية في إعطاء اللقاح تختلف من دولة الى اخرى وفقاً لقوانينها، مشيراً إلى أنّ الأولوية في الولايات المتحدة قسمت إلى 4 أقسام:

أولا: العاملون في القطاع الطبي، وهم يتعرضون للخطر الأكبر لعدوى فيروس كورونا.

ثانيا: القطاعات المهمة التي يتطلب عودتها إلى الحياة الطبية والالتحاق بالعمل مثل المعلمين، وأفراد الشرطة.

ثالثا: المرضى الذين يعتبرون أكثر عرضة للمضاعفات جرّاء الإصابة بالعدوى، مثل مرضى نقص المناعة (السرطان) خصوصاً الذين يتناولون أدوية كيماوية.

رابعا: كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، بالإضافة إلى مرضى السكري والأمراض المزمنة مثل (الكلى، والكبد، والرئة)، واخيراً يأتي الدور لعامة الناس والشباب الذين لا يعانون من أمراض.

كيف يتم اللقاح؟

وعن طريقة التلقيح، قال أبو ستة إنّها جديدة، وهناك تحفظ على اللقاح خصوصاً أنّ التكنولوجيا الخاصة بها جديدة، وأضاف: “نمتلك خبرة في هذا السياق في المختبرات الطبية، لكن لم يكن هناك لقاح بالأسواق ليتم توزيعه على عدد كبير من الناس، وهو مشابه لأيّ شيء جديد ويفترض به أن يكون فعالاً وآمناً وقد يكون هناك تحفظات عليه”.
وبشكل عام التوزيع سيكون للعاملين في القطاع الطبي ومن ثم سيصل للناس في البيوت الامر الذي يعطي اللقاح خبرة إضافية تمتد لشهرين لتمتد التجارب لعام تقريبا، وفق ما قاله أبو ستة.

لا غنى عن الكمامة والتباعد!

وأكّد أخصائي الأمراض المعدية أنّ اللقاح لن يلغي الالتزام بالكمامة حتى بعد أخذ اللقاح، لافتاً إلى أنّه يجب الالتزام أيضاً بالتباعد الاجتماعي، مضيفأً أنّ لقاح فايزر يؤخذ على جرعتين، ومن أجل الوصول إلى الفاعلية المطلوبة، يجب أخذ الجرعة الثانية بعد 3 إلى 4 أسابيع من أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، مع الإشارة إلى أنّ شركة فايزر تنظر حصولها على موافقة الهيئات التنظيمية الأمريكية والأوروبية على الاستخدام الطارئ للقاحهما لكوفيد-19 خلال الشهر المقبل.