أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (بيانات تحليلية- نسمة الحاج)

أكدت دراسة أصدرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن حول “شبكات نفوذ إيران في الشرق الأوسط” أن إيران استطاعت بالرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، تعزيز نفوذها في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وبتكلفة أقل بكثير مما ينفقه خصومها للتصدي للنفوذ الإيراني، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الخليج.
وجاء ذلك من خلال شبكة خفية من الحلفاء تجسدت في جماعات وميليشيات “وكيلة” موالية لنظام الملالي، تباشر عملياتها في الدول التي تعتبرها إيران حاسمة بالنسبة لأمنها القومي مثل سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى اليمن، ذلك بجانب الحرس الثوري الذي يمثل ظل إيران الطويل في المنطقة لتصدير أيديولوجيات الثورة الخمينية، وتوسيع النفوذ الإيراني خارج حدود الدولة، مما يسمح لإيران بالتلاعب والتحكم بسياسات منطقة الشرق الأوسط لصالح طهران.

وأكدت الدراسة أن إيران عملت على تحقيق ذلك بواسطة “مواجهة القوى التقليدية العظمى بعمليات نفوذ وباستخدام طرف ثالث”، وكان العنصر الأساسي لتحقيق ذلك هو فيلق القدس، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، الذي يتلقى الأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشراً، مما سمح له بمباشرة عملياته ككيان عسكري مستقل، متجاوزاً بذلك الترتيب العسكري التقليدي، من خلال تطوير أشكال غير تقليدية وغير نظامية من بينها الاعتماد على وحدات صغيرة، وهجمات الطائرات بدون طيار والهجمات الإلكترونية وغيره، مما سمح لإيران بالتفوق على من تصنفهم أعداء لها، في مجال الأسلحة التقليدية، على حد وصف الدراسة.

ميليشيات خاضعة للنفوذ الإيراني تهدد استقرار الشرق الأوسط.. بأوامر مباشرة من قاسم سليماني
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً في مايو/ آيار 2019، يؤكد أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، التقى بقادة ميليشيات خاضعة لنفوذ طهران خلال زيارة له في العراق وأمرهم بالاستعداد لخوض حروب بالوكالة، وجاء ذلك إثر انسحاب ترامب من الاتفاق النووي والذي اعتبرته طهران تصعيداً من طرف واشنطن، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد مراراً وتكراراً أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عنها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة من خلال تطوير صواريخا الباليستية ودعمها للجماعات الإرهابية والميليشيات الموالية لها.

وفي هذا السياق، قام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بتنفيذ مشروع لتحديد مواقع انتشار الميليشيات الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من خلال رسم مواقعها وحركاتها وعلاقتها بالنظام الإيراني، وتورطها في النزاعات في العراق وسوريا:

وأثبت المشروع، أنه وباعتباراً من عام 2019، تباشر أكثر من 100 جماعة وجماعة فرعية شيعية مختلفة، عملياتها في العراق ولبنان وسوريا، كمحركات أساسية للنفوذ الإيراني في المنطقة، مما يجسد ميل النظام الإيراني إلى استخدام وكلاء لتمرير أجنداتها في المنطقة.
وعلى صعيد آخر، تعقب العاملون على المشروع النزاعات والتوترات الداخلية بين الميليشيات الموالية لإيران التي تدول حول المصالح الأيديولوجية والسياسية والتجارية، مما يسلط الضوء على وجود نقاط ضعف بين هذه الميليشيات.

كما كشف العاملون على المشروع، أنه وخلال تعقبهم للميليشيات الموجودة في العراق، لاحظوا أن قوات الحشد الشعبي تعمل كـ”مظلة” تضم تحتها عدداً كبيراً من الجماعات المهيمن عليها من قبل إيران، وقد ساهم وجود الحشد الشعبي منذ أن أُسس في عام 2014، في التعتيم على هوية المقاتلين الفعلين في الميدان في المناطق التي تتسم بوجود كبير للميليشيات، خاصة أن إدراجها تحت “قوات الحشد الشعبي” مكنّها من تكوين قوة سياسية كبرى داخل الحكومة العراقية.
وتطرق المشروع إلى الميليشيات الموجودة في سوريا والعراق بما في ذلك حزب الله اللبناني والعراقي، والجماعات الشيعية السورية التي تتخذ من حزب الله نموذجاً لها، والميليشيات الشيعية التي تدعي اصطفاف مقاتليها إلى جانب النظام السوري، وجماعتي سرايا السلام ولواء اليوم الموعود، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ووحداته الفرعية بما فيها الجماعة الشيعية الباكستانية “لواء زينبيون” والجماعة الشيعية الأفغانية “لواء فاطميون”.

 

اقرأ المزيد: 

الحرس الثوري.. شر القبضة الإيرانية في المنطقة